+A
A-

الشفافية والمصارحة شعار جلالة الملك عندما أطلق الميثاق

يطرح‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬جمشير‭ ‬اتجاهات‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬مداخلته‭ ‬بمنتدى‭ ‬صحيفة‭ ‬“البلاد”‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬وصفها‭ ‬بأنها‭ ‬“ورقة‭ ‬عمل”‭ ‬عميقة‭ ‬المحتوى،‭ ‬وينتهز‭ ‬الفرصة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬ليرفع‭ ‬إلى‭ ‬المقام‭ ‬السامي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬أجمل‭ ‬التهاني‭ ‬والتبريكات‭ ‬بهذه‭ ‬الذكرى‭ ‬العزيزة‭ ‬على‭ ‬قلوبنا‭.‬

ويعدد‭ ‬جمشير‭ ‬مسارات‭ ‬الانطلاقة،‭ ‬فيقول‭ ‬“منذ‭ ‬استلام‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬شهدت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬انطلاقة‭ ‬ديمقراطية‭ ‬لتحقيق‭ ‬آمال‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬عصرية‭ ‬يسودها‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والرخاء‭ ‬وترسيخ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬عصرية‭ ‬دستورية‭ ‬يسودها‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والعدالة‭ ‬وسيادة‭ ‬القانون،‭ ‬وأن‭ ‬جلالته‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬يطمح‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬نهج‭ ‬ديمقراطي‭ ‬يرسي‭ ‬هيكلا‭ ‬متوازنا‭ ‬يؤكد‭ ‬الشراكة‭ ‬الدستورية‭ ‬بين‭ ‬الشعب‭ ‬والحكومة‭ ‬والفصل‭ ‬بين‭ ‬السلطات‭ ‬الثلاث‭ ‬وتعزيز‭ ‬آليات‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭ ‬وإنشاء‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬وديواني‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية‭ ‬والأخذ‭ ‬بما‭ ‬أثبتته‭ ‬بعض‭ ‬التجارب‭ ‬الناجحة‭ ‬في‭ ‬الأنظمة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬بنظام‭ ‬المجلسين‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬التشريعي‭ ‬والجمع‭ ‬بين‭ ‬ميزة‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬حكمة‭ ‬ذوي‭ ‬العلم‭ ‬والخبرة‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬وتفاعل‭ ‬الآراء‭ ‬الشعبية‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬الاتجاهات‭ ‬التي‭ ‬يضمها‭ ‬المجلس‭ ‬المنتخب‭ ‬انتخابا‭ ‬حرا‭ ‬مباشرا”‭.‬

وقال‭ ‬“مهَّد‭ ‬الميثاق‭ ‬الطريق‭ ‬نحو‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬المسيرة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬منذ‭ ‬2002م‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭ ‬2021م‭ ‬ودون‭ ‬انقطاع‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬أحلك‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬علينا‭ ‬هي‭ ‬أزمة‭ ‬2011م‭ ‬وما‭ ‬أُطلق‭ ‬عليها‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬أزمة‭ ‬مصطنعة‭ ‬ومؤامرة‭ ‬دنيئة‭ ‬خبيثة‭ ‬حُبكت‭ ‬في‭ ‬الغرف‭ ‬المظلمة،‭ ‬ومازالت‭ ‬بعض‭ ‬دولنا‭ ‬العربية‭ ‬للأسف‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬والخراب‭ ‬والقتل،‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬تعدينا‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬بفضل‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وحكمة‭ ‬وقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬والتفاف‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬الوفي‭ ‬خلف‭ ‬قيادته‭ ‬المظفرة‭ ‬والمؤمنة‭ ‬بأن‭ ‬الوطن‭ ‬هو‭ ‬جامع‭ ‬وحامي‭ ‬الجميع”‭.‬

وأضاف‭ ‬“يحق‭ ‬لنا‭ ‬جميعا‭ ‬أن‭ ‬نفتخر‭ ‬بالإنجازات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬والتنموية‭ ‬التي‭ ‬أسس‭ ‬لها‭ ‬الميثاق،‭ ‬ومنها‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬بمجلسيه‭ ‬الشورى‭ ‬والنواب،‭ ‬والذي‭ ‬أتيحت‭ ‬له‭ ‬الصلاحيات‭ ‬التشريعية‭ ‬والرقابية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬شريكا‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬وينتخب‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬والمجالس‭ ‬البلدية‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬المواطنين‭ ‬رجالا‭ ‬ونساء‭ ‬وفتح‭ ‬الباب‭ ‬للمرأة‭ ‬للترشح‭ ‬والانتخاب،‭ ‬ونشأ‭ ‬مجتمع‭ ‬مدني‭ ‬قوي‭ ‬وناشط‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬التوجهات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والحقوقية‭ ‬وتكونت‭ ‬الجمعيات‭ ‬السياسية‭ ‬والنقابات‭ ‬ومنظمات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬ولأن‭ ‬الشفافية‭ ‬والمصارحة‭ ‬هو‭ ‬شعار‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬فقد‭ ‬أخذ‭ ‬على‭ ‬عاتقه‭ ‬عقد‭ ‬اللقاءات‭ ‬المكثفة‭ ‬وقام‭ ‬بالزيارات‭ ‬الميدانية‭ ‬العديدة‭ ‬لمناطق‭ ‬البحرين‭ ‬ومدنها‭ ‬لنشر‭ ‬مبادئ‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬ودعوة‭ ‬المواطنين‭ ‬إلى‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤولياتهم‭ ‬والتصويت‭ ‬بنعم‭ ‬لهذا‭ ‬الميثاق‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استقر‭ ‬الرأي‭ ‬على‭ ‬طرحه‭ ‬في‭ ‬استفتاء‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬الوفي‭ ‬والذي‭ ‬صوت‭ ‬عليه‭ ‬بنعم‭ ‬بنسبة‭ ‬98‭.‬4‭ %‬،‭ ‬والذي‭ ‬يعتبر‭ ‬خطوة‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التحديث‭ ‬السياسي‭ ‬للدولة‭ ‬وإلى‭ ‬الآن‭ ‬نتذكر‭ ‬كلمة‭ ‬جلالته‭ ‬عن‭ ‬تسلمه‭ ‬مشروع‭ ‬الميثاق‭: (‬يدي‭ ‬ممدودة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬بحريني‭ ‬وبحرينية‭ ‬كما‭ ‬امتدت‭ ‬في‭ ‬بيعة‭ ‬العهد‭ ‬وكما‭ ‬ستمتد‭ ‬في‭ ‬بيعة‭ ‬التجديد‭)‬”‭.‬