+A
A-

عبدالله بوشهري في "زمن العجاج".. رؤية إنتاجية متجددة

تجربة بعد أخرى ومسلسل جديد يؤكد المنتج الخليجي عبدالله بوشهري علو كعبه في نوعية الاختيارات التي يقدمها على صعيد الشكل والمضمون وهو خلال الدورة الرمضانية الجديدة 2024 يرسخ تلك القيم والمضامين الإبداعية عبر عمله الدرامي الجديد "زمن العجاج" الذي يمثل نقله إضافية في رصيد الدراما التلفزيونية الكويتية والخليجية.
مبدع حقيقي أضاف الكثير لحرفته لأنه ينطلق من رؤية إبداعية صقلتها بالدراسة الأكاديمية المتخصصة في اهم الجامعات الأميركية في مجال الإخراج وكتابة السيناريو ومنجزات إنتاجية تعود إلى عام 2018 من خلال مسلسل "روتين" لتتواصل الأعمال حيث قدم أيضا "محمد على رود" (جزأين) و "عافك الخاطر" و"الناموس" و"القفص" (بالتعاون مع نتفليكس) و"كذبة ابريل" و"الديرفة" ولا يمكن العبور إلى منطقة الإنتاج دور الإشارة إلى مجموعة التجارب الإخراجية التي قدمها ومنها أفلام "ماي الجنة" و"مهملات" و"فقدان أحمد" وغيرها.
في "زمن العجاج" حيث حكاية وجدان التي تلجأ إلى قرية آمنة هربا من ظلم والدها وتستطيع الدخول إلى مجتمع تلك القرية، بل إنها تذهب بعيدا في الوصول إلى أرفع المواقع لتجد نفسها أمام مجموعة من المواجهات سواء مع والدها وقومها وايضا وأهل القرية بقيادة المختار.
نص ثري وعميق كتبته السيناريست ايمان سلطان وأخرجة بعمق وحلول بصرية المخرج جاسم المهنا وفريق عمل ضم كوكبة من أبرز نجوم الدراما الخليجية ومنهم جاسم النبهان (بدور المختار الذي يمثل نقله كبري في مسيرته) ومعه عبدالرحمن العقل وأحمد مساعد وفيصل العميري وحسين المهدي وعبير احمد وعبدالله بهمن وحسن ابراهيم بالإضافة الى الفنانة مني حسين التي تنطلق بعيدا عبر شخصية "وجدان" وهي تواصل حصاد انجازها في "الصفقة"، بل وتنطلق الى افاق أبعد ما كان لها أن تتحقق لولا ايمان وثقة ودعم المنتج عبدالله بوشهري الذي يقدم لنا تجربة درامية ثرية بالمضامين والحلول التي تأتي عبر رؤية نتلمسها تارة عبر النص وأخرى من خلال الشكل وثالثة من خلال تلك القرية التي تم بناؤها خصيصا لهذا العمل حيث ثراء وسخاء الانتاج الذي ينعكس على كل شيء من ديكورات واكسسوارات وأزياء (صلاح زماني) وماكياج واستخدم احترافي لأحدث المعدات الخاصة بالتصوير (فريق تصوير أميركي) وتصحيح الالوان والموسيقي التي جاءت وكأنها جزء من نبض العمل، ولكن تجاوز الماكيير البحريني القدير ياسر سيف الذي اضاف الكثير للتجربة.
عبدالله بوشهري ليس مجرد (منتج) ينتظر شهر رمضان ورضا القنوات التلفزيونية بل منتج يمتلك جدوله الزمني ورؤيته الابداعية الشمولية لتقديم تجارب تتجاوز حدود القنوات المحلية ولربما الخليجية إلى افاق أبعد وأرحب وأخصب لذا وجدت أعماله ذلك الإقبال والترحاب من أكبر واهم المنصات ومنها على سبيل الذكر لا الحصر نشير إلى نتفليكس وغيرها.
في "زمن العجاج" مقولات وتأويلات وأحداث وشخوص وصراع محتدم ما كان له أن يتحقق لولا تلك الرؤية التي ينطلق منها المنتج عبدالله بوشهري لتقديم نتاجات درامية تلفزيونية ترسخ حضوره وبصمته ومنجزه.
الحديث عن الدراما التلفزيونية الخليجية في شهر رمضان المبارك تعني بالضرورة التوقف عن مسلسل "زمن العجاج" حيث يمثل المسلسل نقلة كبري في رصيد الدراما التلفزيونية الخليجية وايضا ترسيخ للرؤية الإبداعية التي يتحرك من خلالها المنتج عبدالله بوشهري الذي استطاع أن يتجاوز حدود المنتج على الصعيد المادي البحت إلى المنتج صاحب الرؤية في الارتقاء بالتجربة ومنحها فضاء اكبر للإبداع والتميز، وحتى لا نطيل نقول، هكذا يجب أن يكون المنتج الحقيقي.