ذات يوم قال رسام الكاريكاتير رؤوف عياد من مجلة صباح الخير وجريدة الأهالي: “الكاريكاتير بالنسبة لي حياة كاملة، وأعتقد أنه مرآة حقيقية لكل ما يدور حولنا عالميا ومحليا، أنا شخصياً أتنفس من خلال الكاريكاتير، وأجد في الكاريكاتير المأوى الوحيد للتنفيس عن الأحلام والإحباطات... أنا لا أفكر ماذا أرسم، لكنني أرسم ما أراه، وما أفهمه، فالكاريكاتير ليس تأليفاً، لكنه رؤية تبدأ في البيت، ثم الشارع لتمتد إلى الحياة كلها”.
بينما يصف رسام الكاريكاتير إيهاب شاكر فن الكاريكاتير بأنه عبارة عن وجهة نظر خاصة للأحداث، وقد كان يلعب دوراً أكبر في وقت كانت فيه الإمكانات الإعلامية أقل، لذلك كان الكاريكاتير يضيف للحدث بعداً جديداً، لكن اليوم تنتقل المعلومات بسرعة خرافية بين المناطق المختلفة في العالم، فأصبح من الصعب توحيد وجهات النظر لتشكيل الرؤية الخاصة.
عند الحديث عن الكاريكاتير في البحرين، حتماً سنذكر الرواد الذين أغنوا الصحف والمجلات، وعلى رأسهم الفنان الكبير وصاحب المواصفات الخاصة عبدالله المحرقي “الله يعطيه الصحة والعافية”، هذا الفنان الذي كان يعرف كيف يعبر عن فكرته بوضوح وبأقل التفاصيل، وكما وصفه أستاذنا علي سيار رحمه الله... من يطالع رسوماته سيجد فيها إضافة إلى نكهتها الخليجية، حسّاً فنيّاً له مذاقه الخاص الذي يميزه عن أي من رسامي الكاريكاتير المعروفين، لدرجة سيخيل إليك فيها أنها حتى ولو لم تحمل اسمه فإنه لا يمكن أن يخطئ في أن واضع فكرتها وراسمها هو عبدالله المحرقي.
وهناك من الرواد الفنان مناحي مرزوق، والفنان خالد الهاشمي الذي صور لنا معركة الحياة بالرسم رغم علامات المنع الحمراء، والصديق والزميل طارق البحار الذي برع في المتطلبات اليومية التي يعيشها المواطن، والفنان جاسم الميبر، والفنان علي خليل، وغيرهم الكثير، وتبعهم أبناء الجيل الجديد المشدودون إلى اكتشاف جوهر الحركة وتفجير ما بداخلهم من أفكار وخواطر.
 فن الكاريكاتير... أدب غير تقليدي، وفي بعض الأحيان يكون أسرع من قدرة الكتابة على الالتقاط.
* كاتب بحريني