+A
A-

استراتيجية استثمارية لتحقيق عائد أعلى في زمن الركود.. خبراء ينصحون

يتصاعد الحديث عن الركود، حيث يشير المحاربون القدامى في وول ستريت إلى المخاطر المتزايدة للتراجع الاقتصادي، ويقدمون نصائح حول كيفية الاستثمار خلال هذه الدورة.

وقال بنك الاستثمار مورغان ستانلي، إنه في حين أن الركود ليس هو "حالة الأساس" بالنسبة له، إلا أنه يمثل سيناريو محتملا مع ارتفاع مخاطر حدوثه بشكل ملموس، وفقاً لما ذكرته "CNBC"، واطلعت عليه "العربية.نت".

وكتب البنك الاستثماري في تقرير صدر في مايو الماضي: "هناك العديد من الصدمات التي ضربت الاقتصاد مؤخراً، والتي يمكن أن تدفعنا إلى الركود في مرحلة ما خلال الـ 12 شهراً القادمة".

وأشار إلى عوامل مثل تصعيد الحرب الروسية الأوكرانية التي قد تدفع أسعار النفط إلى 150 دولاراً، والدولار القوي، وضغوط التكلفة على الشركات.

بدوره، رفع الخبير المخضرم في وول ستريت، إد يارديني، احتمالية حدوث الركود من 30% في أبريل، إلى 40% الأسبوع الماضي، بينما قالت الرئيس التنفيذي لشركة سيتي غروب، جين فريزر، إنها متأكدة من أن أوروبا تتجه نحو الركود.

وتسببت الحرب في أوكرانيا في ارتفاع أسعار الطاقة، وأسعار المواد الغذائية بصورة كبيرة، فيما تصارع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ودول أخرى في جميع أنحاء العالم، التضخم الذي ارتفع إلى أعلى مستوياته في عدة سنوات.

وسجلت مؤشرات الأسهم الرئيسية انخفاضاً حاداً منذ أن بلغت ذروتها في أواخر عام 2021 وأوائل هذا العام، حيث خسر مؤشر ناسداك حوالي 23% منذ بداية عام 2022، فيما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 13% في نفس الفترة.

وإليك كيف يمكن للمستثمرين المتحمسين التغلب على الاضطرابات المستمرة في سوق الأسهم، وفقاً للخبراء.

 

1- الشراء في هذه القطاعات الثلاثة

نظراً لأن التقلبات ستستمر، أوصى "مورغان ستانلي" بالقطاعات الدفاعية في تقريره في 16 مايو حول توقعات السوق الأميركية، وتشمل هذه الرعاية الصحية والمرافق والعقارات.

وكتب "مورغان ستانلي": "باستثناء الطاقة، جاءت جميع القطاعات الأفضل أداءً من الطرف الدفاعي للطيف".

وقال البنك: "لا نعتقد أن أسهم القطاعات الدفاعية ستحقق أداءً جيداً بشكل مطلق، ولكن يجب أن توفر بعض الحماية النسبية لأن التوقعات بتراجع أرباح الشركات ومكررات الربحية ستؤثر بشكل أكبر على الأسهم الدورية، والتي ترتبط بطبيعة الدورة الاقتصادية".

وتوفر الأسهم الدفاعية أرباحاً ثابتة بغض النظر عن حالة سوق الأسهم الإجمالية، في حين أن الأسهم الدورية هي الأسهم التي يمكن أن تتأثر بدورة الاقتصاد.

وأشار البنك إلى أن قطاع الرعاية الصحية، يتداول بخصم على سعر السوق ككل، على عكس معظم القطاعات الدفاعية الأخرى. كما فضل مورغان ستانلي، الأسهم ذات رؤوس الأموال الكبيرة في المستحضرات الصيدلانية والتكنولوجيا الحيوية، مضيفاً أنها تتداول بسعر مغر وتقدم عوائد توزيعات أرباح جذابة نسبياً.

وبالنسبة للقطاع العقاري، يرى "مورغان ستانلي" أن القطاع كسب 42% العام الماضي وتفوق أداؤه على السوق الأميركية الأوسع بنسبة 16%، كما أشار إلى استقرار أرباحه وعائد التوزيعات.

وقال إن "التدفقات النقدية الثابتة داخل صناديق الاستثمار العقارية يجب أن توفر انكشافاً دفاعياً ضد تقلبات السوق في العام المقبل".

وأضاف: "علاوة على ذلك، توفر صناديق الاستثمار العقاري حماية مضمنة من التضخم من خلال اتفاقيات الإيجار وزيادة الإيجارات ورفع قيمة العقارات التي من شأنها أن تسمح للقطاع بالتغلب على البيئة التضخمية المرتفعة بشكل أفضل نسبياً من القطاعات الأخرى".

وكان قطاع المرافق والبنية التحتية، الثالث ضمن اهتمامات عملاق وول ستريت، إذ يرى قدرة شركات القطاع على تجنب ارتفاع التكاليف أو على العكس إمكانية انخفاضها، بعكس الاتجاه السائد في باقي القطاعات.

 

2- التحلي بالصبر

بدورها، أوصت شركة ويلز فارغو للاستثمار، بالمزيد من الصبر في حال الاصطدام بالركود، خاصةً في ما يتعلق بتخصيص الأموال في الفرص الاستثمارية المتاحة.

وقال كبير استراتيجيي السوق العالمية في الشركة الاستشارية، سمير سامانا، إنه يجب على المستثمرين "إبطاء" وتيرة إعادة الاستثمار لأن الأسواق الهابطة يمكن أن تستمر لمدة عام تقريباً، وفي بعض الأحيان تسبب تراجعاً بنسبة 30%.

فيما قدم سكوتورين، كبير استراتيجيي السوق العالمية، في ويلز فارغو للاستثمار، نصيحة إضافية، خاصةً بالنسبة للمستثمرين طويلي المدى، الذين يستغلون هذه الأوقات لتنويع محفظتهم، وقال "نوصي بخطة إضافية لتخصيص الأموال النقدية خلال العام المقبل (أو لفترة أطول) والاستمرار في التأكيد على الجودة والدفاع في محاولة للحفاظ على رأس المال".

وأضاف رين، أن المستثمرين على المدى القصير الذين يتطلعون إلى استثمار لمدة 6 إلى 18 شهرا، قد يستفيدون من الاحتفاظ بأموال إضافية ويتوقعون فرصاً لدخول السوق في الأشهر المقبلة.

 

3- شراء سندات استثمارية

وفضل المحللون شراء السندات عالية الجودة والابتعاد عن السندات غير المرغوب فيها، أو عالية العائد.

وقال المحللون الاستراتيجيون في "مورغان ستانلي": "نفضل الجودة على العائد، حيث تغوص الأسواق بشكل أعمق في نهاية دورة الركود".

وأشاروا إلى أن السندات ذات التصنيف الائتماني المرتفع حققت عوائد أعلى من السندات غير المرغوب فيها أو ما تعرف بـ "Junk Bonds" منذ نوفمبر 2021، عندما عكس بنك الاحتياطي الفيدرالي سياسته إلى التشديد النقدي".