مع الأحداث الجيوسياسية لأسواق الأسهم، يجد العديد من المستثمرين، ملاذا آمنا في الاستثمارات البديلة، وقد يجد أولئك الذين يسعون إلى تنويع محافظهم فرصا جذابة في الكتب النادرة والأثرية. 
شهدت سوق مثل هذه الكتب اهتماما متزايدا مؤخرا، مما أدى إلى تحقيق أرقام قياسية جديدة في المبيعات وتسجيل عوائد جيدة. 
في سبتمبر الماضي، باعت دار مزادات كريستي زوجا من الكتب لأجاثا كريستي وآرثر كونان دويل مقابل 63,968 دولارا و226,555 دولارا على التوالي. ينتمي كلا الكتابين إلى عازف الدرامز الراحل رولينج ستونز تشارلي واتس. 
وشهد شهر أكتوبر من العام الماضي استضافة سوذبيز سلسلة من المزادات في مدينة نيويورك ولندن، تضم مكتبة كتب نادرة، بمكتبة بروكريانا، تقدر قيمتها بأكثر من 25 مليون دولار، وقبل ذلك بشهرين، حقق كتاب مقدس يعتبر الأقدم والأكثر اكتمالا رقما قياسيا قدره 38.1 مليون دولار في سوذبيز، ليصبح المخطوطة الأكثر قيمة التي تم بيعها على الإطلاق. 
سجلت الكتب العالمية النادرة القابلة للتحصيل (بما في ذلك الكتب والخرائط والمخطوطات) في المزاد 1.6 مليار دولار في العام 2022، مقارنة بإيرادات 1.15 مليار دولار في العام 2021، عندما تضاعف حجم السوق عما كان عليه قبل ثلاث سنوات، وفقا لخبير الكتب النادرة بروس ماكيني. 
بصرف النظر عن المكاسب المالية، يعد الاستثمار في الكتب النادرة هواية جذابة تتضمن تجارب مثيرة تتراوح من العثور على مجلد خالد في مكتبة مغبرة إلى تقييم القيمة القابلة للتحصيل للكتاب. 
يجمع الناس الكتب لعدة أسباب - بعضها للمساعي العلمية، والبعض الآخر مفتون بجاذبية الأعمال الكلاسيكية، والبعض الآخر يراها تحوطا ضد تقلبات السوق. 
يقول إيان إهلينج، مدير الكتب والمخطوطات الجميلة في بونهامز، بنيويورك “إن امتلاك كتاب يمكن أن يربطك مباشرة بالماضي بطريقة مرضية للغاية”، وعادة ما يقوم الأشخاص الذين يشترون الكتب النادرة بذلك بدافع الشغف بالمواد والاتصال بالتاريخ، كما تقول كريستينا جيجر، رئيسة قسم الكتب والمخطوطات في كريستيز، وتضيف أنه بالمقارنة مع بعض وسائل التسلية الأخرى، فإن جمع الكتب يميل إلى تحقيق عوائد جذابة على المدى الطويل. 
يتبع جمع الكتب شعار الاستثمار الأساسي: فهم الأساسيات من خلال البحث، فالصفحات المذهبة أو الغلاف العفن الفطري أو سنة النشر ليست ضمانا للقيمة القابلة للتحصيل، ويحذر خبراء من أنك إذا دخلت في جمع الكتب النادرة على أمل تحقيق مكاسب مالية غير متوقعة، فمن المحتمل أن تصاب بخيبة أمل. 
السمات الرئيسة التي تحدد قيمة الكتاب القابلة للتحصيل هي الحالة والندرة والمؤلف والطبعة والعمر والمحتوى والموضوع. 
العيوب مثل الأغطية التالفة، وسترات الغبار المفقودة، والصفحات الممزقة، والعفن والبقع كلها مدمرات للقيمة بحسب موقع The National، الارتباط الوثيق بالكاتب، تلعب الطبعة الأولى والمطبوعات الأولى أيضا دورا في صقل قيمة الكتاب كمقتن، ويلعب أصل الكتاب وتاريخه أيضا دورا حاسما.