+A
A-

سارة الشايجي: النقد الذي يُوجه لي اصنع منه كلاماً ايجابياً

الفن عالم واسع، ومع وجود المهارة ومحاولة الإبداع يصل المرء إلى مُبتغاه، كذلك الماكيرة صاحبة الموهبة الكبيرة في سن صغير وهي سارة الشايجي صاحبة اللمسات الذهبية والحس الفني الكبير، بدأت مشوارها بالرسم ووصلت إلى الكثير من الإبداع ،حيثُ نالت على الجائزة الأولى في مسابقة "أضحى البيادرا"، كما انها تمنت الإحتراف والعالمية وتريد العمل في مملكة البحرين لتخدم بلدها وخارجها.

ما هي أول رسمة رسمتها ؟ وعن ماذا تُعبر ؟
أول رسمة قُمت برسمها كنت في المرحلة الإبتدائية في الصف الأول، كانت الرسمة عبارة عن "خيل" لونته بالألوان المائية باللون الأبيض مع حديقة، كانت تُعبر عن الطبيعة من وحي خيال الأطفال .

هل تفضلين الرسم على اللوحة أم على الوجه ؟ ولماذا ؟
اللوحة مجالها أوسع على عكس الوجه الذي يحمل الملامح فيكون الرسم عليه أصعب، ولكني أفضل الرسم على الوجه، لأنه يحمل التحدي وممتع أكثر .

ما هو أول عمل لكِ في المكياج السينمائي ؟ وكيف كان شعوركِ ؟
أول اعمالي كانت مسرحية "تغريدة تويتي"، حيث قمت بعمل المكياج السينمائي "شخصيات كرتونية" لعشرة أشخاص تقريباً، كان شعور جميل جداً حيث اُعجب بالعمل العديد من الأشخاص وحيوني بحرارة على المسرح وكان ذلك تشجيع كبير بالنسبة لي، تملكني بعض الخوف او ما يُسمى رهبة المسرح حيث سأظهر على الخشبة لأول مرة .

ما هو شعوركِ عندما انتشر فيديو بابا ياسين ؟
بالنسبة لي فيديو بابا ياسين كان نقطة تحول، حصلت على الكثير من التعليقات الإيجابية وكذلك السلبية، ولكن كان بالنسبة لي حافز وتشجيع لأستمر بما بدأته و أن اخرج طاقتي الإبداعية أكثر وأكثر .

في عالم المكياج السينمائي ما هو أصعب عمل قُمتِ بفعله ؟
واجهت صعوبة كبيرة في مسرحية "عجايب غرايب" وكان تحدٍ كبير بالنسبة لي، حيث كان العمل شاق فيها يحتاج إلى نوعين من المكياج ويجب تغيير المكياج لنصف الطاقم تقريباً وفي نفس الوقت خلال ثلاث دقائق فقط .

ما هي الأعمال الأقرب إلى قلبكِ ؟
جميع الأعمال قريبة من قلبي ولكن الأكثر قُرباً هي مسرحية "عجايب غرايب" مع الأستاذ خليل الرميثي ونخبة من الفنانين الاُخر، حيث حصلت على الخبرة من خلال هذا العمل واستمتعت في ذات الوقت .

من أين ظهرت لكِ فكرة الدمج بين الرسم والمكياج السينمائي ؟
بدايتي من الصغر كانت مع الرسم حيث كنت اعبر عن ما بداخلي بالرسم واحببت بعدها أن اطور هذه الموهبة فاتجهت إلى المكياج التجميلي، و من حبي الشديد لكلا الموهبتين الرسم والمكياج، كنت ابحث عن شيء يجمع بين الإثنين فوجدت نفسي في المكياج السينمائي، ومن هنا ظهرت لي الفكرة، وأيضاً قمت بالبحث في المواقع وغيرها من أماكن لأطور الفكرة أكثر ومن خلال الأفلام الخيالية استوحي الشخصيات واطور عليها .

عند مُشاركتكِ في مسابقة "موهبتك في البيت" ، قد أشاد لكِ الفنان خليل الرميثي وصرح بقوله "انتي مستقبل البحرين في المكياج متميزة" ، ماذا تعني لكِ هذه الكلمات ؟ وكيف كان شعوركِ ؟
اشعر ان هذا الكلام الذي وجِه لي تحديداً نجاح بحد ذاته، لم يهمني عدم فوزي بالمركز الأول عند سماعي لهذا التصريح من أستاذي الذي اكُن له خالص الإحترام، أنه نجاح بحد ذاته وتشجيع وتحفيز لي .

عندما توجه لكِ انتقادات وكلام سلبي كيف تتصرفين ؟
كل شخص ناجح من اللازم أن يوجه له كلام او إنتقاد او من هذا القبيل، ومن ناحيتي اتقبل جميع الكلام وأجعل منه لنفسي كلاماً إيجابياً لأطور من نفسي، ولا انظر إليه على انه كلام سيحبطني بل على العكس تماماً استفيد من الكلام لذاتي، وابني في داخلي تحدي لأثبت لهم أن بإمكاني أن افعل الأفضل.

ما هو أكثر كلام وجِه لكِ وأثر فيكِ ؟
في إحدى المرات كنت ذاهبة إلى حفلة تكريم حيث كنت مشتركة في مهرجان الشيخ خالد وقدمت عمل، وقامو بإستضافة بابا ياسين وكانت المرة الأولى لرؤيتي له واقعياً، فذهبت إليه وعرفت بنفسي بكل عفوية فقال لي جملة أثرت فيني كثيراً، حيث صرح بقوله "والله يا بنيتي انتي مثل لبهارات على المجبوس والمجبوس بدون بهاراته ماصخ مو حلو"، صحيح أن العبارة مُضحكة ولكن شجعتني كثيراً.

من وجهة نظركِ هل من الممكن للشباب أن يبدعون في المكياج السينمائي اكثر من البنات ؟
هذا الشيء موهبة سواء كان لدى البنت او الولد، هناك بعض الشباب مبدعين أكثر من البنات والعكس، في النهاية هذه موهبة وقدرة إذا كُنت تُحب هذا العمل سوف تبدع به كذلك إذا كان لديك حس فني في المكياج او الرسم او أي شيء آخر.

هل ترين أن هذا النوع من الفن منتشر في مملكة البحرين ؟ وهل تنصحين الأفراد بدخول هذا المجال ؟
قبل خمس سنوات لم يكن موجود بكثرة، أما الآن فنرى بعض الأشخاص تتطلع وتحاول وتجرب وتحب الدخول في هذا المجال، أي الآن يوجد عدد أكثر يعرف بهذا الفن، وبالطبع انصح الأفراد بدخول هذا المجال اذا كانت مُتولدة لديهم الرغبة والحب لأن المجال يعتريه بعض التعب وهو جداً عميق وغريب ونادر في ذات الوقت، واذا احب الفرد عملاً سوف ينجح في إتمامه على أكمل وجه.

عند وصولكِ إلى العالمية التي تحلمين بها ما هو أول شيء ستفعلينه ؟
أول عمل سأقوم به هو إطلاق "براند" او شيء ما بإسمي، وسيكون "البراند" عبارة عن مواد في مجال عملي، لأنه لا تتوفر لدينا الأدوات اللازمة في البحرين ونجد صعوبة في الحصول عليها، وحلمي أن تتوفر هذه الأشياء بإسمي، كذلك اريد أن اقدم ورشات لكثرة طلب الأفراد لي أن اقوم بتعليمهم هذا العمل الفني وأنا اريد أن اوصل لهم خبرتي في هذا المجال.

هل دراستكِ تتعلق بمجال عملكِ ؟ وكيف ؟
أنا اعمل في وزارة التربية والتعليم ومجالي هو المكياج السينمائي وحالياً ادرس إعلام وعلاقات عامة، ربما الإعلام ليس له علاقة بالمكياج او حتى التدريس والتربية ولكن له علاقة في وسائل التواصل الإجتماعي، كذلك بإمكانه مساعدتي في مجال المكياج من ناحية إذا اردت أن اقدم ورشة او غيرها من أمور فأكون على تواصل وجرأة أكثر، أفادتني دراستي كثيراً في مجال وسائل التواصل الإجتماعي وفي التصوير وغيرها من أمور .

هل من السهل الموازنة بين العمل والدراسة والحياة الزوجية ؟
ليس من السهل وتعانين الكثير من الضغط، لكني اقوم بترتيب اعمالي بعمل جدول اُلخص فيه مهامي لكل يوم، فأقوم بالتنسيق بين الجامعة والدوام، وخصوصا الآن مع "الاونلاين" الدراسة اصبحت اسهل ولكن لو كان دواماً عادياً لكان صعباً للغاية.

هل تعتقدين أنه يجب على الفرد تعلم المكياج السينمائي أم اكتسابه بالموهبة ؟
بالنسبة لي شخصياً لأني أملك الموهبة فكان الموضوع سهل للغاية، كذلك الأفراد الذين يمتلكون الموهبة سيكون سهل عليهم، أما بالنسبة للأفراد الباقين الذين ليس لديهم موهبة في هذا المجال فعليهم أن يتعلمون الشيء ومن ثم سيكتسبون هذه الموهبة، فيجب على الشخص أن يبحث عن ذاته ليرى نفسه إلى أي بُقعة ينتمي.

كيف تسير أوضاعكِ في العمل مع المكياج في الوقت الراهن مع جائحة كورونا ؟
مع كورونا الأعمال قلت كثيراً، ولكن حتى لو كان هناك عمل بالطبع نأخذ جميع الإحترازات حتى من ناحية الأدوات كل فرد له استعمال واحد بالأداة وتعقيم الأدوات الأخرى بعد الإنتهاء من الشخص مباشرة، وبالنسبة لي أنا كُنت اعتمد هذه الطريقة حتى قبل الجائحة فلا أجد صعوبة في عملها الآن.

كيف تتمكنين من التعامل مع زبائنكِ وأنتِ شخصية خجولة ؟
مع زبائني في المكياج التجميلي لأني شخصية هادئة فيمتصون مني ذلك ويكونون في حالة ركود ولأني خجولة وهادئة في ذات الوقت فيستجيبون لي ويكونون في حالة السكون وننهي العمل بسرعة، أما بالنسبة للمكياج السينمائي فأواجه صعوبة لأني خجولة ويكون الضغط هناك بالأكثر وأكون محكومة بالوقت وتوتر الممثلين الذين يزيد من توتري ولكن من الواجب أن أحاول تهدأة نفسي وتهدأتهم معي.

ما النصيحة التي تقدمينها للأشخاص الذين يملكون مثل موهبتكِ ؟
انصحهم بالإستمرار والمحاولة والتجربة و أن لا يشعرو بالإحباط من أول تجربة لهم، لأن هذا المجال صعب ومتطور ما أقصده أن بين كل فترة تظهر أشياء جديد و"تكنيك" جديد ومواد جديدة فيجب عليهم أن يبحثو دائماً عن كل المستجدات، والإبتعاد عن التفكير بالشهرة بل على العكس يجب عليهم أن يمارسون هذا العمل بكل حب، لأن الحب يُولد الإبداع.