العدد 5745
الأحد 07 يوليو 2024
banner
“نشطااااء!”
الأحد 07 يوليو 2024

عجزت عن إيجاد العلاقة بين نشطاء البيئة وتخريبهم اللوحات الفنية العظيمة التي بقيت مئات السنين بوازع الحفاظ على البيئة، ولا أستطيع أن أربط بين فعلهم وبين الدفاع عن البيئة حتى إن زعموا أن تلك المواد لا يمكن إعادة تدويرها، فما الفائدة من إتلافها وهي سليمة مئة بالمئة، وما المبرر لذلك، وما فائدة تخريبها وهي لا يمكن إعادة تدويرها؟ فلماذا لا تبقى في المتاحف أو عند مقتنيها سليمة؟! وفي كل مرة أرى فيها تخريب نشطاء البيئة لوحات فنية أتذكر المظاهرات التخريبية التي يقوم بها البعض في أوطانهم بغرض الإصلاح! فالمعنيان متضادان قلبا وفعلا وقالبا، فكيف لك أن تطالب بالإصلاح وأنت تقوم بفعل التخريب، وما العلاقة بين ذلك وذاك.
الإجابة الوحيدة التي تقفز لمخيلتي في كل مرة أرى هكذا حركات مريبة تدعو للإصلاح بكل فعل مخرب أن من يقوم بذلك لا يعي ما يقوم به من فعل، أو أنه مدسوس، أو جاهل تمت تعبئة رأسه بأفكار لا أساس لها من الصحة، والإجابة الأخيرة من الممكن أن أقبلها لأنني أراها يوميا بأم عيني، هذا الشخص تم التلاعب به أو الاحتيال عليه وإعطاؤه قشور الأمور دون توضيح، ودون أن يتعمق هو في التفاصيل، فبات منزعجا يسب ويلعن دون دراية أو وعي، وقد بنى معلوماته على ما سمعه من الآخرين! نعم هذا حال النشطاء في الكثير من الأحيان، يهب ويجعجع في وسائل التواصل الاجتماعي بالصوت والصورة دون تلمس حقيقي لحيثيات الموضوع الذي يطرحه، دون إدراك تام لفحوى قضية بعينها، وتغلب عليه لغة الجمع لإثارة المزيد من الفتن والجدل وحتى يتحصل على أكثر عدد من المتابعين و”اللايكات”، ثم يأخذك الفضول لتبحث عنه فتجد سقطاته أكبر بكثير مما تتوقع، ويكتب فيها مجلدات فتضحك وتقول “نشطااااء”!.

كاتبة وأكاديمية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية