العدد 4535
الإثنين 15 مارس 2021
banner
دولة خارج النص
الإثنين 15 مارس 2021

عندما نكون بصدد الحديث عن علاقات بين دولتين عربيتين، فإنه من المعروف أن تتضمن النصوص مفردات رئيسية كالعلاقات الأخوية الراسخة والتطور والتقدم المستمر، والحرص الدائم على الارتقاء بالعلاقات، والتقدير المتبادل والأسس الراسخة، وغيرها من المفردات والعبارات التي تحمل دلالات إيجابية ومبشرات عن واقع ومستقبل العلاقات.

وعندما نمر بفترة ما بعد انتهاء أزمة بين بلدين عربيين، فإن الواجب والأصول تستدعي صياغة نصوص معبرة عن السعادة والارتياح لحل الأزمة والرغبة في طي صفحة الماضي والإرادة والعزم على تحسين العلاقات وإعادتها للحالة الأخوية، فهذا هو النص الطبيعي المتوقع في هذه الحالة.

ولكن يبدو أن قطر تصر دائمًا على أن تكون “خارج النص” الطبيعي والسياق الأخوي في علاقاتها مع مملكة البحرين، فما إن استبشرنا خيرًا بتجاوز الأزمة القطرية وطي تلك الصفحة بعد ما جرى في قمة العلا بالمملكة العربية السعودية وبالخطوات الجدية التي تعكس الرغبة الصادقة والمساعي الحثيثة من مملكة البحرين لحل كل القضايا العالقة لتكون الصفحة مهيأة لكل ما هو سعيد ومشرق للبلدين والشعبين الشقيقين، فوجئنا باستمرار النهج القطري المراوغ في التفاوض والمشاكس في الحوار والمضلل في الإعلام.

الكياسة كانت توجب على قطر أن تظهر صدق نيتها وأن تبتعد عن القضايا البحرينية الداخلية، وإن اقتربت منها وقامت بمعالجتها عبر قناتها الجزيرة فالحكمة كانت تقتضي اختيار موضوعات تحفز على التقارب وتشجع على التواصل، وتعكس الرغبة الحقيقية في العلاقات القوية بين البلدين، إلا أن الدوحة كعادتها ظلت خارج النص وبأسلوب غشيم واضح منه سوء النية وخبث المقصد.

النص الإعلامي المحترم دائمًا ما يثير قضايا هادفة تشكل محور اهتمام الرأي العام وتركز على موضوعات تحترم عقل المشاهد والمستمع، أما أن تركز قناة تدعي العالمية والمصداقية وتزعم إتاحة المجال للرأي والرأي الآخر على مزاعم وروايات وهمية تعود لسنوات بعيدة ومن خيالات مسجونين ارتكبوا جرائم خطيرة في حق المجتمع، فهي قناة خارج النص الإعلامي تابعة لدولة خارج النص الدولي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية