العدد 4129
الإثنين 03 فبراير 2020
ساحلُ “المعابد”!
الإثنين 03 فبراير 2020

تدور مفردة الترويح – وفق أدبيات اللغة - حول معاني السعة والفسحة والانبساط وإدخال السرور على النفس وإنعاش الروح وإحياء القوة عندما يقوم الفرد أو مجموعة من الأفراد بمزاولة نشاط هادف أو جهد ممتع في أوقات الفراغ من أجل تحقيق التوازن وتنفيس النفس وتجديد الهمّة وتنويع النشاط في ضوء جملة من القيم والمبادئ التي يُؤْمنُ بها، خصوصاً أنّ الترويح عن النفوس مطلوب؛ لأنّ القلوب تَكلّ وإذا كلّت عَمِيَتْ!

تظل صناعة الترفيه Entertainment الذاتية جزءا أساسيا من تشكيل حياة الإنسان وتلعب دوراً مهماً في تشكيل احتياجاته الجديرة بالاهتمام على مستوى فهم مكونات ثقافاتها الإنسانية وأبعاد خبراتها المجتمعية، على اعتبار أنّ “الفراغ وقود الترفيه” الذي يستجلب مضامين المتعة والمنفعة والتسلية والإمتاع، لاسيما في جغرافية السواحل التي تُشكل عامل تحفيز وجذب وإنعاش للبناء الاجتماعي والنفسي وتفريغ الانفعالات وتخليص الهموم وتخفيف الضغوطات بعد أنْ جُبِلَتْ النفس (الإنسانية) على المراوحة بين الراحة والاستجمام، وهو ما يُترجمه بصورة عملية بائنة “مشروع المخطط الهيكلي الاستراتيجي الوطني لمملكة البحرين 2030م” الذي يؤكد أهمية تأهيل الواجهات البحرية المُتاحة للجمهور في جميع أنحاء البحرين.

ومثالاً لا حصراً، تكاد تكون قرية باربار – أو ما أُشِيْع عنها بأنها “أرض المعابد” كجزء من ثقافة دلمون القديمة – واحدة من قرى شمال غربي البلاد التي تعني “ساحل الساحل”، إلا أنّ ساحلها الوحيد الذي ينتظر حصته من التأهيل بالرغم من اكتمال مخططه ووعود تنفيذه لأكثر من عشر سنوات خلت! ظلّ مُفتقرا حتى يومنا هذا لأدنى الخدمات التي امتزج – بأسفٍ - برها ببحرها استجابةً لمتطلبات الطغيان السكاني، خصوصاً مع استقطابه عشرات العائلات من قاطني القرية والمقيمين الذين يتأملونه مضماراً لممارسة متنوع الرياضات بساحة ألعاب ومسطحات خضراء ودورات مياه ومواقف سيارات من جانب، ومن جانب آخر كمعلم حضاري تُراعى فيه مُستَوجبات التنمية الطبيعية المستدامة.

نافلة:

يتوالى بين الفينة والأخرى، أنْ يكشف وزيرٌ هنا أو مسؤولٌ هناك لوسائل الإعلام المحلية عن خطط تطوير الواجهات البحرية وإطلاق المناقصات ومنح العطاءات وإجراءات الترسية لتدشين السواحل واستغلالها سياحياً بعد إضفاء القيمة الجمالية والفنية عليها في مختلف أنحاء مملكتنا الحبيبة، بينما ساحل قرية (المعابد) اليتيم الذي تَغَنّى به الأقدمون؛ يبقى بعيداً عن خطط التطوير المستقبلية حتى إشعار آخر! بل إنّه لم يلقَ حتى الآن حَظْوَةَ غيره من السواحل القريبة كالدراز أو البديع في إعادة التأهيل بمشاركة القطاع الخاص وفق أدنى التقديرات!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية