العدد 5120
الجمعة 21 أكتوبر 2022
banner
اليوم العالمي للفقر
الجمعة 21 أكتوبر 2022

تعيش الكثير من المجتمعات في دائرة مُزمنة من الفقر، ولهذه الحالة آثار اقتصادية واجتماعية كبيرة، تؤثر على حياة الناس ومستقبل أسرهم، وفي كل عام تحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي للفقر، وفي هذا العام 2022م تكون الاحتفالية تحت شعار “الكرامة للجميع” فالكرامة جزء من المُكوِّن الإنساني للإنسان، وبموجب ذلك لابد أن يحظى الإنسان بحياة عزيزة كريمة يَنال فيها ما يستحق من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمهنية والمعيشية وغيرها، وهو التزام على الدولة ومؤسساتها ليضمن لجميع الناس السلام الاجتماعي والازدهار الاقتصادي.
تتحدث الإحصائيات عن وجود (1.3) مليار شخص لا يزالون يعيشون في فقر متعدد الأبعاد وبجميع فئاتهم العُمرية، والرقم في تزايد سنوي، وذلك يعود إلى ارتفاع حجم التفاوت في الفرص والمداخيل، ما يسبب اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وهذه الفجوة ليست شيئا اعتياديا، فقد كشفت جائحة “كورونا” حجم حالات الفقر ومدى اتساع فجواته وإخفاقات نظام الحماية الاجتماعية في الكثير من الدول، وقد ساهمت الصراعات المدنية والعسكرية وتغير المناخ وتراجع المياه النظيفة في زيادة حجم الفقر بجانب آثار الكوارث الطبيعية والتدهور البيئي المستمر.
وتحث الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية في كل عام على التضامن العالمي تجاه فقراء العالم، وتحمل المسؤولية المشتركة للقضاء على الفقر ومكافحة جميع أشكال التمييز، في عالم مليء بالموارد الاقتصادية والطبيعية والمالية حيث يتنعم القلة من سكان العالم بخيرات ونعيم هذه الموارد، وتحرم الكثرة منها، وتؤكد منظمة “اليونسكو” أن “محاربة الفقر على نحو مُستدام تتطلب تعزيز قدرات الأفراد من خلال التعليم والعِلم ودعم الاقتصاد الإبداعي، باعتبارها عوامل مُولدة لفرص العمل ومعززة للشعور بالفخر والكرامة”، وهذا يتفق مع الهدف (1) للتنمية المستدامة لعام 2030م المعني “بالقضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان”.
يتطلب إنهاء حالة الفقر أو التقليل منه تهيئة فرصة العيش الكريم لكل امرأة ورجل، وحين يتحقق ذلك سيتغير وجه البشرية، وهذا نهج يتطلب المزيد من التعاضد والتمويل الدولي من الدول الغنية والمنظمات الدولية من مالية واقتصادية وصحية وبيئية وتربوية لمساعدة الدول النامية الفقيرة على التصدي للتحديات الإنمائية، ويجب أن تعمل الدول والمنظمات الوطنية والإقليمية والدولية معًا وبشكل أفضل وبمزيد من التعاون والتنسيق، ولا يمكن لأية دولة أن تقوم بذلك بمفردها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .