العدد 5594
الأربعاء 07 فبراير 2024
banner
من الذكريات مع شخصيات بحرينية بارزة... الملا محمد علي الناصري
الأربعاء 07 فبراير 2024

الملا محمد علي الناصريكان الملا محمد علي الناصري أديبًا وشاعرًا ومؤرخًا، أصدر العديد من الكتب في مجالات مختلفة، بلغ عددها 12 كتابًا، من بينها كتاب “موسوعة الأمثال الشعبية في دول الخليج العربي” الصادر في العام 1979م. كما أصدر قصة واحدة بعنوان “الثعلب الخداع” في العام 1990م، وبيعت جميع النسخ التي طبعت.
كان محبًا للقراءة واقتناء الكتب، فأسس في العام 1940م مكتبته الخاصة بمنزله ضمت 7 آلاف كتاب. كما ضمت بعض المخطوطات الأصلية والمصورة، التي يعود بعضها إلى أكثر من 300 سنة. 
كانت له هوايات عدة، منها جمع الكثير من أنواع علب الكبريت، كما جمع العديد من العملات، والطوابع، والمسابيح والميداليات، ولديه مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأقلام، إضافة إلى جمعه الخواتيم والساعات والنظارات بأشكالها المتعددة. ومن بين مقتنياته أنواع كثيرة من أصداف البحر والقواقع، والأقفال والمفاتيح متعددة الأشكال والأنواع، ما يعني تأسيسه في منزله متحفا مصغرا.
كان الملا الناصري من الذين يترددون على مكتبي بإدارة المكتبات العامة باستمرار، وكان يهديني بانتظام الكتب التي ألفها. وفي إحدى زيارته، أبلغني أنه أعد كتابًا مهمًا عن القواقع والأصداف في البحرين، وقد قضى فترة طويلة في إعداد هذا الكتاب، وقبل ذلك قضى فترة طويلة في الذهاب إلى الشواطئ؛ لجمع أكبر عدد ممكن من القواقع.
وعندما اكتملت المخطوطة سافر إلى الدوحة بقطر لتتم طباعة الكتاب هناك. وروى لي أنه سلم المخطوطة إلى أحد أبناء قطر ومعها القواقع التي جمعها؛ ليتم تصويرها ونشرها في الكتاب ورجع إلى البحرين. وبعد فترة من الزمن استفسر عن طباعة الكتاب، فأبلغ بأنه يقيّم لتتم طباعته، فاستحسن ذلك وقال إنه عمل جيد أن يقيّم الكتاب.
وتمر الأيام ولم يحدث أي تقدم في طباعة مخطوطته القيمة، فأصبح في قلق شديد جراء تأخر الطباعة. وبين استفساره عن المخطوطة وسفره إلى الدوحة، تبين له أن المخطوطة فقدت، ليصاب بالحزن الشديد لضياع جهده، ورجع إلى البحرين مثقلا بالهموم؛ لأنه لا توجد لديه نسخة من مخطوطته. وهكذا ضاعت مخطوطته، ولو طبعت لكانت الآن من بين أهم المصادر الموثقة عن أنواع القواقع والأصداف في مملكة البحرين، حيث كانت شواطئ البحرين آنذاك غنية بأنواع القواقع المختلفة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .