العدد 4499
الأحد 07 فبراير 2021
banner
في أمر الأسرة
الأحد 07 فبراير 2021

هالتني كثيرا كمية الألم والخوف والتعب في المقابلة التي أجرتها الإعلامية رابعة الزيات مع مصفف الشعر والمغني جو رعد، حيث استطاعت رابعة أن تبحر في طفولة ضيفها ويالها من طفولة صعبة أو لو أمكن أن نطلق عليها طفولة بائسة، فمن داخل الأسرة الصغيرة المكونة من الأم والأب و3 أطفال كانت حياة رعد مستقرة كباقي أقرانه، لكن وفاة والده قلبت حياته رأسا على عقب، بعد أن أصر أهل الأم على الاحتفاظ بابنتهم وإرسال الابنين لأهل الأب لتحمل مسؤوليتهما، وللأسف لم يتحمل أحد من طرفي العائلة مسؤولية الأبناء إلى أن تم إرسالهم إلى ميتم لتربيتهم.

بكى رعد قائلا إن بوداعه الأخير لأمه وهو متجه إلى دار الأيتام شعر أن روحه تخرج منه كلما ابتعدت السيارة عنها، المقابلة كانت حزينة بمعنى الكلمة، لقد كتبت ظروف الحياة على ثلاثة أطفال أن يعيشوا حياة مشتتة بسبب وفاة الأب وعدم تحمل أحد آخر مسؤولية هؤلاء الأيتام، وتحدث “الضيف الطفل” كما نطلق عليه في علم الإعلام عند التبحر في الماضي الخاص بشخصية الضيف عن مواقف كثيرة تعرض لها، منها التحرش الجنسي، ولفت انتباهي مدى رباطة جأش الضيف وصراحته في الإجابة على جميع الأسئلة التي وجهت إليه من قبل المذيعة التي بدورها استطاعت أن تبحر بذكاء وتضرب على الأوتار الحساسة لذكريات عاشها ضيف الاستوديو في رحلة حياته.

ومضة:

رعد عاش طفولة صعبة إثر نصيبه وقدره، لكن ماذا عن من يعيش نفس القدر ووالداه حوله أو على قيد الحياة، أنا لا أنكر أن صورة الأسرة المثالية بدأت في التلاشي خصوصا مع ارتفاع حالات الطلاق، بل بالعكس أنا أطالب المسؤولين بأن ينزعوا من الكتب الدراسية صورة الأسرة المكونة من الأب والأم والأطفال السعداء ليس لشيء، لكن في عصرنا الحالي تكاد تكون أغلب الأسر مكونة من أم وأطفالها أو أب وأطفاله، ولا أنتقص من ذلك شيئا، لكنني أعيب على الأسر المكونة من أم وأب وتركت أبناءها للحياة دون إرشاد أو توجيه، فخلقت لنا أفرادا فاسدين بائسين يشعرون بالنقص ويصدرون عقدهم النفسية على الآخرين دون حسيب أو رقيب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية