العدد 5669
الإثنين 22 أبريل 2024
banner
كيف تفاعلت الأسواق الإقليمية مع الضربة الإسرائيلية لإيران؟
الإثنين 22 أبريل 2024

مصطفى مراديقع النفط تحديدا في مرمى التأثير المباشر للضربات الأخيرة المتبادلة بين إيران وإسرائيل. بيد أن الأسواق والبورصات عموما وسوق النفط على وجه خاص، أبدت ثقة في محدودية آثار تلك الضربات. التحليلات المؤكدة لمحدودية الضربات وانعدام تأثيرها، كبحت من جماح الاتجاه الصاعد لأسعار النفط، ما خفض علاوة المخاطر الجيوسياسية على سعر الخام.
وتقلص صعود أسعار النفط بعد رد إيران الخافت على الضربة الإسرائيلية، وتقليل المسؤولين الإيرانيين لحجم الضربة وتأثيراتها.
وفور تداول الأنباء عن وقوف إسرائيل وراء الهجوم المحدود على منشآت عسكرية في أصفهان، ارتفع سعر مزيج برنت القياسي العالمي أكثر من ثلاثة دولارات، متجاوزاً 90 دولاراً للبرميل، مدفوعا بالقلق من اتساع الصراع الإقليمي ما يهدد إمدادات النفط. وتنتج إيران حوالي 2.8 مليون برميل من النفط الخام يوميًا، أي ما يعادل 3 % من إمدادات النفط العالمية.
التأثير الأسرع
ويؤكد المحلل الاقتصادي مصطفى مراد أن منطقة الشرق الأوسط باتت مسرحًا للتوترات الجيوسياسية المستمرة، والتي تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل حركة الأسواق الاقتصادية الإقليمية والعالمية، خاصة فيما يتعلق بأسواق النفط والبورصات.
ولفت إلى أن التأثير الأكبر والأسرع تمثل في تداول كبير بشكل غير عادي لكل من العقود الآجلة والخيارات للنفط في وقت مبكر من يوم الجمعة قبيل دخول الأسواق الأوربية والأميركية في إجازات نهاية الأسبوع. 
تأثر الأسهم والذهب
وتم تداول نحو 950 ألف عقد آجل لمزيج برنت بحلول منتصف نهار الجمعة في لندن، وهو ما يوازي تقريباً نفس العدد الذي يتم تداوله في الجلسة بأكملها بالظروف الطبيعية.
ويوم الجمعة الماضية أيضا، ارتفع سعر مزيج برنت القياسي العالمي أكثر من ثلاثة دولارات، متجاوزا 90 دولارا للبرميل، بينما ارتفع سعر مزيج برنت نحو 13 % خلال العام الحالي، مدفوعاً بتفاقم الأعمال العدائية في الشرق الأوسط، فضلاً عن تخفيضات “أوبك+” للإمدادات التي أدت إلى إحكام السوق.
وكانت بورصات الإمارات هي الأكثر تأثرا بأنباء الضربة الإسرائيلية لإيران، حيث تراجعتا -يوم الجمعة- مع عزوف المستثمرين عن المخاطرة وذلك في أعقاب تقارير تحدثت عن ضربة إسرائيلية محدودة داخل إيران.
وانخفض مؤشر بورصة دبي الرئيسي 0.8 % حيث جرى تداول معظم الأسهم في النطاق السلبي، وعلى رأسها سهم إعمار العقارية الذي انخفض 1.1 %، في حين تراجع سهم بنك الإمارات دبي الوطني 1.2 %.
أما على صعيد الذهب، وهو أكثر الملاذات الآمنة تأثرا بالتوترات الجيوسياسية، فقد اقترب المعدن الأصفر لفترة وجيزة من مستوى قياسي قبل أن يستقر تحت 2400 دولار للأوقية.
توقعات ونصائح
وتتباين التوقعات المستقبلية تجاه أثر الضربات المتبادلة بين الدولتين الخصمين، وتذهب تقديرات إلى أن الرد على الضربة الإسرائيلية على إيران سيفاقم التوترات في المنطقة، مما قد يضاعف كلفة تأمين الإمدادات.
وليس من المؤكد أن تكتفي إسرائيل بتلك الضربة المحدودة، أو أن تمررها إيران وتتجاهلها فلا ترد عليها باعتبارها ضربة محدودة الأثر.
إلا أن المؤكد، برأي مصطفى مراد، هو أن الشعور بالقلق وعدم اليقين بين المستثمرين، يمكن أن يؤدي في المستقبل المنظور إلى تقلبات كبيرة في أسواق الأسهم، مع احتمال حدوث انخفاضات ملحوظة في قيم الأسهم.

(اقرأ المقال كاملا بالموقع الإلكتروني)
وتابع بالقول: مثل كرة الثلج التي تكبر كلما تدحرجت، ستتأثر الدول المستهلكة للنفط بشكل كبير بارتفاع الأسعار، مما قد يُؤدي إلى زيادة التضخم وتراجع النمو الاقتصادي.
ومن المتوقع أن تُواجه بورصات دول الخليج انخفاضات كبيرة في قيم الأسهم، حال تصاعد الصراع بطبيعة الحال، 
وتظل التوقعات المستقبلية غير مؤكدة، وتعتمد على مسار الأحداث السياسية في المنطقة.
وينصح مراد المستثمرين بتنويع استثماراتهم لتقليل المخاطر المرتبطة بالتوترات الجيوسياسية.
وشنت إسرائيل هجوما على إيران، وفقا لمسؤولين أميركيين، لكن وسائل الإعلام الرسمية في إيران قالت إن الهجوم فشل. وجاءت هذه الهجمة في أعقاب القصف غير المسبوق الذي شنته طهران نهاية الأسبوع الماضي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .