العدد 5066
الأحد 28 أغسطس 2022
banner
في هذه الدنيا!
الأحد 28 أغسطس 2022

أعتقد أن إكسير الشباب لا يستمد فقط من النوم لساعات كافية وممارسة الرياضة وشرب الماء، إنما له علاقة كبيرة بمدى رضاك وتقبلك حياتك وإقبالك عليها، فقد تكون شابا عشرينيا في مقتبل العمر لكنك هرم جدا من الداخل.. تآكلت، هُزمت، اختفى بريقُ عينيك، بعض الأمور من حولك أصبحت لا تعني لك شيئا مطلقا، وقد تكون عرضة لما يسمى بمرض الاكتئاب، وعلى الجانب الآخر نرى “شيابا” تجاوزوا الستين في غاية المرح والسعادة والانطلاق، وتجد في روحهم بهجة لم تجدها لدى العشريني ذاك.

أرجوك لا تجعل الحياة تهزمك! كل الأيام السيئة ستمضي، وكذلك هي الأيام الجميلة فلا شيء يدوم أبدا، إلا أن إيمان الشخص بقدرته على أن يغير ولو ما هو بسيط وأمله في ذلك سيساعده كثيرا في أن يستمتع بلحظات وأحداث كبيرة في حياته، وقد تملأ قلبه سعادة حقيقية تساهم في إطلالة شابة رغم التقدم في العمر.


نعم العمر مجرد رقم لا أكثر، في حال كنت مؤمنا أنك شاب، وأن أمورك مهما قست عليك الحياة “مردها تزين”، فبإذن الله يهون كل صعب، استمتع عزيزي القارئ بفنجان قهوة وضحكة طفل، وخفة ظل أحدهم، وسوالفك الطيبة مع الآخرين، استمتع فالأيام لحظات تمضي وكلها محسوبة من أعمارنا، لا تنس الطفل الذي بداخلك، أشبعه ولا تخفه، من عليه بوجبة لطيفة يحبها ومصاص لذيذ من أيام الطفولة، أو آيس كريم محبب، أو نزهة ما.


دعني أخبرك أيضا شيئا مهما، لا تقس على نفسك، العمل لا ينتهي، قر عينك بالراحة، وإن كنت تشعر أنك مذنب أو مقصر أو أنك تنشد الكمال فتذكر أننا في هذه الدنيا مقصرون بطريقة أو بأخرى، وأننا على كوكب الأرض نسعى ولكل امرئ ما سعى، لذا اصبر واستمتع واملأ قلبك بالإيمان، ونور بصيرتك بالقرآن فهي دنيا فانية لا أكثر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية