العدد 5647
الأحد 31 مارس 2024
banner
معرض البحرين الدولي للكتاب أبرز الفعاليات الثقافية
الأحد 31 مارس 2024

لفتت انتباهي مقالة نشرتها جريدة “البلاد” في عددها الصادر في 24 مارس 2024م تحت عنوان “بين مشاريع البنية التحتية للاقتصاد وبرامج البنية الفكرية للمجتمع” بقلم الأستاذ عبدالنبي الشعلة رئيس مجلس إدارة “البلاد”، والذي ذكر فيها توقف تنظيم معرض البحرين الدولي للكتاب على مدى خمس سنوات.
لقد وضع الأستاذ عبدالنبي الشعلة يده على الجرح، فتوقف تنظيم معرض البحرين الدولي للكتاب على مدى خمس سنوات متتالية يتطلب إعادة النظر في أمر توقفه من قبل الجهات المعنية، حيث يمثل معرض البحرين الدولي للكتاب ضرورة ماسة لا غنى عنها مطلقًا، هذا إذا ما أردنا التشجيع على القراءة والبحث وتثقيف الذات.
فقد عرفت مملكة البحرين من بين الدول العربية التي اهتمت بتنظيم معارض الكتب الدولية، باعتبارها أبرز العوامل التي ساعدت على تنوع الكتابة والتأليف في البحرين، نظرًا للمجال الواسع الذي تتيحه تلك المعارض للأدباء والكتاب والباحثين من خلال توفير معظم الكتب ومصادر المعرفة المتنوعة، التي ساهمت في إثراء كتاباتهم. كما أنها تمثل بالنسبة للمواطن العادي مصدر تثقيف وإثراء لحصيلته الثقافية والفكرية، من خلال إطلاعه على ما أنتجته البشرية من نتاج فكري يتمثل في الكتب العربية أو الكتب الأجنبية المترجمة إلى اللغة العربية، بالإضافة إلى الكتب المؤلفة باللغة الإنجليزية.
لقد كنت شاهدًا على تنظيم معارض الكتب منذ بداياتها الأولى باعتباري المسؤول عن تنظيمها. فقد تم تنظيم أول معرض للكتاب شهدته مملكة البحرين في 27 مارس من عام 1976م، وأطلق عليه (معرض الكتاب العربي الأول) والذي قامت بتنظيمه إدارة المكتبات العامة بوزارة التربية والتعليم.
نجح المعرض نجاحًا باهرًا أثار دهشة أصحاب دور النشر العربية التي شاركت في المعرض، حيث خلت معظم رفوف تلك الدور في الأسبوع الأول من المعرض.
أدى نجاح ذلك المعرض إلى التفكير في تنظيم معرض دولي للكتاب في البحرين. فقد بدأت تجربة تنظيم (معرض البحرين الدولي للكتاب) في عام 1978م، وقامت بتنظيمه بصورة رئيسية إدارة المكتبات العامة بوزارة التربية والتعليم، بالتعاون مع إدارة الثقافة والفنون بوزارة الإعلام. 
ونظرًا للنجاح المتميز الذي أدهش الناشرين العرب الذين عدوه المعرض الثاني في النجاح والتميز بعد معرض القاهرة الدولي للكتاب، فقد تم اتخاذ قرار بتنظيم معرض البحرين الدولي للكتاب مرة كل سنتين، لضمان نجاحه وتميزه واستمراريته. كما اتخذ قرار آخر يتمثل في دخول المعرض مجانًا، وهو الأمر الذي سارت عليه بقية معارض الكتب الدولية في البحرين.
أصبح معرض البحرين الدولي للكتاب تظاهرة ثقافية مميزة يهتم بها المواطنون على اختلاف أعمارهم، ومستوياتهم التعليمية ومشاربهم الفكرية. وكان لنماء الحركة الفكرية في البلاد ووعي المواطنين بأهمية القراءة والبحث لتثقيف الذات أثره الكبير في استمرارية نجاح وتميز معرض البحرين الدولي للكتاب في جميع نسخه.
ولربط صدر الكلام بعجزه، فإنني على ثقة تامة من أن هيئة البحرين للثقافة والآثار لن تدخر جهدًا في تحقيق رغبة المواطنين في إعادة تنظيم معرض البحرين الدولي للكتاب، باعتباره من بين أهم الفعاليات الثقافية التي تنظم في مملكة البحرين، وهو المعرض الذي توليه حكومتنا الرشيدة جل اهتمامها.
* كاتب ومؤرخ بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية