العدد 5650
الأربعاء 03 أبريل 2024
banner
يا ليت الشباب يعود يوما
الأربعاء 03 أبريل 2024


"فيا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما صنع المشيب".. هنيئا لكم يا شباب اليوم ما أنتم فيه، فنحن كبار السن كنا نتمنى أن نجد ولو جزءا بسيطا مما تمتلكونه من دعم ورعاية وتقدير وثقة من قيادتنا الرشيدة. لا شك أن المقارنة هنا ليست دقيقة، بل وليست منصفة، فالظروف الاقتصادية والاجتماعية قد تغيرت ولم تكن كما عليه الآن، فلكل مرحلة ظروفها الخاصة، فقد عشنا أيضا أياما جميلة جدا في طفولتنا رغم قسوتها. مما هو معروف أن شباب اليوم يلعبون دورا مهما ومحوريا في مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة، وأتفق بأن شباب هذا الجيل يملكون قدرات وطاقات ومهارات هائلة من المعرفة والمؤهلات والمواهب التي نحتاجها لتحقيق أهداف التنمية البشرية الشاملة، وسيدي جلالة الملك المعظم وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء أكبر الداعمين لإبداعات وابتكارات الشباب من أجل بناء مستقبل مشرق لمملكتنا الغالية.
ويعمل أفراد هذه الشريحة المهمة في المجتمع البحريني على تطوير المجتمع وتحقيق التقدم في كل المجالات بتفانيهم وعطائهم، وهم قادرون على تحقيق النجاح وتحويل الصعاب إلى فرص للتطور والتقدم، فالجيل القديم كفى ووفى ويأتي الآن دور الشباب لتكملة المسيرة الوطنية الشاملة في البناء والتطوير والتحديث. رسالة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة بمناسبة يوم الشباب البحريني، تعكس جليا رؤيته الثاقبة والإيجابية والمشجعة لدور الشباب في بناء مستقبل واعد للبحرين، وهو يشجع الشباب في رسالته الصوتية على التميز والإبداع والابتكار، ويشير فيها إلى أهمية تطوير المهارات واستثمار الطاقات في سبيل تحقيق النجاح والتفوق. ومن حقنا جميعا أن نفتخر بشبابنا الذين يبرزون في الكثير من المجالات في الخارج من خلال حصدهم الكثير من الإنجازات والجوائز في مختلف المجالات والتخصصات، فهم يمثلون ثروة الأمم.
في التشكيل الحكومي الأخير لاحظنا أن القيادة الرشيدة أولت الشباب اهتماما كبيرا وخاصا، وعليه تم ولأول مرة تشكيل وزارة خاصة بذلك، وبسبب الأهمية الكبيرة عينت وزيرة شابة، وإحقاقا للحق فإن سعادة الوزيرة تقوم بجهود مضنية واستثنائية لتحقيق الأهداف المرجوة حسب الإمكانات المتاحة.
وفي هذا الصدد، استوقفتني فكرة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة لاستحداث جائزة الشاب الاستثنائي التي طبقت هذا العام. وبودي إعطاء القراء الأعزاء نبذة مختصرة عن هذه المبادرة، إذ تكمن في إبراز "الشاب الاستثنائي" في القطاع الحكومي والخاص لتشجيع وتطوير أداء الشباب في مؤسساتهم وإبراز الطاقات الشبابية التي تتوفر فيها الإمكانيات القيادية، كما تهدف إلى تسليط الضوء على المتميزين من شباب مملكة البحرين، وتشجيع الشباب على تطوير أدائهم الوظيفي في القطاع الحكومي والخاص، وخلق بيئة تنافسية عادلة مفتوحة بين الشباب، والمساهمة في تأسيس صفوف قيادية من فئة الشباب.
وزارة شؤون الشباب قامت بوضع معايير عامة لهذه المبادرة التي عممتها على جميع الوزارات والهيئات الحكومية والخاصة. في اعتقادي الشخصي إن المبادرة الرائعة وكغيرها من المبادرات الحكومية الجيدة نجحت بشكل ملحوظ، فهي تركت لكل جهة عمل اختيار من هو مستحق حسب المعايير. وكونها ومثل أي شيء جديد تحتاج إلى مراجعتها والاطلاع على الإيجابيات والسلبيات والوقوف على سبل تطويرها خصوصا أنها النسخة الأولى.
وليسمح لي القائمون على هذه المبادرة بأن أطرح لهم وجهة نظري المتواضعة، وكنت أتمنى حدثا أو لقاء يجمع بين جميع الفائزين في هذه المبادرة في احتفال يحضره شيخ الشباب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة. ويتم خلال الحفل تكريم هؤلاء الشباب الاستثنائيين ومنحهم مكافأة نظير تميزهم في عملهم. هذا التكريم يكون بمثابة حافز لهم لبذل المزيد من العطاء والعمل الجاد ودافعا لباقي الشباب في الحصول على هذا التكريم مستقبلاً، وأنا على يقين بأن القطاع الخاص - من مؤسسات وبنوك وشركات - لا يتردد في تقديم الرعاية اللازمة لهذا الحفل متى ما طلب منه.
إن عامل التحفيز والتقدير ماديا ومعنويا يعتبر من مفاتيح وسر النجاح لأعمال المؤسسات، حكومية كانت أو خاصة، حسب نظريات الإدارة والقيادة.
لا شك أن الحكومة الموقرة أمامها تحديات فيما يخص تعليم وتوظيف وتدريب وتأهيل الشباب البحريني، خصوصا في ظل شح الوظائف وفرص العمل، لكنها تعمل جاهدة لحلحلة الأزمة التي تواجه المواطنين من أجل تحقيق التنمية المستدامة لوطننا الغالي.
شخصيا عملت في القطاع الخاص لسنوات طويلة وأدرك جيدا أهمية منح حوافز تشجيعية للموظفين وتأثيرها على العمل وخلق بيئة عمل جاذبة وقادرة على مواجهة التحديات، وكذلك خلق الولاء والانتماء وثقافة العمل بروح الفريق الواحد. ومع الأسف فإن الكثير من المؤسسات لا تؤمن بأهمية هذا الجانب، وتصر على التبرير بموضوع شح الميزانية ووضع عراقيل أمام هذه الأمور التي تسهم في زيادة الإنتاجية والربحية.
قال تعالى "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ'".
وكل عام وشبابنا بألف خير.

كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية