+A
A-

مسلسل " الحشاشين".. الاغتيالات الموغلة في بطن التاريخ

الفروق الكلاسيكية بين السينما والتلفزيون، تتركز في نقطتين هامتين، الأولى طريقة التصوير، والثانية ان موضوعات التلفزيون تخاطب جمهورا مختلفا عن جمهور السينما، نتيجة طبيعة متفرجي " البيوت" ولكن يبدو ان الفروق التكتيكية على الأقل بين السينما والتلفزيون تذوب تماما لكي يصبح الفيلم التلفزيوني والسينمائي شيئا واحدا، واذا كان هناك ثمة فروق فهي فروق موضوعية وليست تكتيكية.

المحاولات في الدراما العربية التي تسعى لحمل أفكار ما جديدة هي محاولات قليلة والاشكال الجديدة التي صادفها التوفيق اكثر ندرة، ويعتبر المسلسل التاريخي الرائع " الحشاشين" الذي اصبح حديث العالم العربي، احد تلك الاعمال النادرة ذات القيمة الفنية والفكرية، والتي يقف ورائها كاتب وسيناريست متمكن هو  عبدالرحيم كمال ومخرج يملك قدرا كبيرا من الموهبة وهو بيتر ميمي، الذي ترك بصماته المعروفة في كل اعماله الدرامية مثل " كلبش" ، و" الاختيار" و" كازابلانكا" ، وغيرها .

من السمات التي تميزت بها الدراما العربية وخاصة المصرية، اتجاهها الى التاريخ القديم تستلهم منه قصصا عديدة حول رجال واحداثه الشهيرة، وتم انتاج مجموعة من المسلسلات الضخمة الإنتاج والباهظة التكاليف لتتفق هذه الاعمال مع القيمة والحدث التاريخي، ومسلسل " الحشاشين" تنطبق عليه سمات الإنتاج الضخم من حيث العاملين فيه وضخامة التكاليف ومستوى الابهار العالي، ومن المؤكد انه سيحقق نجاحا تجاريا وفنيا كبيرا.

واجمل ما في المسلسل انه ينتقل بنا في إيقاع لبق آخاذ من دراسات مدققة متقصيه لشخصيات تاريخية كحسن الصّباح مؤسس الحشاشين الذي قام بدوره الفنان الكبير كريم عبدالعزيز وغيره ،الى مشاهد المعارك المترامية  والاغتيالات الهمجية الموغلة في بطن التاريخ، بكل أدوات التشكيل الفني ووضعيات الكاميرا وحركتها وكل هذا يبدو محسوسا بشكل ساحر عندنا كمهتمين بالنقد ويعجز عن ادراكها المتفرج العادي .