قال لنا سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه ذات يوم في مجلسه العامر: (من حقنا حماية بلدنا وأن لا نفتح الأبواب على مصراعيها لكل من هب ودب تحت مسميات الحريات والديمقراطية... والسؤال لماذا التركيز على الأمة العربية بهذا الشكل؟).
أجل، سؤال قوي يقدم لنا الصورة من كل أطرافها والأفكار المتصلة مترابطة الحلقات لما يحدث ماضيا وحاضرا ومستقبلا، فالملاحظ أن الأنظمة الغربية تتدخل دائما في شؤوننا الداخلية، وتدس أنفها في كل صغيرة وكبيرة تحت ذريعة القلق على حقوق الإنسان والديمقراطية ومثل هذه المسميات التي تفوح منها رائحة “الاستعمار الجديد” والغارات الناعمة المنظمة ضد الدول العربية، فلو أجرينا إحصائية عن تدخل الأنظمة الغربية في شؤون الدول العربية والعكس، أي تدخل الدول العربية في شؤون الدول الغربية، لخرجنا بنتيجة تحدد المحتوى والمنطق وهي “صفر على عشرة”، فالأمة العربية تتبع سياسة حكيمة وأسسا واضحة ولم تتدخل في شؤون الغرب، وكانت ولا تزال مخلصة في التعاون مع الأنظمة الغربية، بينما الغرب مازال يستخدم الحيلة والخبث والسعي الدؤوب لتخريب مجتمعاتنا بالاستعانة بالعملاء والمرتزقة الذين يطلق عليهم مسمى النشطاء الحقوقيين وبقية جوقة الانحراف.
كل يوم تخرج علينا دولة غربية وتتدخل في شؤوننا الداخلية ويثرثر مسؤولوها عن حقوق الإنسان وأنهم سيكونون وصلة خير في خلق المواطن المحب لدولته، يتدخلون في كل شيء، في الأطفال والشباب والمرأة والمجتمع والوطنية والديمقراطية والعمل والاقتصاد، المهم عندهم الوصول إلى الأهداف بأكثر من رافد وصفحة، وإذا تحرينا الحقائق رأينا أن الكثير من الدول الغربية التي تثرثر على مسامعنا عن حقوق الإنسان وتتدخل في شؤوننا الداخلية لديها سجلات سوداء في حقوق الإنسان ومشاكل لا حصر لها تتعلق بالعنصرية والتمييز والمواطن عندهم ليست له حرية أو كرامة.
لماذا التركيز على الأمة العربية بهذا الشكل؟ إنه نهج وآيديولوجيا في دروب السياسة، لكن طالما الأمة العربية فيها القائد ورافع رايات المجد سيدي سمو رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه ستكون بخير وأمان وقلعة راسخة تتحطم عليها المؤامرات.