+A
A-

لماذا يجذب المؤتمر السنوي للفيدرالي أنظار المستثمرين حول العالم؟

في سنواته الثلاث الأولى على رأس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، سار الرئيس جيروم باول على مسار أسلافه، واستغل ندوة جاكسون هول السنوية للبنك المركزي لإصدار تصريحات رئيسية حول السياسة النقدية والاقتصاد.

في عام 2018، تساءل عن فائدة مفاهيم اقتصادية مثل المعدل الطبيعي للبطالة. وفي عام 2019، تنبأ بخفض أسعار الفائدة. أما في عام 2020، فطرح إعادة تنظيم جذري لإطار السياسة النقدية لمجلس الفيدرالي، في مؤتمر عُقد افتراضياً بسبب جائحة كورونا.

لذلك لا عجب أن المستثمرين العالميين أصبحوا مهووسين بما سيقوله باول عندما يتحدث إلى ندوة الاحتياطي الفيدرالي في مدينة كانساس سيتي اليوم الجمعة، في الساعة العاشرة صباحًا بتوقيت نيويورك.

تركيزهم سينصب على أي ملاحظات قد يدلي بها حول مستقبل برنامج شراء السندات البالغ 120 مليار دولار شهريًا، خاصة بعد أن رأى معظم صانعي السياسة النقدية في اجتماع 27-28 يوليو المنصرم، أنه من المحتمل أن يكون من المناسب البدء في تقليص هذه المشتريات هذا العام، وفقًا لمحضر الاجتماع.

يُعقد مؤتمر جاكسون هول مرة أخرى افتراضيًا، وليس في منتجع جاكسون هول الواقع عند سفح سلسلة جبال تيتون في وايومنغ. لكن على عكس العام الماضي، فإن الإجراءات لن تكون مرئية إلا للمشاركين، باستثناء خطاب باول، الذي سيبثه مجلس الفيدرالي في مدينة كانساس على الهواء مباشرة.

بعد سنوات فشل فيها الاحتياطي الفيدرالي في تحقيق هدف التضخم البالغ 2٪، كشف باول في عام 2020، النقاب عن استراتيجية تشغيلية جديدة للسياسة النقدية تسمى استهداف متوسط ​​التضخم المرن. وبدلاً من محاولة إبقاء التضخم عند هدفه، يسعى الفيدرالي الآن إلى رفعه فوق هذا الهدف لفترة من الوقت. وفي خطابه أمام المؤتمر، وصف باول نهج الفيدرالي الجديد بأنه "تحديث قوي لإطار سياستنا النقدية".

ومهد مؤتمر 2019 الطريق لخفض أسعار الفائدة، إذ حذر باول من "مخاطر كبيرة" على التوقعات الاقتصادية، وخص بالذكر عدم اليقين بشأن السياسة التجارية كعامل يعيق النمو العالمي. وعلى الرغم من أنه لم يذكر دونالد ترمب بالاسم، إلا أن ذلك لم يمنع الرئيس آنذاك من مهاجمته على الفور عبر تويتر لإبقائه معدلات مرتفعة للغاية، بما في ذلك التساؤل عما إذا كان باول "عدوًا أكبر من الرئيس الصيني شي جين بينغ".