العدد 4644
الجمعة 02 يوليو 2021
banner
بالفنون... ننفذ إلى أسرار الشعوب وفلسفتها
الجمعة 02 يوليو 2021

المشاعر الإنسانية واحدة في كل بقعة من العالم، الحب والكراهية، الفرح أو الغضب أو الشفقة أو القلق أو الخوف أو الفزع وغيرها، وبالخبرة الشاملة يكون الفن لغة الشعوب الموحدة بالصورة والموضوع والشكل والمضمون، فاللوحة التشكيلية يمكن قراءتها بمختلف لغات العالم وقادرة على إشباع حاجات المتلقي الروحية أيا كانت جنسيته، والفيلم السينمائي نشاط روحي جميل يستمتع به كل إنسان، هذا الإنسان الذي هو بحاجة إلى أن يرى نفسه ويشاهد حركته، بدأ من الصورة الفتوغرافية حتى اللوحة التجريدية، مرورا بالرقص والموسيقى والمسرح، والأدب الروائي، والفن الذي يتطوع ليرى الإنسان ذاته، إنما يؤدي بالحق عملين مزدوجين أحدهما العرض، والثاني الكشف.

والإنسان قد استعان دائما بالفن من أجل التعبير عن أسمى أفكاره وأرفع اهتماماته الروحية، وهكذا جاءت المنتجات الفنية بمثابة تسجيلات حية لأعظم ما وصلت إليه تصورات الشعوب المختلفة، كما كان ومازال الفن دائما بمثابة أداة فعالة لتحقيق عملية التوعية الروحية لدى المجتمعات المتعددة، ونظرة واحدة يلقيها المرء على الأشكال الفنية المختلفة التي خلفتها لنا الشعوب العديدة قديما وحديثا، لهي كفيلة بأن تظهر لنا أن الفن مفتاح مهم يسمح لنا بأن ننفذ إلى أسرار الشعوب وفلسفتها.

هذه الأيام أتابع الدراما الكورية بشغف عبر “نتفليكس”، وقد أصبحت بالنسبة لي شيئا مهما وزادا يوميا، كونها تكشف للإنسان أبعادا جديدة من أبعاد الوجود الإنساني، وتستثير في نفس المتذوق عواطف كامنة، وتضعه وجها لوجه إزاء اهتمامات روحية لم يكن له عهد بها. دراما راقية تعنى بمعرفة النفس الإنسانية وتقلباتها، تلك المعرفة المستمدة ليس من تجارب الحياة فحسب بل من الإلهام والتخيل والتصور والنظر إلى الأمور من وراء الحجب، وبالرغم من وجود الترجمة العربية للدراما الكورية في نتفليكس، إلا أنني شرعت في تعلم اللغة الكورية الجميلة وتعمقت في الاطلاع على ثقافة هذا البلد الذي أعطى للفن وجودا مختلفا، كما أشكر السفارة الكورية التي اهتمت بالموضوع الذي كتبته عن الدراما الكورية قبل أيام وقامت بنشره في حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، وتمت ترجمته أيضا إلى اللغة الإنجليزية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .