+A
A-

الشعلة: مجالس الأسرة الخليفية الكريمة مفتوحة للجميع وبلا حراس

أكد رئيس مجلس إدارة صحيفة "البلاد" عبدالنبي الشعلة بأن ما حققته قيم الشورى والممارسات النيابية الديمقراطية والحياة البرلمانية في البلاد قفزة نوعية بارزة واسعة في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، عندما دشن جلالته برنامجه الاصلاحي الذي تم بموجبه تأسيس المجلس الوطني بغرفتيه النواب والشورى تحقيقًا لما توصلت إليه إرادة الأمة من خلال ميثاق العمل الوطني الذي نال 98.4% من الأصوات.

وقال في  نص كلمته  بمداخلته بمنتدى "البلاد" : يسعدنا أن نحييكم ونرحب بكم جميعًا ونستضيف معكم اليوم في هذا المنتدى معالي السيد علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى بمملكة البحرين، لكي نستذكر معًا بكل التقدير والاعتزاز ما بذره الآباء والأجداد من تقاليد وقيم التواصل والتحاور والتشاور في شؤون المجتمع وقضايا البلاد، فأسسوا بذلك ما نتمتع به اليوم من ممارسات ديمقراطية وحياة نيابية برلمانية واعدة في مملكتنا الغالية.

فقد أرست الأسرة الخليفية المالكة منذ بداية عهدها الميمون أسس التلاقي والحوار والشورى من خلال مجالس حكامها.

فكان مجلس الحاكم مفتوح للجميع دون قيود ودون وجود حراس أو حجاب عند الأبواب.

وكان يحضر مجلس الحاكم ويشارك فيه أهل الحل والعقد، وكل من يرغب في الحضور من عامة الناس من مختلف الأعمار والمواقع والمستويات، ومن كافة أطياف المجتمع.

لقد كان مجلس الحاكم مفتوح يوميًا وفي حالة انعقاد دائم، وكان ذلك المشهد يمثل صورة حية من صور الشورى وشكل واضح من أشكال الممارسات الديمقراطية حسب ظروف ومعايير ومقاييس تلك الفترات.

ويؤكد الآباء والأجداد كما تحتفظ الذاكرة بكل وضوح بالمغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة الذي تولى الحكم في العام 1942، الذي كان يفتح مجلسه اليومي للقاء المواطنين ثلاث مرات يوميا.

وكان هذا الحال سائد أيضًا حتى في عهد أمير البلاد الراحل المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، عندما كان يقيم أو يعقد مجلسه مرتين في اليوم في بداية عهده. 

وحتى عندما أخذت الحياة النيابية الدستورية الحديثة في التبلور والتشكل والانطلاق في عهده بعد الاستقلال في العام 1971، وانتخاب المجلس التأسيسي، ظل رحمه الله متعلق بقيم التلاقي بالناس والتشاور معهم ومتمسك بالمجلس المفتوح  حتى آخر أيام حياته، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

وفي الحقيقة، ليس ثمة شخص أكثر قدرة ودراية وكفاءة على إجراء قراءة سريعة وموجزة عن نمو وتطور مسيرة الشورى والحياة النيابية في البحرين في العصر الحديث من رئيس مجلس الشورى معالي الأخ العزيز علي بن صالح الصالح؛ فهو من القامات الوطنية التي عاصرت و شاركت في دفع هذه المسيرة المباركة وصوغ معالمها، فقد واكبها بداية من خلال مجالس إدارات عدد من مؤسسات المجتمع المدني من بينها لاحقًا انتخابه عضوا بمجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين.

وكان علي الصالح قد استجاب لنداء الواجب وخاض انتخابات المجلس التأسيسي وفاز فيها في العام 1972، ثم فاز في العام التالي في انتخابات المجلس الوطني.

وقد عين في مجلس الشورى بعد تأسيسه، وانتخب نائبا ثاني لرئيسه لدور الانعقاد الأول في العام 1993م، وبعد عامين، في العام 1995، انتقل إلى الجهاز التنفيذي في الدولة عندما تم تعينه وزيرًا للتجارة والصناعة ثم وزيرًا لشؤون البلديات والزراعة، وفي العام 2006 عين رئيسا لمجلس الشورى الذي ظل حتى الآن يقود دفته بكل كفاءة واقتدار.

علي الصالح سيجري في هذا المنتدى مسحًا أو قراءة سريعة لهذه المسيرة المباركة بالتركيز على الفترة منذ المجلس التأسيسي مرورًا بالمجلس الوطني ووصولًا للمرحلة الراهنة، وسيجري تقييمًا لإنجازات مجلس الشورى."