العدد 5481
الثلاثاء 17 أكتوبر 2023
banner
الطفل بين الأجهزة الإلكترونية والرياضة
الثلاثاء 17 أكتوبر 2023

معروف أن سمة القرن 21 شملت العديد من التطورات العلمية والاقتصادية والتكنولوجية، ومنها انتشرت الأجهزة الإلكترونية لدى كل أسرة مشكلة جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث شوهد الواقع بوجود خلل في الأسر وخاصة بمرحلة الطفولة بسبب اعتناق الأسرة الحديثة المفاهيم الخاطئة، ونقص الممارسات الترويحية الإيجابية الهادفة، وسيادة الأنشطة الترويحية السلبية، مثل انتشار الأجهزة الإلكترونية، وعلى الرغم من أنها تقدم العديد من الإيجابيات، إلا أن أطفال هذا العصر يواجهون تحديات صحية وبدنية واجتماعية نتيجة للانخراط المفرط في استخدام الأجهزة الإلكترونية، منها قلة الحركة والخمول، ضعف التعامل الاجتماعي، التأثير على التركيز والانتباه ومشكلات النوم. لذا؛ يعتبر استبدال الوقت المخصص للأجهزة الإلكترونية بالأنشطة الرياضية خيارا أفضل لصحتهم ونموهم السليم.


يذكر أن المنظمة العالمية للصحة (WHO) تلعب دورا مهما في التوعية ومكافحة تأثير كثرة الأجهزة الإلكترونية على الأطفال، إذ تعمل المنظمة على توفير إرشادات وتوجيهات للدول والأسر والمجتمعات للتعامل مع هذه القضية. وفيما يلي بعض الجهود التي قامت بها المنظمة:


1. الإرشادات الصحية: قدمت منظمة الصحة العالمية إرشادات للأسر والمجتمعات بشأن استخدام الأجهزة الإلكترونية للأطفال. وتشمل هذه الإرشادات الحد من وقت الشاشة، وتحديد قواعد صارمة للاستخدام، وتشجيع النشاط البدني والمشاركة الاجتماعية الحقيقية.


2. البحوث والتقارير: تعمل المنظمة العالمية للصحة على جمع البيانات والبحوث بشأن تأثير استخدام الأجهزة الإلكترونية على صحة الأطفال. وتقوم المنظمة بتحليل هذه البيانات وتقديم تقارير وتوصيات للدول والأسر بناء على النتائج.


3. السياسات الصحية: المنظمة العالمية للصحة تعمل مع الدول لتطوير سياسات صحية تستهدف تقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية للأطفال وتشجيع النشاط البدني. وتوفر المنظمة الإرشادات والموارد للدول لمساعدتها في تنفيذ هذه السياسات.


إن للأهل والمعلمين والمؤثرين دورا حاسما في تقليل فترة استخدام الأجهزة و تشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة الرياضية. فيجب أن يكونوا النموذج الأفضل ويشجعوا الأطفال على المشاركة في الأنشطة الرياضية وممارستها بسبب طبيعة الأطفال في تقليد الوالدين؛ لذا أقترح في مقالي للأسر الحديثة على وضع حدود زمنية في الاستخدام، أو تخصيص ساعة واحدة في اليوم كحد أقصى، واستبدال الوقت المتبقي من استخدام الأجهزة الإلكترونية بالأنشطة الرياضية؛ لما لها من عوائد إيجابية للأطفال. يمكن للأنشطة الرياضية أن تكون ممتعة ومليئة بالتحديات، وتشجع الأطفال على الخروج والاستمتاع بالأجواء الطبيعية. ويمكن للأطفال أن يمارسوا العديد من الأنشطة الرياضية مثل اللعب بالكرة أو ركوب الدراجات أو الجري واللعب في المتنزهات، إذ تقدم الأنشطة الرياضية العديد من الفوائد المهمة للأطفال، فهي تعزز اللياقة البدنية وتساهم في نمو وتطور الجسم، كما تعزز المهارات الحركية والتنسيق بين العين واليد، وتساعد في تحسين القوة والمرونة.


وإضافة إلى ذلك، تعزز الأنشطة الرياضية التواصل الاجتماعي وتعلم القيم المهمة مثل العمل الجماعي والانضباط والتحمل، وخاصة قيمة الاحترام؛ لأن الرياضة هي احترام قبل أن تكون نشاطا ولعبا. وتوجد العديد من الألعاب الرياضية التي تناسب الأطفال وتشجعهم على تنمية مهاراتهم البدنية والاجتماعية. ويمكن أن تشمل هذه الألعاب كرة القدم، كرة السلة، السباحة الأنشطة الهوائية. كما يمكن للأطفال اختيار اللعبة التي يشعرون بالاهتمام بها والتحقق من إمكان مشاركتهم في فرق رياضية المدرسة أو النوادي الرياضية، لاسيما أن هناك مخاطر محتملة مثل الإصابات الرياضية؛ كونهم في سن الطفولة. لذلك، يجب على الأهل اتخاذ إجراءات وقائية مهمة مثل ارتداء المعدات الواقية المناسبة واتباع إرشادات السلامة. ويجب أيضا أن يتم الإشراف ومراقبة الأطفال أثناء ممارسة الرياضة وتوجيههم للعب بطريقة آمنة ومسؤولة.


واتخاذ الأسرة قرار استبدال الأجهزة الإلكترونية بالأنشطة الرياضية يعتبر خيارا مفيدا لصحة ونمو الأطفال، إذ تعزز الأنشطة الرياضية لياقتهم البدنية وتساعدهم على تطوير مهاراتهم الحركية والاجتماعية. ويجب على الأهل والمعلمين توفير الدعم والتشجيع للأطفال وتحفيزهم على الاستمرار في ممارسة الرياضة والأنشطة الحركية.

ومن هذا الاستبدال الصحي، يمكن حفاظ الأطفال على صحة قوية، ونموهم العقلي والبدني السليم في هذا العصر الحديث.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية