+A
A-

ما هي قصة عيسى بن راشد وشهر "محرم"؟

فقدت مملكة البحرين شخصية وطنية بارزة برحيل المغفور له معالي الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة الذي وافاه الأجل 12 مارس 2020  ليعم الحزن في كافة أرجاء الخليج والوطن العربي.

رحل "هرم الرياضة البحرينية" ولكن سيظل عطائه وستبقى مواقفه وسيرته باقية في الأذهان وذكراه محفورة في الوجدان، فقد ارتبط اسم الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة بالتواضع والعفوية والبساطة وهو ما جعله يدخل قلوب جميع أهل البحرين.

كثيرة هي المواقف والذكريات و"القفشات" التي كان يطلقها الشيخ عيسى بن راشد سواء في المجالس أو التجمعات الرياضية أو المقابلات الصحافية والتلفزيونية واللقاءات الرسمية.

من بين تلك المواقف وبالتزامن مع شهر محرم، لازلت أتذكر ذلك اللقاء الذي جمعنا بالشيخ عيسى بن راشد في آسياد جوانزهو 2010 (دورة الألعاب الآسيوية بالصين) حيث شكلت اللجنة الأولمبية البحرينية أكبر وفد إعلامي لتغطية الحدث وتكون من الزملاء التالية أسمائهم : عبدالله عاشور (الوطن)، حسين العصفور (الأيام)، محمد طوق (الوسط)، حسن بوحسن (أخبار الخليج) باتريك سالمون (GDN) مع مصوران اثنان لا أتذكر أسمائهما، علاوة على وفد التلفزيون المكون من النائب الحالي عمار البناي (مذيع) وجليل الكوهجي (مصور تلفزيوني)، حمد رمضان ونواف الذاودي (مخرجان) ، بالإضافة إلى كاتب هذه السطور ممثلا عن جريدة البلاد.

الوفد شكل بالتنسيق مع الأستاذ توفيق الصالحي مدير المكتب الإعلامي ومركز المعلومات لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وبما أن الوفد الإعلامي يضم حوالي 12 فردا تقريبا فقد قرر أمين عام اللجنة الأولمبية السابق الشيخ أحمد بن حمد آل خليفة رئيس جمارك مملكة البحرين حاليا أن يرتدي الوفد الإعلامي لباسا موحدا، فوزعت علينا اللجنة الأولمبية قمصان (تي شيرت) بألوان مختلفة، على أن نرتدي في كل يوم لونا موحدا ليظهر الوفد الإعلامي بصورة منظمة تعكس الوجه الحضاري لمملكة البحرين وتبين في الوقت ذاته اهتمام المملكة بالمشاركة عبر ايفاد وفد اعلامي ضخم يعتبر هو الأكبر في تاريخ اللجنة الأولمبية حتى هذا اليوم.

بعد المغادرة إلى جوانزهو ومرور عدة أيام من التغطيات الصحافية والتلفزيونية والعمل المتواصل لنقل الحدث، جرى التنسيق بين الوفد الإعلامي وإدارة البعثة للقاء الشيخ عيسى بن راشد بأحد الفنادق بصفته الرئيس الفخري للجنة الأولمبية البحرينية، وبالفعل تم تحديد الموعد، وفي ذلك اليوم كان اللباس المقرر (أسود) بالمصادفة.

 توجهنا إلى الفندق الذي يقيم فيه الشيخ عيسى بن راشد وإذا به جالس في بهو الفندق ينتظرنا فتفاجأ من العدد واللباس الأسود الموحد.. واثناء السلام عليه والترحيب به قال بلهجته الشعبية المحببة " يه.. كلكم لا بسين أسود جه محرم وبتروحون موتم.." فارتمست الابتسامة والبهجة على الجميع من هذا الموقف.

رحم الله عيسى بن راشد وأسكنه فسيح جناته، فلقد كسب قلوب اهل البحرين والخليج والوطن العربي بطيبته وعفويته وأخلاقه العالية واحتضانه للجميع بلا استثناء ليشكل رحيله خسارة كبيرة للحركة الرياضية والفنية والأدبية.