العدد 4640
الإثنين 28 يونيو 2021
banner
عقول مغيبة من طراز واحد
الإثنين 28 يونيو 2021

لقد انجرف البعض في مجتمعاتنا إلى النظريات الجديدة القادمة من الغرب، وحوروها ولعبوا فيها بما يتناسب مع توجهاتهم ومشاريعهم، ونظروا إليها من زوايا معينة، خصوصا تلك المتعلقة بالحرية، هؤلاء قفزوا فوق كل شيء وطالبوا بالتحرر من الحكومات، وتلك هي الفوضى بعينها ولها مبدأ وامتداد معروف، ويعرف أصحابه بـ “الفوضويون”، وطالبوا أيضا بالحرية الكاملة في الكلمة المكتوبة في مجلة أو صحيفة أو عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي حتى لو كانت تثير النعرات الطائفية في المجتمع وتضر بسلامة وأمن الوطن، فحينما يقومون بالتكسير والتحطيم والخروج في مسيرات غير مرخصة يعتبرون ذلك من مطالب الناس وأمر يتماشى مع الحرية.

هؤلاء الناس ونعرفهم جيدا يعتبرون أنفسهم الطلقاء الذين يتحركون دون قيود وقوانين في المجتمع، ولا يريدون أن يلومهم أحد، خصوصا أنهم يتبعون جوقة المنظمات الدولية المشبوهة القائمة على الجهل والعنصرية ومختلف الأمراض، وإلا ما الذي يجعل شخصا عاقلا يدرك مسؤولياته وواجباته تجاه الوطن يخرج في مسيرة غير مرخصة ويطلق شعارات سياسية، أو ينشئ حسابا في وسائل التواصل الاجتماعي ويستخدمه للحماقات والإرهاب والتحريض والعنف ويعتبره قوة مغناطيسية تجذب أمثاله من المرضى البعيدين عن أي هدف وطني.

القوانين لا تنشئ فينا الرجل الصالح، إنما ينشئه التعليم الصحيح والقدوة الصالحة، والعجيب في أمر هؤلاء أنهم متعلمون ويجولون ويصولون في المعارف، لكن عندما تجادلهم وتناقشهم في “حرية الفوضى” التي يتبعونها ولعبهم على كل التناقضات والتدفق غير الطبيعي للإساءة للوطن والجلوس في عربة المنظمات المشبوهة دون التحقق من الوجهة، تجدهم يدورون على البلدان لإقناعك بكلمة ولكن دون جدوى، لأنهم لا يخافون شيئا كخوفهم من الحقيقة والنقاش المخلص والحقوق والواجبات.

ادعهم لمناظرة ومنافسة علنية ستجد تفكيرهم من القرون البعيدة وبلا منطق سليم، عقول مغيبة من طراز واحد، وكأنهم خارج المجتمعات الإنسانية القائمة على التنظيم والنظام.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية