مازال البعض يعتبر موسم شهر رمضان المبارك الأفضل لعرض الأعمال الدرامية التلفزيونية بسبب المشاهدات المعهودة العالية خلال الشهر، وهذا صحيح لأن الوقت المناسب لعرض أي عمل تلفزيوني يزيد حظوظ نجاحه، وهو أمر يتعلق بالأخذ بالأسباب، ومع ذلك فقد أثبتت التجارب في بعض الأحايين عكس ذلك تماما.
من المفيد جدا أن يصيغ صناع الدراما مسببات نجاح أعمالهم، وهي كثيرة للغاية، ومنها: الفكرة الجيدة، النجوم المشاركون، توقيت العرض ومكانه، وغيرها من المسببات التي يمكن لها أن تضمن نجاح العمل قبل عرضه، وهو حق مشروع لأية جهة منتجة، ولكن في بعض الأحيان يعتقد صانعو الدراما أنهم استوفوا كل مسببات النجاح، لكن النتيجة تكون مختلفة عما توقعوه، فقد يتوقعون النجاح الباهر للعمل، لكنه يمر مرور الكرام، وقد لا يتوقعون شيئا ويحقق العمل مشاهدات عالية ونجاحا ملفتا، كما لم يتوقعوا، ويرتبط ذلك ارتباطا وثيقا برأي السواد الأعظم من المشاهدين الذين لا يمكن أن يتوقع دائماً رأيهم أو أن تقرأ أمزجتهم بشكل واضح ودقيق، وبذلك فقد يفاجأ الصانع بانطباعاتهم وردود أفعالهم.
وفي الوقت الذي يمكن فيه مشاهدة الأعمال الدرامية التلفزيونية في المكان والوقت والفترات التي يحددها المشاهد، صار من المألوف واقعا أن ينجح أي عمل في أي وقت من أوقات السنة، وهو ما لا يقلل من أهمية الموسم أو المواسم الدرامية بالطبع، لأن هناك – دون أدنى شك - بعض الأوقات التي تعتبر ميتة نسبيا، وتبخس أي عمل حقه، لكن رغم ذلك كله أجزم بأن العمل الجيد والنوعي يستطيع النجاح في أي وقت شاء.
* كاتب وأكاديمي بحريني