+A
A-

أفضل المركبات في العالم ستأتي من الصين قريبا!

سيطر الأوروبيون والأميركيون واليابانيون على التميز في صناعة السيارات لأكثر من قرن، سواء تعلق الأمر بصوت إغلاق الأبواب في مركبات فولكسفاغن أو جمال سيارة فيراري أو حتى انسيابية الأيقونات التي تتمتع بها طرز تويوتا.
وعندما يفكر الخبراء بمسألة الموثوقية فإن الألمان واليابانيون كانوا دوما في طليعة العلامات التجارية، حيث كانت الطرز بالنسبة إلى الكثير من الناس هي عبارة عن أيقونات ذات تصاميم مذهلة مليئة بالتجهيزات المتطورة ولكنها في الوقت ذاته مربحة كثيرا لمصنّعيها.
ويبدو أن الصينيين ليسوا مبتدئين تماما بالمعنى التقليدي في هذا المضمار، فلقد مر أكثر من عقد منذ أن تجاوزوا المصنعين في الولايات المتحدة واليابان ليصبحوا أكثر شركات صناعة السيارات إنتاجا في العالم.
ولكن على الرغم من الوصول إلى هذا الإنجاز في 2008 كانت السيارات الصينية في الغالب عبارة عن نسخ من السيارات الغربية الرخيصة.
والآن يرى الكثير من المتابعين أن الصين تنتج أفضل المركبات على مستوى العالم، وهي في طريقها للسيطرة على صناعة السيارات.
واليوم تتجه مجموعة كبيرة جديدة من السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين حاليا إلى أوروبا، من بينها عدد من المركبات الكهربائية والهجينة الخالصة، ذات الأسعار المقبولة والمعدة لتعزيز مخططات المبيعات.
 ودخلت الصين في السنوات الخمس الماضية بقوة إلى سباق تطوير السيارات المستقبلية الذي ظلت تتصدره شركات أوروبية وأميركية لعقود، من خلال خطة يرى خبراء أنها يمكن أن تضعها في صدارة الانتشار الشعبي لتلك السيارات على الطرق السريعة وشوارع المدن.


ويمر قطاع السيارات بالكامل بتحول في الوقت الحالي، حيث يتنافس التسويق الإلكتروني مع منافذ البيع التقليدية مثل صالات العرض. ويأمل الصينيون في الاستفادة أيضا من هذه التغييرات.
وتسعى العلامات التجارية الصينية المتخصصة مثل الشركات الناشئة نيو وبايتون وإكس بنغ، حتى الآن، لكسب زبائن شركة السيارات الكهربائية الأميركية تسلا، من خلال التكنولوجيا المبتكرة والتصميمات الرائعة.
ويحين حاليا دور عمالقة التصنيع غير المعروفين في الكثير من الأماكن خارج الصين، والذين يأملون في جذب زبائن بعيدا عن شركات مثل فولكسفاغن الألمانية.
وقال خبير السيارات ستيفان بريتزل من جامعة بيرغيش غلادباخ الاقتصادية في ألمانيا لوكالة الأنباء الألمانية "يجب علينا في حقيقة الأمر أن نتعامل معهم على محمل الجد هذه المرة حيث أن معظمهم قد أنجزوا واجباتهم وتعلموا من أخطاء الماضي".
وفي هذه الأيام يتم إعفاء السيارات الصينية من الخضوع لاختبارات التصادم، بنفس الثقة التي يتم بها إعفاء نظيراتها الأوروبية. ويعد ذلك بعيدا كل البعد عما كان يحدث قبل العشرات من السنين، عندما كان يتم انتقاد نماذجها المقلدة لكونها غير آمنة أثناء القيادة بأي سرعة.
وهناك آيويز الصينية، وهي علامة تجارية يعرفها القليل من الأشخاص في أوروبا. وتقوم الشركة بتصنيع سيارات كهربائية فقط، ويتم بيع سيارتها من طراز يو 5 في أوروبا بسعر يبدأ من 36 ألف يورو.
وقد أعادت شركة صينية إطلاق سيارات أم.جي في عام 2011، ومنذ ذلك الحين بدأت العلامة التجارية البريطانية للسيارات الرياضية الشهيرة في تصنيع نماذج من السيارات التي تركز على القيمة في ظل النجاح المتزايد الذي شهدته.
وتعد السيارة أم.جي مارفل آر أحدث عرض للسيارات الكهربائية، وتبدأ أسعارها من 40 ألف يورو. وتتمتع السيارة الرياضية متعددة الاستخدامات، والتي يبلغ طولها 4.6 متر، بشكل أنيق وجذاب.
من ناحية أخرى تعد سيارتا أورا ووي من الوافدين الجدد أيضا. وتنتمي العلامتان التجاريتان إلى شركة السيارات الصينية غريت وول موتورز.
ويُعتبر نوع كوفي 01 ذو الاسم الغريب المستوحى من القهوة، والذي تنتجه وي، مزيجا ذكيا من المكونات الإضافية، بما يشمله مما يسمى “كوفي إتيليجينس” (ذكاء القهوة)؛ وذلك بفضل تزويده بشريحة الكمبيوتر المتطورة، كوالكوم سناب دراغون 8155.
كما أن هناك شاشة يبلغ مقاسها 14 بوصة في قمرة القيادة لهذا العرض الراقي الذي يمكنه قطع مسافة حوالي 150 كيلومترا في الوضع الكهربائي.
وفي خضم ذلك ستقوم سيارات أركفوكس، التي تتخذ من بلدة ماجنا القريبة من غراتس في النمسا مقرا لها، بإرسال سلسلة من سيارات ألفا أس الكهربائية بالكامل، والتي تعمل بتقنية هواوي للمنافسة.
وكان قد تم إطلاق السيارة في معرض شنغهاي الدولي للسيارات لعام 2021 الذي أقيم في شهر أبريل الماضي.
وحتى هواوي التي كانت في وقت ما تعمل على إنتاج الأجهزة الإلكترونية فقط، دخلت السباق؛ فقد كشفت خلال يونيو 2019 عن خطط لمزاحمة من سبقوها في هذا القطاع الواعد عبر إنتاج أسطول ضخم من السيارات الآلية.
كما أطلقت شركة جيلي للسيارات، التي صارت أكبر مساهم منفرد في شركة دايملر الألمانية المالكة لعلامة مرسيدس بنز، الطراز الأول من علامتها التجارية للسيارات الكهربائية ذيكر، وهي ثاني طراز لها كهربائي بالكامل، إلى جانب بولستار.
ويتردد أن سيارة 001 هي أول طراز للسيارات ذات مكابح إطلاق كهربائية خالصة في العالم.
ويقول خبير صناعة السيارات فرديناند دودنهوفر إن "قلب السيارة الكهربائية هو بطاريتها، والصين تعد في المقدمة هنا"، مضيفا أن "التوقعات بالنسبة إلى شركات صناعة السيارات في البلاد وردية".
ويعتقد دودنهوفر، مدير مركز أوتوموتف ريسيرتش للبحوث المتعلقة بالسيارات في ألمانيا، أن جودة السيارات الصينية حاليا تأتي على قدم المساواة مع شركات التصنيع المعروفة، مشيرا إلى أنه "عندما يتعلق الأمر بالحلول البرمجية فإن الصينيين يعدون في صدارة المنافسة حاليا".
ويبدو أن الصين تشكل الآن تهديدا كبيرا، فقد تمتعت الشركات بميزة النضج في وقت تتعلم فيه كل دولة تدخل مغامرة إنتاج المركبات على نطاق واسع، وهي تستفيد من جميع التطورات التعليمية والتقنية التي حدثت من قبل.