العدد 4642
الأربعاء 30 يونيو 2021
banner
“التاجر” الصائم عن المسؤولية والحس الوطني
الأربعاء 30 يونيو 2021

الحديث عن قروض المواطن حديث ذو شجون، وهناك حقيقة أساسية قوامها أنه من المستحيل أن يتدبر المواطن البسيط وصاحب الدخل المحدود حياته بدون الاقتراض من البنوك التي تشق فروة رأسه بالفوائد، ويمكننا القول إن فترة توقيف القروض مرة أخرى بمثابة كون آخر نزل به المواطن يمدد فيه جسده بهدوء ولا يزعجه أحد بعد أن كان يعيش في صمت مميت، لهذا من الطبيعي أن يجتاحه الفرح كالإعصار بسبب توقيف القرض من شهر يوليو إلى شهر ديسمبر القادمين دون أن يسأل حتى عن الفوائد.

لقد قامت حكومتنا الموقرة بعمل الكثير والمستحيل، وجنبت المواطنين المعاناة والسحب الكثيفة السوداء التي قد تغطي سماءهم كما حصل في كثير من دول العالم، فكانت هناك الكثير من القرارات التي يسرت الأمور المعيشية للمواطنين، وأبعدتهم عن الانعكاسات السلبية الضارة، لكن الغريب في الأمر هو ابتعاد “التجار الكبار” وأصحاب المحلات العملاقة عن خارطة دعم المواطن والتسهيل عليه في هذه الأوقات والمرحلة التي تتطلب مزيدا من الجهد والمسؤولية المشتركة والحس الوطني، فمازالت أسعار السلع والمنتجات كما هي لم تتغير، وبعضهم يخدع المستهلك بعروض على منتجات ستنتهي صلاحيتها بعد أشهر قليلة، أو لأنها غير مرغوبة أصلا في السوق البحريني في مشهد يشبه البيادق في لعبة شطرنج خاسرة.

بعض التجار الكبار يضمون بضائعهم أيا كانت بين أذرعتهم ويصورونها على أنها عروس ومن يدفع المهر الأكبر ستكون من نصيبه، ويمر الزمن والسماء تمطر في فصل الصيف وكل شيء يتغير من مشرق الأرض إلى مغربها إلا هذا المحل أو ذاك من المستحيل أن ترى لافتة مكتوب عليها “تخفيضات” لأن هذه الكلمة بمثابة سياط العذاب بالنسبة لهم، ويد ممسكة بالفأس، فقد اعتادوا على نهش لحم المواطن ورميه في ينابيع نيران أسعارهم.

التاجر الصائم عن المسؤولية المشتركة والحس الوطني، والمغروس في صحراء الخوف، عليه مراجعة نفسه والتحرر من أيدي الشياطين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية