العدد 4892
الإثنين 07 مارس 2022
banner
أمن الطاقة في الحروب
الإثنين 07 مارس 2022

لوصول الطاقة إلى مصادرها لابد من عدم تعرضها لأية ممانعة تضمن وصولها للطرف الآخر، بما يضمن استمرار إمدادها ويؤدي إلى تحقيق أمن اقتصادي وفوائد اقتصادية للمصدر والمستورد، والعالم يعتمد على الطاقة لتغذية وسائل إنتاجها من اقتصادية وأمنية وصحية وغير ذلك، فجميع الدول تحتاج إلى النفط والكهرباء والغاز، فهي مهمة للأمن القومي ومحركة للاقتصاد الوطني.

أمن الطاقة يهدف إلى تأمين إمدادات الطاقة في وقت تتوقف فيه بعض الدول المصدرة عن إنتاجها أو توريدها إلى البلد المستورد، وقد تتوقف لعدم الاستقرار السياسي والتلاعب بموارد الطاقة، والمنافسة على مصادر الطاقة، والكوارث الطبيعية والإضرابات، والاضطراب في سلسلة التوريد والإرهاب والحروب، ما يمنع انسياب مصادر الطاقة بين الدول، وفي حرب أكتوبر 1973م قطعت الأقطار العربية الصادرات النفطية عن الولايات المتحدة الأميركية، كما هدد الرئيس الفنزويلي أكثر من مرة منذ تأميم نفطها بقطعها عن أميركا، وأثناء النزاع بين روسيا وروسيا البيضاء في 2007م. كما يتعرض نقل النفط عبر أي مضيق كمضيق هرمز لمخاطر سيئة كلما تأجج النزاع بين إيران والدول الكبرى، وعند هجوم الإرهابيين على منابع أو مصادر النفط لبعض الدول المنتجة له، وانخفاض إمدادات الطاقة يؤثر على السكان، كما حدث للعراق ولبنان وانقطاع الكهرباء في تكساس في 2021م، والحرب القائمة الآن بين روسيا وأوكرانيا ــ على سبيل المثال ــ ساهمت في تجاوز خام برنت (100) دولار للبرميل لأول مرة منذ 2014م، ما أثار مخاوف من اندلاع حرب في أوروبا قد تؤدي لاضطراب إمدادات الطاقة العالمية، وقفزت أسعار النفط العالمية متجاوزة سعر (103) دولارات للبرميل وهو أعلى مستوى منذُ أغسطس.

وللتخلص من آثار الحرب على الطاقة على الدول زيادة مصادر الطاقة المستوردة، وقد لجأت دول أخرى إلى استخدام الطاقة النووية وأنظمة عالية السرعة، وطبقت إجراءات حفظ الطاقة. إن توافر إمدادات الطاقة بشكل مستمر يضمن النمو الاقتصادي للدول المنتجة والمستهلكة بأقل تكلفة وأقل تذبذب في الأسعار.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .