العدد 5562
السبت 06 يناير 2024
banner
أهمية تنظيم النسل من خلال المباعدة الزمنية
السبت 06 يناير 2024

في عالمنا البحريني الصغير توجد أعداد من المواطنين لا تلتزم ولا تعترف ولا تؤمن إطلاقا بمنهجية المباعدة وأهميتها في عملية إنجاب الأطفال وتنظيم الأسرة والالتزام بالفترات الزمنية المتباعدة، فتترتب على ذلك الكثير من المشاكل الصحية والاقتصادية والاجتماعية والأسرية والمعيشية.
أيضا لنضع أمامنا أن المباعدة لها دور كبير لا يستهان به في الحد وتجنب حدوث مخاطر ومضاعفات صحية ونفسية قبل وقت وبعد الولادة المبكرة بالنسبة للأم والمولود الجديد، والأهم في هذا الجانب هو صحة الأم والمحافظة على سلامتها جراء الولادات المتتالية “لايم لايم من هاليهال”، ولنضع في الاعتبار أن كثرة الولادات المتكررة لها تأثير كبير على تسريع عملية الشيخوخة والإصابة بالسمنة المفرطة، ما يؤدي إلى تدهور صحتها ونفسيتها، كما تؤكد على ذلك الكثير من الدراسات العالمية الموثوقة في هذا المجال، ويتفق معها كبار الاستشاريين والأطباء، وينصحون دائما بتطبيق طرق المباعدة الزمنية بين مولود وآخر وإعطائها أهمية قصوى، وفوق ذلك الأخذ بالأدلة الشرعية التي بدورها تجيز تأجيل الإنجاب والحمل.
هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية كشفت حديثا عن أن عدد سكان المملكة ازداد في عام 2023 المنصرم بحوالي 52 ألف نسمة عن العام الذي قبله 2022، مشيرة إلى أن سكان البحرين وصل إلى مليون وستمئة ألف نسمة في منتصف العام الماضي 2023، اليوم نطرح هذا الملف المهم والحساس من أجل احتوائه والحد من أضراره وسلبياته وخسائره الآنية والمستقبلية والقفز فوقه بأقل الخسائر، بحيث أن نجد له حلولا ناجعة سواء على المدى القريب أو البعيد كما سبقتنا في هذه الإشكالية الكثير من الدول المتحضرة التي استطاعت تصحيح مساره والحد من عشوائية الإنجاب المفرط كما هو حاصل في مجتمعنا المحلي دون أن نجد تحركا جادا كون البحرين بلد صغير في مساحته الجغرافية “حدها بدها” ومواردها الاقتصادية محدودة، مع ذلك حجم الكلفة المالية التي تصرف على كل مولود والضغط المرتفع على موازنة الأسرة البحرينية، خصوصا الأسر الفقيرة، فتحدث مشاكل لا تعد ولا تحصى وقد تصل “لا سمح الله تعالى” إلى مرحلة الطلاق وضياع وتشتت الأطفال. وعساكم عالقوة.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية