+A
A-

بالفيديو: موسى جعفر الوفي لزوجته.. منح كليته لتعيش أميرته

في الحلقة الجديدة من ملف (حياة جديدة) التقت “البلاد” موسى جعفر إسماعيل، الذي تبرع بكليته لإنقاذ زوجته من الفشل الكلوي، بقصة إنسانية جميلة تجسد العطاء، والوفاء لشريك الحياة؛ لكي تظل معه موجوده، تشاطره هموم الحياه وجمالها.


ويأتي هذا اللقاء المتجدد إيمانًا من صحيفة “البلاد” بأهمية تشجيع المجتمعات على ثقافة التبرع بالأعضاء، والتي تمثل نجدة لحياة المرضى الذين يعانون من فشل بعض الأعضاء، وإنقاذًا لذويهم على حد سواء. وفيما يلي نص اللقاء:

 نبذة تعريفية عنك

موسى جعفر إسماعيل، موظف متقاعد، وأعيل أربعة أولاد، وزوجتي ربة بيت، تزوجتها العام 1994.

حدثنا عن الظرف الذي ألمَّ بزوجتك صحيًا، كيف كانت البدايات؟
- البداية كانت بإصابتها بالغدة الدرقية، وبعد أن أجرت الفحوصات اللازمة طلب الطبيب أن يجري لها عملية لإزالة ما يسمى بـ “جارة الدرقية”، وبعد إجراء العملية، قام المستشفى بإجراء فحوصات روتينية لاحقة، ومنها الأشعة، فتبين أن لديها ورما حميدا في المكان ذاته.


بعدها بشهر تقريبًا، أجروا لها فحوصات أخرى لمتابعة وضع هذا الورم، فتبين بشكل عارض أن لديها مشكلات في الكلى، وقصور في أداء مهامها، ولقد نُصحت زوجتي بأن تتابع الأمر مع استشاري للكلى، وهو ما حدث بالفعل، وكان هذا بالعام 2014.


مع الوقت، ازداد قصور أداء الكليتين لديها، حيث وصلت إلى نسبة 35 %، ومع العلاج لم تتغير النسبة عن حالها، وهو وضع أدخل زوجتي في دوامة من الخوف والقلق الدائمين، مع غياب أعراض جسدية سيئة حينها.


وقبل عام ونصف العام تقريبًا، أوضح لها الأطباء أن القصور وصل إلى نسبة 15 %، وهي النسبة التي تؤدي بها الكليتان واجبها تجاه الجسم من أصل 100 %، وعليه عرضوا عليها بأن تبدأ فورًا بجلسات غسيل الكلى، لكنني آثرت كزوج بأن ننتقل مباشرة إلى مرحلة الزراعة.


وباشرت فورًا بتقديم نفسي، كواهب لها، علمًا بأن اثنين من أولادي أبديا استعدادهما لأن يتبرعا لأمهما، أحدهما عمره 18 سنة والآخر 21 سنة، ولكنني كنت المتبرع المناسب لها بعد إجراء الفحوصات اللازمة، وهو ما حصل بالفعل، وكان في العام بداية العام 2021.


أين أجريت العملية؟
- في مستشفى السلمانية الطبي، وكان الإخوة هناك متعاونين جدًا، على رأسهم الطبيب عبدالرقيب العمري الذي تكفل بالأمر من الألف إلى الياء، والحمد لله نجحت العملية، وإن كانت ليست بنفس الكفاءة التي كنا نتأملها.


كيف كان وقع خبر حالة الأم على العائلة؟
- فوضت أمري لله عز وجل، ورأيت بأن هذا الابتلاء هو امتحان لي وللعائلة، وبالنسبة للأولاد كانوا على قدر من المسؤولية، ولم يتأخروا بأداء واجبهم مع والدتهم.


برأيك، من أي جانب يجب أن ينظر الناس لحالة المرضى الذي يحتاجون لأعضاء جديدة يكملون بها حياتهم؟
- أتمنى من كل شخص يستطيع أن يتبرع ألا يتأخر بأداء هذا الواجب تجاه فرد يحتاج لهذا العضو، لكي يكمل به حياته؛ لأن الحياة يجب أن تقوم على التكافل والتعاون مع الآخرين، وكما أنك ستساعد أحدهم اليوم، فإن عجلة الحياه ستستمر، وستجني ذات الثمرة التي زرعتها بالسابق.


ما التجربة التي استفدتها من قصة تبرعك بكليتك لزوجتك؟
- في السابق، اطلعت على تجارب تبرع عديدة، وهو أمر حمسني لأن أتبرع بكليتي لزوجتي، وإنقاذها مما هي فيه، والسبب أن المريض يعاني من الآلام المبرحة الكثير، وهي معاناة لا نتمنى أن نراها في أي شخص آخر، ولقد رأيت منها حالة مؤلمة وهي في المستشفى، وما شابها من انتكاسات.


وفي أثناء زيارتي لها، رأيت حالات مرضية كثيرة مشابهة، كانت تدفعني للتأمل في الحياة، ومدى قصرها، ومدى أهمية أن ينظر الإنسان لها بزهد، وأن يسعى بقدر ما يستطيع أن ينال الأجر بمساعدة غيره، لقد أصبحت إنسانًا أفضل بعد أن تبرعت بكليتي لأم أولادي.


هل ترى أن البحرينيين أصبحوا على درجة وافية من ثقافة التبرع بالأعضاء؟
- هناك بروز للمشهد المعني بهذه الحالات بالمنصات الرقمية ووسائل الإعلام الحديثة، ودور الجمعيات الأهلية المتخصصة بهذا الشأن، والكتاب، والإعلاميين، وحديث المرضى وذويهم، بأنها كلها عوامل أسهمت في رفع منسوب هذه الثقافة، حيث إن كثيرين من أبناء البلد الأوفياء يبدون استعدادهم لأن يمدوا يد العون للآخرين، عبر التبرع بأعضائهم بلا تردد، وهذه حقيقة يجب أن تقال.


 كلمة أخيرة
- آمل من جميع أفراد المجتمع ألا يبخلوا عن أي محتاج لعضو للتبرع، وأن يبادروا بذلك، وهي رسالة أحرص على إيصالها لكل من أعرف ولا أعرف، وأؤكد أن المتبرع بعد التبرع يصبح إنسانًا أفضل، وأكثر رحمة ومحبة للغير، فالتبرع درس من دروس الحياة العظيمة التي يجب أن ننظر إليها بكل تمعن واحترام.