+A
A-

جمعيات خيرية: رغم التحديات .. الشعب معطاء والبحرين بخير

أكد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬رؤساء‭ ‬وإداريي‭ ‬جمعيات‭ ‬خيرية‭ ‬واجتماعية‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬الخير‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬بخير،‭ ‬موضحين‭ ‬أن‭ ‬ثقافة‭ ‬المجتمع‭ ‬تتضح‭ ‬جلية‭ ‬في‭ ‬البذل‭ ‬والعطاء‭ ‬للمحتاجين،‭ ‬وفي‭ ‬أوقات‭ ‬الشدة‭ ‬يظهر‭ ‬البحريني‭ ‬مبادرا‭ ‬في‭ ‬لتحقيق‭ ‬التكافل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬رغم‭ ‬ظروف‭ ‬العمل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬ظروفا‭ ‬صعبة‭ ‬تتطلب‭ ‬مبادرات‭ ‬رسمية‭ ‬لحلحلتها‭ ‬ولتطوير‭ ‬واقع‭ ‬العمل‭ ‬الخيري،‭ ‬والانتقال‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭ ‬لاستدامة‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬بتنوع‭ ‬انشطته‭.‬

وبهذا‭ ‬الخصوص،‭ ‬قال‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬النويدرات‭ ‬الخيرية‭ ‬عبدالنبي‭ ‬جاسم‭ ‬إن‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬ساهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبيير‭ ‬وملحوظ‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عطائه‭ ‬اللامحدود‭ ‬ودوره‭ ‬الفعال‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬الجمعيات‭ ‬من‭ ‬مواصلة‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬المتنوع‭ ‬للمحتاجين‭ ‬وتحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬والتكافل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬شهدت‭ ‬ارتفاع‭ ‬وتيرة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بمفهوم‭ ‬التطوع‭ ‬والعمل‭ ‬الخيري؛‭ ‬نظرا‭ ‬لإدراك‭ ‬المجتمع‭ ‬آثاره‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الشخصي‭ ‬والاسري،‭ ‬موضحا‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬يشهد‭ ‬تطورًا‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬جوانبه؛‭ ‬وذلك‭ ‬لإدراك‭ ‬القائمين‭ ‬عليه‭ ‬والمجتمع‭ ‬أهمية‭ ‬تطويره‭ ‬لكونه‭ ‬مدخلًا‭ ‬مهمًا‭ ‬لمبدأ‭ ‬التكامل‭ ‬والتكافل‭ ‬الاجتماعي‭.‬

وبين‭ ‬جاسم‭ ‬أن‭ ‬واقع‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬لينتقل‭ ‬من‭ ‬واقعه‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬والمعونات‭ ‬المادية‭ ‬للمحتاجين،‭ ‬إلى‭ ‬الالتفات‭ ‬إلى‭ ‬الجانب‭ ‬التعليمي‭ ‬والتثقيفي‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬المساهمة‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬وتنمية‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬والمشاركة‭ ‬بشكل‭ ‬عملي‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬المجتمعية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬البرامج‭ ‬والمشروعات‭ ‬التي‭ ‬تمكن‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬ومؤسساته‭ ‬من‭ ‬تفعيل‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‭ ‬والمؤسسات‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬مصادر‭ ‬تمويلية‭ ‬ثابتة‭ ‬من‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬تحت‭ ‬وصاية‭ ‬التبرعات،‭ ‬كما‭ ‬تواجه‭ ‬عزوف‭ ‬الخبرات‭ ‬الشابة‭ ‬عن‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬العمل‭ ‬الخيري،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬الشفافية‭ ‬اللازمة‭ ‬بين‭ ‬مؤسسات‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬وأفراد‭ ‬المجتمع،‭ ‬وصعوبة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬ترخيص‭ ‬جمع‭ ‬المال،‭ ‬من‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬العمل‭ ‬الخيري،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬مساندة‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬للتعريف‭ ‬بخدماتها‭ ‬وانشطتها،‭ ‬وعزوف‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬عن‭ ‬توفير‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬اللازم‭ ‬لمؤسسات‭ ‬العمل‭ ‬الخيري،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يبطئ‭ ‬من‭ ‬مسيرة‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬نحو‭ ‬التطور‭ ‬المنشود‭.‬

وأفاد‭ ‬بأن‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬تسعى‭ ‬عبر‭ ‬البرامج‭ ‬والخدمات‭ ‬والأنشطة‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬طرق‭ ‬وآليات‭ ‬تحقيق‭ ‬التطوير‭ ‬الذي‭ ‬يتطلبه‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬اتضح‭ ‬خلال‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬تطوير‭ ‬عمل‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬يتطلب‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬مشروعات‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬والتنوع‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬العمل‭ ‬الخيري،‭ ‬وتفعيل‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬ومؤسساته‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬تطوير‭ ‬العمل‭ ‬الحالي‭ ‬يتطلب‭ ‬إيجاد‭ ‬مصادر‭ ‬تمويلية‭ ‬ثابتة،‭ ‬وبرامج‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬تكاتف‭ ‬المجتمع،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تنمية‭ ‬المهارات‭ ‬الشخصية‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬التفاعل‭ ‬والمشاركة‭ ‬بين‭ ‬المتطوعين‭ ‬وأفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬والجمعيات،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس‭ ‬لدى‭ ‬المتطوعين‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الخيري،‭ ‬واستغلال‭ ‬طاقات‭ ‬الشباب‭ ‬وتحفيزهم‭ ‬لدخول‭ ‬مجال‭ ‬التطوع‭. ‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬أفاد‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬مدينة‭ ‬عيسى‭ ‬التعاونية‭ ‬مجدي‭ ‬النشيط‭ ‬بأن‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بخير،‭ ‬فالمجتمع‭ ‬معطاء‭ ‬يحب‭ ‬الخير‭ ‬ويقدر‭ ‬التطوع‭ ‬ويلبي‭ ‬ويستجيب‭ ‬للتبرعات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الحملات‭ ‬يشاركها‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬المجتمع،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬تطور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬استخدام‭ ‬التقنيات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬وطرق‭ ‬الدفع‭ ‬والتبرع‭.‬

وأضاف‭ ‬يشهد‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬ثبات‭ ‬الكوادر‭ ‬العاملة‭ ‬فيه‭ ‬وتتكرر‭ ‬ذات‭ ‬الوجوه‭ ‬فيه،‭ ‬ونسبة‭ ‬التغير‭ ‬تكاد‭ ‬لا‭ ‬تذكر،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الكوادر‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬عدة‭ ‬وليست‭ ‬مؤسسة‭ ‬واحدة،‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬تعزف‭ ‬الطاقات‭ ‬الشبابية‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬العمل،‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬الحملات‭ ‬الموسمية‭ ‬نرى‭ ‬مساهمة‭ ‬واضحة‭ ‬للكوادر‭ ‬الشبابية‭ ‬كحملات‭ ‬التبرع‭ ‬بالدم‭ ‬أو‭ ‬حفلات‭ ‬تكريم‭ ‬المتفوقين،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬استمرار‭ ‬وجودهم‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الخير‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭ ‬قليل‭ ‬جدا‭.‬

وبين‭ ‬النشط‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬شاق‭ ‬جدا،‭ ‬إذ‭ ‬يتعرض‭ ‬العاملون‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬خصوصا‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬التقصي‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬طلبات‭ ‬المساعدات‭ ‬ولعدم‭ ‬الشفافية‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات،‭ ‬للتخوين‭ ‬والتشكيك،‭ ‬وقد‭ ‬تطالهم‭ ‬الشتائم‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬رفض‭ ‬طلب‭ ‬المساعدة‭ ‬لعدم‭ ‬توافر‭ ‬شروط‭ ‬ومعايير‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬واقع‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دافع‭ ‬قوي‭ ‬ودعم‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬حاجته‭ ‬لإعداد‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الكوادر‭ ‬العاملة،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬الأعداد‭ ‬الحالية‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنمية‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬وحجم‭ ‬المؤسسات‭ ‬الخيرية‭ ‬وعملها‭.‬

ودعا‭ ‬النشيط‭ ‬إلى‭ ‬إعطاء‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬التطوعي‭ ‬والخيري‭ ‬حوافر‭ ‬لتشجيع‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬كحصولهم‭ ‬على‭ ‬بطاقات‭ ‬تخفيض‭ ‬لبعض‭ ‬الرسوم‭ ‬الحكومية‭ ‬أو‭ ‬خصومات‭ ‬في‭ ‬العيادات‭ ‬والمراكز‭ ‬الصحية‭ ‬الخاصة،‭ ‬معتبرا‭ ‬أن‭ ‬الكوادر‭ ‬العاملة‭ ‬كنوز‭ ‬يجب‭ ‬المحافظة‭ ‬عليها،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحوافز‭ ‬لا‭ ‬تنتقص‭ ‬من‭ ‬عملهم،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬الحوافر‭ ‬يعمل‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬أخرى‭ ‬ومن‭ ‬شأنه‭ ‬تقدير‭ ‬جهود‭ ‬العالمين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬والتي‭ ‬تساند‭ ‬عمل‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬المجتمع‭.‬

وأشاد‭ ‬بعمل‭ ‬الكوادر‭ ‬النسائية‭ ‬المهم‭ ‬في‭ ‬المحال‭ ‬الخير‭ ‬والتي‭ ‬تعمل‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬الرجال‭ ‬ويتحملهن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الضغوطات‭ ‬لالتزاماتهم‭ ‬الأسرية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬جهودهم‭ ‬ملموسة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬مقدرا‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬المجتمع‭.‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬أوضح‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬أبوقوة‭ ‬الخيرية‭ ‬حسن‭ ‬مال‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬الخيري‭ ‬منح‭ ‬العاملين‭ ‬فيه‭ ‬إحساسا‭ ‬بالسعادة؛‭ ‬لما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬مساعدة‭ ‬للمحتاجين‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬قليلا‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬فيها‭ ‬الثواب‭ ‬الكبير‭ ‬لقضاء‭ ‬حوائج‭ ‬الناس،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الكثيرين‭ ‬ممن‭ ‬يشجعون‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬ويبذلون‭ ‬أموالا‭ ‬وجهودا‭ ‬لتقدير‭ ‬العاملين‭ ‬فيه،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬شريحة‭ ‬بسيطة‭ ‬في‭ ‬الجهة‭ ‬المقابلة‭ ‬تتهم‭ ‬العاملين‭ ‬وتشكك‭ ‬في‭ ‬نواياهم،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبا‭ ‬بشكل‭ ‬ما‭ ‬على‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬التطوعي‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬التطوعي‭ ‬يعملون‭ ‬دون‭ ‬مقابل‭ ‬ويبذلون‭ ‬قصارى‭ ‬جهدهم‭ ‬وعلى‭ ‬حساب‭ ‬مصالحهم‭ ‬وعوائلهم‭ ‬وراحتهم‭ ‬ويحاولون‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬أن‭ ‬يساعدوا‭ ‬العوائل‭ ‬المتعففة‭ ‬شفافية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التشكيك‭ ‬فيهم‭ ‬يبعد‭ ‬بعضهم‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭.‬

ولفت‭ ‬مال‭ ‬الله‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عمل‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬يواجه‭ ‬صعوبات‭ ‬منها‭ ‬تأخر‭ ‬استصدار‭ ‬تراخيص‭ ‬جمع‭ ‬المال،‭ ‬وعدم‭ ‬وضوح‭ ‬القانون‭ ‬بالنسبة‭ ‬للاستثمارات‭ ‬العقارية‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬التعليم،‭ ‬مفيدا‭ ‬بأن‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الزمت‭ ‬الجمعيات‭ ‬بتقديم‭ ‬قائمة‭ ‬المترشحين‭ ‬لإدارة‭ ‬دعم‭ ‬الجمعيات‭ ‬قبل‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬بمدة‭ ‬طويلة،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬ترفض‭ ‬بعضهم،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يزيد‭ ‬معاناة‭ ‬الجمعيات‭ ‬بسبب‭ ‬ابتعاد‭ ‬الأكثرية‭ ‬عن‭ ‬الترشح‭ ‬والعمل‭ ‬التطوعي‭ ‬ككل‭.‬

وبين‭ ‬أن‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬تحتاج‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬تذليل‭ ‬للصعوبات،‭ ‬مقترحا‭ ‬على‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬أن‭ ‬تشتري‭ ‬أسهما‭ ‬في‭ ‬الشركات‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬أو‭ ‬خارجها‭ ‬ويتوزع‭ ‬إيرادها‭ ‬سنويا‭ ‬على‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية،‭ ‬ليكون‭ ‬رافدا‭ ‬ماليا‭ ‬دائما‭ ‬للجمعيات‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬للجمعيات،‭ ‬وطالب‭ ‬بتوفير‭ ‬توفير‭ ‬للجمعيات‭ ‬وإلغاء‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬عن‭ ‬الجمعيات‭.‬

وكسابقيه،‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬دمستان‭ ‬الخيرية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬عبدالحسين‭ ‬ضيف‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بخير‭ ‬ويعتبر‭ ‬الأفضل‭ ‬كما‭ ‬كوادره‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجمعيات‭ ‬تخلق‭ ‬المستحيل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والإنساني‭ ‬وتسطر‭ ‬أروع‭ ‬الإنجازات،‭ ‬واتضح‭ ‬ذلك‭ ‬جليا‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬تتصدى‭ ‬لها‭.‬

وأرجع‭ ‬إنجازات‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬لكرم‭ ‬وسخاء‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬المعروف‭ ‬بعطائه‭ ‬اللامحدود،‭ ‬والمبادر‭ ‬بامتياز‭ ‬والذي‭ ‬تعول‭ ‬عليه‭ ‬أنشطة‭ ‬وإنجازات‭ ‬الجمعيات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الخيرية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬بعض‭ ‬أصحاب‭ ‬الأيادي‭ ‬البيضاء‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬والشركات‭ ‬والبنوك‭ ‬وبهذه‭ ‬التوليفة‭ ‬تتضح‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬التي‭ ‬تمتع‭ ‬بها‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬وبين‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬إدارات‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬والداعمين‭ ‬له‭.‬

ودعا‭ ‬ضيف‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬باب‭ ‬الاستثمار‭ ‬أمام‭ ‬القطاع‭ ‬الخيري‭ ‬لتطوير‭ ‬عمله‭ ‬وتوسيع‭ ‬خدماته‭ ‬وأنشطته،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مؤهلين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬من‭ ‬الكوادر‭ ‬ويمكن‭ ‬الاستعانة‭ ‬بهم،‭ ‬مؤيدا‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬متاحا‭ ‬للجمعيات‭ ‬سابقا‭ ‬وعلى‭ ‬غرار‭ ‬المعمول‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬والتي‭ ‬تعود‭ ‬استثماراتها‭ ‬على‭ ‬الفئة‭ ‬المستهدفة‭ ‬من‭ ‬الجمعيات،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الاستثمارات‭ ‬تخلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬خاصة‭ ‬لأبناء‭ ‬الأسرة‭ ‬المتعففة‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬معوقات‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬خسارة‭ ‬الكوادر‭ ‬المتميزة‭ ‬وأصحاب‭ ‬الخبرة‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الخيري‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والإنساني‭ ‬بعد‭ ‬الفلترة،‭ ‬والتي‭ ‬بلغت‭ ‬نسبتها‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الجمعيات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬70‭ %‬،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬سبب‭ ‬إرباكا‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬إدارات‭ ‬الجمعيات،‭ ‬مطالبا‭ ‬بتسهيل‭ ‬التصريح‭ ‬لجمع‭ ‬المال،‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬المادية‭ ‬التي‭ ‬تخسرها‭ ‬الجمعيات‭ ‬ويتأثر‭ ‬بالتالي‭ ‬المحتاجون‭ ‬والأسر‭ ‬المتعففة،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬الجمعيات‭ ‬تقدم‭ ‬تقارير‭ ‬دورية‭ ‬لحساباتها‭ ‬السنوية‭ ‬وتعتمدها‭ ‬الوزارة‭ ‬ولا‭ ‬تغيب‭ ‬عنها‭ ‬شاردة‭ ‬أو‭ ‬واردة‭. ‬

ودعا‭ ‬ضيف‭ ‬أصحاب‭ ‬القرار‭ ‬لمنح‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬المصرحة‭ ‬أراضي‭ ‬لبناء‭ ‬مقرًا‭ ‬لها‭ ‬عوضًا‭ ‬عن‭ ‬المقار‭ ‬المستأجرة‭ ‬وإعفائها‭ ‬من‭ ‬رسوم‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬والبلدية‭ ‬التي‭ ‬تحتسب‭ ‬بكلفة‭ ‬التعرفة‭ ‬التجارية،‭ ‬مبينا‭ ‬أن‭ ‬“أملنا‭ ‬كبير‭ ‬بقيادتنا‭ ‬الرشيد‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬دائمة‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والإنساني‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يمس‭ ‬حاجة‭ ‬الأسر‭ ‬المتعففة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬أمس‭ ‬الحاجة‭ ‬للمساعدة‭ ‬والرعاية‭ ‬الأبوية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬والد‭ ‬وأب‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬العزيز‭ ‬على‭ ‬قلوبنا‭ ‬جميعًا”‭.‬