العدد 4404
الأربعاء 04 نوفمبر 2020
banner
هل تنسحب أميركا من العراق؟
الأربعاء 04 نوفمبر 2020

قرار الإدارة الأميركية تخفيض عدد قواتها وصولا إلى انسحابها من العراق كان ردًا على الصواريخ التي تطلقها الميليشيات الموالية للنظام الإيراني على المنطقة الخضراء، وهي داخلة في لعبة الانتخابات الأميركية الحالية في محاولة لإحراج إدارة ترامب وجره لمواجهة ربما تقود إلى بعض الخسائر الأميركية.

لكن هل هذا الانسحاب حقيقي؟ أم هو جزء من لعبة انتخابات الرئاسة الأميركية؟ وإذا كانت القوات الأميركية ستنسحب من العراق فعلًا فمن هو المستفيد من هذا الانسحاب؟ العراق أم إيران؟ فالنظام الإيراني يحتفظ بقوات عسكرية ومدنية أمنية كبيرة في العراق، ويقوم بإدارة جميع الملفات العراقية من إدارية وسياسية واقتصادية، المحلية والخارجية، وأسواق العراق مليئة بكل أنواع البضائع الإيرانية، فالعراق في قبضة اليد الإيرانية سواء بقت القوات الأميركية أم رحلت.

إن مطالبة الأحزاب والميليشيات في العراق بخروج القوات الأميركية مجرد طلب للاستهلاك المحلي ولامتصاص الغضب الشعبي النافر من هذه الأحزاب والميليشيات وجرائمها التي تدعي أن وجود القوات الأميركية في العراق إساءة للكرامة والسيادة الوطنية العراقية؛ وهُم يدركون أنهم جزء كبير من هذه الإساءة لأنهم الأداة المُنفذة لسياسات وقرارات طهران في العراق. وعندما تحركت بعض القوات العسكرية الأميركية من مواقعها في العراق في 2011م سمحت وبالتعاون مع النظام الإيراني بدخول قوات داعش إلى العراق واحتلال ما يُقارب ثلث أراضيه.

إن القوات الأميركية والإيرانية التي احتلت العراق لن ترحل منه، فالعراق يتمتع بموقع جغرافي ويمتلك ثروة نفطية هائلة وبه مواقع دينية مُقدسة، فطهران لديها استراتيجية واحدة تجاه العراق تخدم وجودها، وهذه الاستراتيجية التي تنفذها الأحزاب والميليشيات في العراق هي المسيئة للكرامة والسيادة الوطنية والقومية، وهي إساءة تصب في مصلحة النظام الإيراني الذي نجح في توسيع أهدافه التوسعية والطائفية في المنطقة، وسيستمر زعماء الأحزاب والميليشيات بتنفيذ أوامر طهران التي تصب في مصالحها لا مصلحة العراق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية