العدد 5626
الأحد 10 مارس 2024
banner
إنتاج التكنولوجيا والاستباق الشَرطي
الأحد 10 مارس 2024

يبدو أن العالم لم يعد يحترم الدول التي تستهلك ولا تنتج، التي تستورد ولا تصدر، والتي تفكر ولا تنجز.
يبدو أن هناك شروطًا لكي تتحول الدول المستهلكة إلى أخرى منتجة، الدول المستوردة إلى دول مصدرة، ويبدو أن هناك استباقًا شرطيًا، ومراحل ضرورية لابد أن تسلكها الدول الناشئة لكي تصبح لديها تكنولوجيا وطنية، إنتاج محلي للتقنية وتصنيع المعلوماتية، إبداع وتميز في التعليم والتدريب والمتابعة والاستخدام الأمثل للموارد والاكتشافات العلمية وتمكينها من إيجاد حلول مفصلية لمشكلات التشغيل، وأبعاد التصميمات والتشكيلات الهندسية للبرامج والخوارزميات والمحسنات الإلكترونية.
يبدو أننا قطعنا في جامعاتنا العربية شوطًا لا بأس به من التقدم نحو ابتكار حلولاً تكنولوجية للمعضلات اليومية، وتلك التي نواجه بها مشكلات طارئة أو اختراعات بالغة الخطورة.
للتو عدت من القاهرة بعد زيارة استمرت خمسة أيام اطلعت فيها مع الوفد المرافق على الكثير من المراحل الأكاديمية التي قطعتها الجامعة الأمريكية في القاهرة نحو التحديث والابتكار بوصفها أحد أعرق الجامعات في عالمنا العربي، وأكثرها قدرة على المواكبة والتحديث واستقدام العلوم المعرفية المتقدمة، وتلك التي يحاول نفر ليس بالقليل من الأساتذة والعلماء والمشتغلين بالبرامج التكنولوجية الفارقة لتحقيق نقلة نوعية في الأداء الأكاديمي وربطه بالبحث العلمي، والتوأمة المحورية مع الاعتمادات الأكاديمية العالمية.
هذا بالتحديد ما تمكنت الجامعة الأهلية ومن خلال تلك الرحلة السريعة من الحصول عليه عن طريق إنجاز عالمي جديد بحصول الجامعة على الاعتماد العالمي لبرامج كلية العلوم الإدارية والمالية (AACSB)، حيث من المعروف أن 5 % فقط من كليات “البزنز” في العالم تحظى بهذا الاعتماد العالمي المتقدم.
لكن، ماذا يعني هذا الاعتماد؟ ولماذا نعتقد بأنه يضع جامعاتنا في مصاف واحدة من أهم الجامعات العالمية التي حصلت على هذا الاعتماد؟ بكل وضوح، إن الجامعات والكليات التي تتمكن من الحصول على الاعتراف والاعتماد لبرامج تكنولوجية وإدارية ومحورية معقدة، هو ما يضع جامعتنا الفتية ضمن الجامعات التي تعتبر برامجها الدراسية خاضعة للتقييم الدولي والاعتراف العالمي، الأمر الذي يعتبر بمثابة النقلة النوعية لكلية العلوم الإدارية والمالية، والتي يتم من خلالها تمكين طلابها من الحصول على شهادات معترف بها من أهم المؤسسات العالمية المصنفة حسب الأكاديميات المتقدمة في العلوم الإدارية والمالية.
إن إنتاج التكنولوجيا مرتبط أولاً باعتراف العالم بنا، بضرورة أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون وليس من حيث بدأ العالم في التحرك بسرعات مذهلة نحو التقدم الذي تحتاج البشرية إليه.
من هنا بدأنا مشروعاتنا الاستباقية التي تمهد الطريق وتفتحه مشرعا نحو إنتاج له أصل وفصل وجذور وتجارب، هو بالتحديد ما يسعى إليه قادتنا ونحن نحتفي هذه الأيام المباركة بمرور ربع قرن على تولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم حفظه الله ورعاه، وبعد أقل من شهر من مرور 23 سنة على تدشين أحد أهم المشاريع الإصلاحية على مر الزمان، وهو المشروع الإصلاحي الكبير لجلالته جعله الله مشروع خير وبركة، ونماء وازدهار، وأمن وأمان واستقرار، إنه سميع مجيب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية