+A
A-

انطلاق مؤتمر ومعرض "كيو أس" الدولي لتميز الجامعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

تحت رعاية وزير التربية والتعليم ورئيس مجلس التعليم العالي الدكتور ماجد بن علي النعيمي انطلق في المنامة اليوم الاثنين المؤتمر الاستراتيجي السنوي الثامن للشرق الأوسط وإفريقيا لتعزيز التميز الجامعي بجميع أشكاله بفندق الخليج وتنظمه مؤسسة كاكاريللي سيموندس (كيو أس)، المؤسسة العالمية الرائدة في التصنيفات العالمية للجامعات، وتشارك فيه الجامعة الأهلية بوصفها شريكاً منظماً وجامعة البحرين بوصفها شريكاً استراتيجياً في المؤتمر.
ويبحث 200 من العلماء وقيادات التعليم والأكاديميين والباحثين خلال المؤتمر الذي يستمر يومين العناوين الأساسية في الاعتماد الأكاديمي والاعتراف العالمي وتدويل التعليم وضمان الجودة وريادة الأعمال
ويناقشون في جلساته الحلول والبدائل المطلوبة في التعليم الجامعي وسياساته الاستراتيجية في ظل تسارع تطور التكنولوجيا والتحولات.
واستهل المؤتمر، رئيس اللجنة الدولية الاستشارية لمؤتمر كيو أس الدولي لرواد التعليم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (كيو أس ميبل) الدكتور كيفن داوننج، الذي لفت إلى أن هذا المؤتمر يأتي بنسخته الثامنة لمناقشة محاور جوهرية مهمة تتعلق بالتعليم، منوهاً إلى أن اختيار مملكة البحرين يأتي نتيجة العلاقة الوثيقة التي تربط مؤسسة كاكاريللي سيموندس (كيو أس) بجامعة البحرين والجامعة الأهلية.
واختتم رئيس المؤتمر كلامه، بأن مؤتمر كيو أس ميبل الثامن والذي يجمع معا العاملين في قطاع التعليم العالي من جميع أنحاء العالم، وخاصة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يأتي في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تطورا ملحوظا في هذا المجال.
وقالت المدير التنفيذي لمؤسسة كيو أس الدكتورة ماندي موك بأن مملكة البحرين تعد وجهة رائدة في مجال المؤتمرات والمعارض في منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن تمتعها بموقع استراتيجي وتواصل عالمي قوي وبيئة مرحبة بالزوار الدوليين. بالإضافة إلى أن البحرين تقدم لمحة مستقبلية عما ستكون عليه بعد النفط في الشرق الأوسط.
وأضافت الدكتورة ماندي "إن الطريق نحو التنويع الاقتصادي وبناء اقتصاد المعرفة الذي اتبعته البحرين منذ عدة عقود، يتبعه الآن جيرانها الأكبر حجما، بما في ذلك المملكة العربية السعودية. ولذلك، فإن البحرين لديها الكثير من التجارب والخبرات حول التحديات والفرص المتاحة للانتقال من نموذج اقتصادي قائم على الموارد إلى نموذج اقتصادي قائم على المعرفة.
ونوه الرئيس المؤسس للجامعة الأهلية ورئيس مجلس أمنائها البروفيسور عبد الله الحواج "أنه وفور الدخول في زمن العولمة يجب على الجامعات الالتزام بمواكبة التغييرات السريعة للساحة الأكاديمية عالمياً ليكونوا في نفس الخط مع الاحتياجات المعاصرة للمجتمع والقادرة على البقاء على صلة مع طلابنا المستقبليين." 
وأضاف "نحن نعيش في عالم ديناميكي خاضع للتغيير غير المتماثل، ويجب أن تكون الجامعات قوية بما فيه الكفاية، مع وجود أنظمة تشغيلية لإعادة وضع المؤسسة في مهلة قصيرة، للتكيف من أجل الاستمرار في أن تكون ذات صلة بالمجتمع ككل لخدمة الجامعة".
وقال في ضوء هذه الديناميكية، ينعقد مؤتمر QS-MAPLE بهدف تسليط الضوء على التعليم العالي باعتباره محركاً لتنمية رأس المال البشري اللازم لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي في الشرق الأوسط وأفريقيا تحقيقا للتطلع إلى التحول الكامل لاقتصاديات المعرفة.
وأوضح الحواج أن البحرين تستضيف هذه القمة للمرة الأولى بحضور أكثر من 200 مشارك من 40 دولة وأكثر من 70 جامعة. وتسعى جميع الجامعات المشاركة في هذا المؤتمر باستمرار إلى تحقيق الأهداف التالية: النهوض بحياة الأفراد من خلال الحصول على التعليم العالي وبالتالي تحسين مستوى المعيشة في المدارس، وتكليف الخريجين الفنيين المؤهلين القادرين على تلبية احتياجات سوق العمل على المستويين المحلي والإقليمي، وتشجيع ريادة الأعمال من خلال أحدث البحوث الهادفة إلى تحفيز الابتكار والاكتشاف، ووقود المشاريع المستقبلية ودعم المجتمع من خلال تقديم الخدمات له، وتعزيز القدرات الفنية والمهارات المهنية، والانخراط في البحوث وتوليد الابتكار لدفع الاقتصاد إلى المرحلة التالية من التنمية، ومعرفة الاقتصاد.
وشدد الحواج على أن الجامعات تواجه العديد من العقبات في سبيل تلبية المطالب الحالية والمستقبلية المفروضة عليهم، في سعيهم نحو التميز في السمعة وتلبية متطلبات اعتماد مؤسساتهم. و لمواجهة هذه التحديات، يجب الاستجابة مع الأدلة التي توثق التنمية المؤسسية.
وفي تصريح لوكالة أنباء البحرين، أكد رئيس الجامعة الأهلية البروفيسور عبدالله يوسف الحواج بأن هذا المؤتمر يهتم بالجودة وبتصنيف الجامعات، وأن شركة كيو أس تعد أحد أفضل أربع شركات موجودة في العالم لتصنيف الجامعات مشدداً على أن المؤتمر يعتبر حدثا كبيراً تستضيفه الجامعة الأهلية بالتعاون مع جامعة البحرين في نموذج مثالي للشراكة الاستراتيجية بين الجامعتين.
وأشار الحواج إلى أن هذا الكم من المشاركين، من خلال طرح أوراق العمل والتعارف وتبادل الخبرات،بالإضافة إلى التقدير الكبير الذي تكنه كبرى المؤسسات التعليمية لمملكة البحرين تؤكد على تموقع البحرين على خارطة العالم في مجال التعليم. 
ودعا البروفيسور الحواج الطلبة والطالبات إلى حضور هذا المؤتمر المهم، موضحا أن حضورهم ضروري لأنهم سيتعلمون الكثير من هذا الحدث الكبير. مما يؤكد على ان مملكة البحرين بالرغم من صغر حجمها استطاعت بفضل طموحاتها الكبيرة تحقيق الكثير بفضل القيادة الرشيدة ودعم من الحكومة الموقرة.
وعبر الدكتور رياض يوسف حمزة رئيس جامعة البحرين عن سعادته باستضافة البحرين لهذا المؤتمر الذي تتشابه أهدافه مع رؤية 2030 من خلال الاقتصاد المبني على المعرفة و الابتكار التكنولوجي و القوة العاملة المرنة، مضيفاً أن مملكة البحرين اطلقت في عام 2014 الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي ليحصل الطلبة على أفضل تجربة تعليمية ممكنه.
وأضاف الدكتور بأن قطاع التعليم العالي في البحرين شهد تطوير شراكات محلية ودولية من خلال اتفاقيات وبرامج بحثية مشتركة"، مشيراً إلى أن استضافة هذا المؤتمر ما هو إلا دليل على القفزات التي يحققها قطاع التعليم العالي لإعداد الطلاب وتدريسهم.
وأشار الدكتور رياض إن المؤتمر الذي يحمل شعار "التميز الجامعي بجميع أشكاله" يأتي في وقت يتحرك فيه العالم بسرعة عالية في التغير التكنولوجي، وان التقدم في التعلم والتشغيل الآلي يضع الملايين من فرص العمل في خطر خلال العقد المقبل؛ لذا يجب على الجامعات إعداد الطلاب للعمل والتركيز على تعليم الطلاب كيفية التعلم ليس لبضع سنوات بل لمدى الحياة.
وخلال الجلسة الرئيسية الأولى للمؤتمر أكدت د. جواهر المضحكي الرئيس التنفيذي لهيئة ضمان جودة التعليم والتدريب على مفهوم التعلم مدى الحياة والجودة في التعليم الجامعي من خلال الالتزام بالمعايير والأسس العالمية وحوكمة التعليم، والبحث العلمي ومصادر المعلومات.
وأشارت د. جواهر إلى بعض التحديات التي تواجه التعليم العالي من بينها الطلب المتزايد على التعليم العالي في ظل ضعف المجاراة والمواكبة، وارتفاع معدلات الانقطاع عن الدراسة الذي يعد مضيعة لوقت الدارسين وإحباطاً لهم، مشددة على أهمية إتاحة الفرص للطلاب للابتكار بطريقة آمنة في عملية التعليم متصلة بالواقع.
وأعرب أمين الشرقاوي المنسق المقيم للأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تصريح لوكالة أنباء البحرين (بنا) أن نمط الحياة يتغير بدخول عنصر المعلومات وأمور الأنترنت والذكاء الاصطناعي والذي يغير بدوره النمط الاقتصادي، مشيراً إلى أن سرعة التغيير الغير معتاده توجب مواكبتها من خلال تغيير المناهج التعليمية وإدخال عنصر المعلوماتية في كل التخصصات.
وأضاف الشرقاوي بأن سوق العمل مرتبط على قدر كبير من المعلوماتية لخريجي الجامعات، حيث أن هذه المعلومات تزود الطلبة والطالبات بالمهارات اللازمة، منوها بأن النمو الاقتصادي القائم الآن على القطاع الخاص يوائم نفسه سريعاً على الفرص المتاحة له، ويتطلب مهارات معينة.
وأوضح المنسق المقيم للأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بأنه يجب أن يحصل تغيير في توصيل المهارات إلى الأفراد، مشدداً على ضرورة البدء الآن في التغيير في المناهج بإدخال عنصر المعلوماتية إليها، منوهاً بأن مملكة البحرين تخطو خطوات قيادية في هذا المجال مما جعلها نموذجاً لبعض الدول.
ويهدف المؤتمر إلى مناقشة أوضاع التعليم في العالم ومساعدة الجامعات الرائدة في المجتمعات الشرق أوسطية والشمال الإفريقية من خلال إنشاء الشراكات العالمية، ودعم عمليات التقييم ورفع مستوى مؤسسات التعليم العالي في هذه المناطق لتصل إلى العالمية.
ويشارك فريق عمل وحدة التميز في التعليم ومهارات القيادة بجامعة البحرين، بثلاث ورقات عمل في المؤتمر حيث شكَّل برنامج التدريب وهو شهادة الدراسات العليا في الممارسة الأكاديمية (PCAP) المطروح عبر وحدة التميز في التعليم ومهارات القيادة بجامعة البحرين، جزءاً من مبادرات الجامعة لتطوير أعضاء هيئة التدريس (FD) منذ عام 2006م، كجزء من تنفيذ خطة الجامعة الاستراتيجية. وقد نتج عنه أكثر من 160 خريجاً هم حالياً جزء من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة. كما ركزت الدِّراسة الحالية على بحث تأثير وفاعلية هذا البرنامج على مهارات أعضاء هيئة التدريس التعليمية، منذ انتهائهم من البرنامج. وقد أجريت استبانة عن أهمية المشاركة في هذا البرنامج وتأثيره في حياتهم المهنية. و تظهر النتائج الرضا العام وتأثيره الكبير في ممارسة التدريس في جامعة البحرين.
أما الورقة الثانية التي تشارك بها الوحدة فهي بعنوان مساهمة برامج تطوير الهيئة الأكاديمية في تطبيق الخطة الاستراتيجية لجامعة البحرين، وهي من إعداد الدكتورة سناء المنصوري كباحث رئيس، ومشاركة كل من الدكتورة حياة عبدالله يوسف، والدكتورة زينب علي محمد. ومحور هذه الورقة يدور حول ما اعتمدت عليه جامعة البحرين خلال العقد الماضي من نهجين مختلفين في برامج التّطوير المهني لأعضاء هيئة التدريس، وذلك تحقيقاً للركيزة الأولى في خطتها الاستراتيجية.
وتقارن هذه الدراسة بين هذين النهجين اللذين يتم طرحهما حالياً عبر وحدة التميّز في التعليم ومهارات القيادة بجامعة البحرين، من حيث أسباب إقبال أعضاء هيئة التدريس عليهما ومدى الاستفادة منهما وفاعليتهما وإسهامهما في إحداث تغيير إيجابي في أساليب التدريس، كما تعتمد الدراسة على استخدام استبانة تظهر وجهة نظر المشاركين في هذين المسارين.
وتشارك الوحدة بورقة علمية عنوانها "توظيف البحث الإجرائي كوسيلة للتطوير المهني في التدريس الجامعي: شواهد من واقع الممارسة الأكاديمية لأعضاء من هيئة التدريس بجامعة البحرين"، وهي من إعداد الدكتور حسن الوادي، كباحث رئيس، ومشاركة كل من الدكتورة زينب علي محمد، والدكتورة حياة محمد علي.