شهدت مملكة البحرين في تاريخها الحديث أخبار وأحداث متعددة في شهر رمضان الكريم عبر سنوات مختلفة، وقد أخترت الحديث عن بعض أهمها.

ففي 26 رمضان عام 1348ه الموافق 25 فبراير 1930م زار مملكة البحرين صاحب الجلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ملك المملكة العربية السعودية بعد اجتماعه مع الملك فيصل الأول ملك العراق على ظهر سفينة في مياه الخليج العربي شمال البحرين، وذلك من أجل دعم العلاقات الودية بين القطرين الشقيقين.

وصف القبطان (برايور) المعتمد البريطاني في البحرين الاستقبال الكبير الذي استقبل به الملك عبد العزيز في البحرين من قبل نحو خمسة آلاف شخص. واجتمع جلالته مع صاحب العظمة الشيخ عيسى بن علي الذي ابتهج بلقاء الضيف الكبير.

وعند مغادرة جلالته عرض على صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة ولي العهد أن يؤدي فريضة الحج وقال (لن أرضى حتى أراك في مكة) ولبى الشيخ حمد دعوة الملك وقام بتأدية فريضة الحج.

أبدى صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين في الأول من شهر رمضان 1355ه الموافق 14 نوفمبر 1936م اهتمامه بإنشاء مستشفى حكومي يخدم جميع أبناء البحرين، وذلك من خلال رسالة بعثها إلى المعتمد البريطاني في البحرين جاء فيها: (نحرر هذا الكتاب لأنه في ظننا أن الوقت مناسب بأن تشرع حكومة البحرين ببناء مستشفى حكومي لمنفعة أهل البحرين. إن صحة رعايانا أهم مسألة وتحسين صحة الناس قضية ينبغي أن تنظر فيها حكومتنا. إن عدد سكان جزرنا لا يقل عن 150,000، ويوجد في الوقت الحاضر فقط مستشفيان وهما مستشفى فكتوريا الذي فيه 12 فراشًا ومستشفى الإرسالية الأمريكية الذي هو أكبر، ولكن هذا غير كاف)، ونفذ طلب عظمته بتأسيس مستشفى النعيم الذي كان أكبر من المستشفيين السابقين.

وشهد شهر رمضان من نفس عام 1355ه إضافة إلى كل ما ذكر سلفا، اشتعال حريق ضخم في سوق المنامة في الثاني من شهر رمضان 1355ه الموافق 15 نوفمبر 1936م، أتى على عدد كبير من المتاجر بسوق المنامة. واشتعل الحريق في كميات كبيرة من الأخشاب المعروضة للبيع، وظل الحريق مشتعلًا لعدة أيام نظرا لعدم توافر سيارات الإطفاء، وعد ذلك أضخم حريق في تاريخ مدينة المنامة، وأدى حريق المنامة الشهير إلى قيام بلدية المنامة بجلب أول سيارة إطفاء، وإنشاء أول فرقة لمكافحة الحريق في البحرين.

صدر إعلان عن حكومة البحرين حول تنظيم سير السفن في البحر وذلك في 18 رمضان 1356ه الموافق 22 نوفمبر1937م جاء فيه: يلزم على جميع السفن من أي نوع كانت، ويشمل ذلك السفن الشراعية والتجارية والزوارق ونحوها الطافية على ثلاثة أميال من الساحل وأقل، أن تعلق سراجًا واضحًا لا يصد شعاعه أي شيء من كل الجهات.

وجاء في الإعلان تحديد ألوان ضوء السرج، فطلب أن يعلق في مقدم كل قارب بخاري حين سيره سراجًا ذو نور أبيض يضيئ إلى الأمام، كما يجب أن يعلق سراجًا أحمر في جانبه الأيسر وأخضر في جانبه الأيمن، وأن يكون اتجاه ضيائهما للأمام أيضًا. ويجوز للزوارق التجارية عندما تكون طارحة أن تعلق سراجًا أبيضًا في مقدمتها. وحددت غرامة لا تزيد عن مئة روبية لأي سفينة خالفت تلك التعليمات.

من بين الأحداث الخطيرة التي شهدتها البحرين في تاريخها قيام طائرات حربية إيطالية في أثناء الحرب العالمية الثانية وبالتحديد في 17 رمضان 1359ه المصادف 19 أكتوبر1940م بشن هجوم جوي على مملكة البحرين عابرة آلاف الكيلومترات، وقامت بإلقاء قنابلها بالقرب من مصفاة نفط البحرين. وألقت القاذفات الإيطالية مجموعة قنابل صغيرة بغية تدمير مصفاة النفط، إلا أنها فشلت في ذلك وألقت قنابلها بالقرب من مصنع التكرير، ونجت البحرين من ذلك الهجوم الخطير. وعلى أثر ذلك فرضت الحكومة سياسة التعتيم الليلي من خلال إطفاء الأنوار.

شهدت مملكة البحرين نقلة نوعية وإنجازًا كبيرًا في مسيرة تطوير التعليم العالي، وذلك بتأسيس أول جامعة في البلاد وهي جامعة البحرين. فقد صدر عن صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البلاد الراحل مرسوما بإنشاء جامعة البحرين في 16 رمضان 1406ه هجرية الموافق 24 مايو 1986م.

سبق تأسيس جامعة البحرين تأسيس كلية الخليج الصناعية، وكانت تسمى أيضًا كلية الخليج للتكنولوجيا. كما تأسست في العام الدراسي 1978/1979م كلية البحرين الجامعية للعلوم والآداب والتربية، وتوافرت فيها فرص للدراسات الجامعية. وأصبح الدارس يحصل بعد تخرجه على شهادة البكالوريوس.

وتماشيًا مع المرسوم الأميري الصادر في 16 رمضان 1406ه الموافق 24 مايو 1986م ميلادية تم دمج كلية البحرين الجامعية للعلوم والآداب والتربية وكلية الخليج للتكنولوجيا في 29 مايو 1986م ميلادية وتأسست بذلك جامعة البحرين في الشهر الفضيل والتي هي أضخم جامعة في مملكة البحرين.