تتعدد الذكريات مع المفكر البحريني المعروف الدكتور محمد جابر الأنصاري الذي تربطني به علاقة قوية جدًا. فقد كان حريصًا على توثيق تراثنا الثقافي والحضاري، ووفقًا لنصيحته وتشجيعه أصدرت كتاب (واقع الحركة الفكرية في البحرين) في عام 1993م فنال إعجابه، فقال هذا الكتاب يفضل أن يطلع عليه جلالة الملك المعظم عندما كان وليا للعهد لأنه مهتم جدا بتراثنا الفكري والثقافي.
قام بترتيب مقابلة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم في عام 1993م حين كان وليًا للعهد، وسلمت جلالته الكتاب بحضور الدكتور الأنصاري، فأعجب به كثيرًا لما احتواه من معلومات وفيرة حول الحركة الفكرية في البحرين.
وعندما قررت اللجنة الأهلية لتكريم رواد الفكر والإبداع بمملكة البحرين في اجتماعها في يناير 2008م تكريم الدكتور محمد جابر الأنصاري في عام 2009م، وجدت الفرصة سانحة لإصدار كتاب توثيقي عن سيرة حياته وفكره، فقد تبنى مشروعًا فكريًا وثقافيًا بالغ الأهمية يتمثل في دراسة البنيتين الذهنية والمجتمعية للواقع العربي، وهو المشروع الذي نال اهتمام النخب المثقفة في الوطن العربي.
تمكنت خلال سنة كاملة من تأليف الكتاب وإصداره في عام 2009م تحت عنوان (الدكتور محمد جابر الأنصاري المفكر والأفكار) والذي دشن في حفل تكريمه. وهو من بين الكتب التي نالت انتشارًا واسعًا في أنحاء الوطن العربي، ونفدت جميع النسخ المطبوعة. كما حصلت من خلال تأليفي هذا الكتاب على بعض الجوائز والتكريم تقديرًا للجهود التي بذلتها في إبراز شخصيته ومشروعه الفكري.
تناولت الصحف المحلية وبعض الصحف العربية كتابي هذا بالشرح والتحليل، وكنت في غاية السعادة باهتمام الصحف العربية المعروفة بالكتاب.
 ومن بين تلك الصحف جريدة الدستور الأردنية وتناولته في عددها الصادر في 15 مارس 2009م، وجريدة (الحياة) في عددها الصادر في 31 مايو 2009م، وجريدة (القدس العربي) التي تصدر في لندن في عددها الصادر في 23 يونيو 2009م، ومجلة (المستقبل العربي) في عددها الصادر في شهر مارس 2011م والذي جاء فيها: ينطوي الكتاب على مستويين تناول الأول منهما الدكتور محمد جابر الأنصاري سيرةً ومسارًا وفكرًا مجددًا، قدم طرحًا منهجيًا لمعالجة قضايا سلبية مستديمة يعانيها المجتمع العربي. وأضاء المستوى الثاني قضايا الوطن العربي بعامة التي عالجها الأنصاري وتشمل التأزم السياسي والفكري والمجتمعي التي قادت العرب إلى هزائم متناتجة.
* باحث ومؤرخ بحريني