رموز وغموض وحشو نستلمه في رسائل نصية تدعو إلى المساهمة بأي مبلغ لإخواننا في “الدولة الفلانية” كما يطلقون عليهم، وتحويل المبلغ على البنفت، والمحتالون فقط هم من يفهمون تلك الرموز والإشارات التي تتدفق كالشلالات الهادرة على الهواتف النقالة للمواطنين، ولا نعرف كيف يحصلون على أرقامنا والجهة التي تساعدهم على الترتيل بمزامير النصب والاحتيال. في السابق عانينا من الرسائل النصية الدعائية المزعجة، ومن ثم المكالمات المجهولة التي تأتينا من محلات وشركات وأشخاص بغية الترويج لسلعة معينة أو لطرح مجموعة من الأسئلة لعمل بحث أو استبيان وإلى آخر القصة، واليوم جاء من يتاجر باسم الدين والصدقة عبر تضليل عامة الناس واللبيب يفهم.
لقد وجدوها طريقة سهلة في النصب والاحتيال على المواطنين بهذه الطريقة التي لا تحتاج إلا لجملة مثل “تبرعوا لإخوانكم في الدولة الفلانية، فهم يعيشون في منطقة نائية ويحتاجون لمسجد للصلاة، أو لبئر ماء أو ملابس أو...”، ويبدأ التبرع بدينار واحد وفوق، ولكم أن تتخيلوا كم دينارا سيكسب هؤلاء من البسطاء الذين يعملون بالنية بأوسع معانيها ويتصورون أن كل عمل نزيه وأن هؤلاء الذين يرسلون الرسائل النصية يقومون برسالة سامية وأنهم بعيدون عن الانحراف وهدفهم الوحيد هو فعل الخير ومساعدة المحتاجين في كل مكان.
المسألة لا تحتاج إلى فطنة ومعرفة والكل يدرك الحق ومعنى الباطل، فهناك جمعيات خيرية معتمدة لدى الدولة ومن يريد التبرع يعرف الطريق، ولا يمكن الثقة في أشخاص يسعون إلى الحصول على المال عبر البنفت من الناس وبعضهم يدعي أنه يمثل جمعية خيرية ويقيم جسرا من الأكاذيب، ويحشو حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي بفيديوهات وصور مؤثرة “جميعها متشابهة تقريبا وفي مكان واحد” في متاجرة واضحة باسم الإسلام وعظة هذا الدين.
السؤال.. إلى متى سيترك هؤلاء يجولون ويصولون في الضحك على الناس دون مراقبة ومساءلة.