+A
A-

مطر عبدالله: الأغنية الشعبية مثل النجمة الثابتة في السماء لا تسقط

مطر عبدالله.. فارس من فرسان الأغنية البحرينية الشعبية وأحد أبرز شعراء العامية الذين كانت لهم بصمات واضحة في مسيرة الفن البحريني الشعبي الأصيل في فترة السبعينات. كتب أغان كثيرة لرواد الفن منهم احمد الجميري ومحمد علي عبدالله وحسن عراد، وعبدالواحد عبدالله، وهبة عبدالله، وشمة الخضارية، وجعفر حبيب ومحمد المحرقي وإبراهيم راشد وغيرهم.

مطر يعيش حاليا منعزلا عن الساحة راضيا بالواقع مكتفيا بموقف المتفرج والجلوس على الهامش.

"البلاد" التقت بالشاعر الغنائي مطر عبدالله ونبشت في ذاكرته عبر هذا اللقاء:

 

ما قصة أغنيتك الشهيرة "هلا باللي لفاني يا هلا به"؟

لهذه الأغنية قصة طويلة ولكني سأختصرها لكم، كل ما في الأمر هو ان الباحث راشد المعاودة وعندما كان في وزارة الاعلام كلفني بكتابة وتلحين اغان للفنانة الشعبية شمة الخضارية ومن ضمنها أغنية "هلا باللي لفاني يا هلا به" وايضا اغنية "وداعة الله لا تسيء الظن فيني" واغنية "عديل الروح ربي به بلاني" وقلت للفنانة شمة حينها "لا تغنينها في لعروس" ولكنها غنتها بالرغم من قيامنا بعمل البروفات والتجهيزات اللازمة لتسجيلها، كما قلت للفنان الشعبي ابراهيم مسعد رحمه الله نفس التوجيه ومن ثم دارت الايام وسافر ابراهيم مسعد الى القاهرة والتقى بالفنان القدير احمد الجميري والذي بدوره قال لبنمسعد انه استمع الى اغنية فلكلورية جميلة ويريد التغني بكلماتها وبالفعل قام بذلك وتم تسجيلها في القاهرة. لا اريد ان اطيل ففي نهاية المطاف عرف مطر عبدالله بأنه صاحب كلمات تلك الاغنية وملحنها ولكن الظروف لعبت دورا والتقيت بعدها بالفنان الجميري وبدأنا المشوار معا واتضحت الرؤية بالنسبة لكاتب وملحن "هلا باللي لفاني يا هلا به".

ولتوضيح المسألة بأكثر دقة ننقل للقارئ تصريحا للفنان القدير أحمد الجميري لجريدة الأنباء الكويتية العام 2015 يقول الجميري: كنت مرة في أحد الأعراس وسمعت أغنية من مطربة شعبية تغنيها ضمن فرقتها على الايقاعات الشعبية، فراق لي لحن الأغنية ولكن لم أتبين كلماتها، وفكرت في تحديثها وغنائها مع فرقة موسيقية وبصورة فنية مطورة وطلبت من الشاعر الشيخ عيسى بن راشد أن يكتب لي كلمات لها على الوزن نفسه، فكتب لي الكلمات المطلوبة.

ويواصل الجميري: ولما كنت في القاهرة لتسجيل الأغنية ومعي بعض عازفي الايقاعات الشعبية البحرينيين، نبهوني الى أن هذه الأغنية ليست من التراث كما كنت أظن، بل ان لها ملحنها وكاتب كلماتها وهو حي يُرزق واسمه مطر عبدالله.

أسقط في يد الجميري واحتار ماذا يفعل فاتصل بالشيخ عيسى يعتذر عن عدم تسجيل الأغنية بعدما تبين له أن للأغنية صاحبا وأنها ليست من التراث، ولكن الشيخ عيسى وبظرفه المعهود ألحّ على الجميري بتسجيلها وسيجد لذلك مخرجا.

فسجل الجميري الأغنية مع الفرقة الموسيقية ونسب لحنها لصاحبها وهو مطر عبدالله ولكن بكلمات الشيخ عيسى بن راشد.

ولما انتشرت الأغنية ونجحت بصوت الجميري بعدما كانت مغمورة، احتج مطر وهو مؤلف الأغنية الأصلية وملحنها أيضا، فجرت تسوية الخلاف بأن اقترح الشيخ عيسى أن يتم تسجيل الأغنية في احدى الجلسات الغنائية التلفزيونية بصوتي الجميري ومطربة شعبية اسمها شمة الخضارية على أن يغني الجميري الكلمات التي صاغها الشيخ عيسى وتغني الخضارية كلمات مطر.

وهذا ما تم فعلا فهذه الأغنية موجودة بثلاثة تسجيلات أولها بصوت شمة وكلمات مطر، والثانية بصوت الجميري وكلمات عيسى بن راشد، وثالثة مشتركة بين الجميري وشمة وبكلمات الشاعرين مطر عبدالله وعيسى بن راشد.

 

من المطربين الذين غنوا من كلماتك؟

الكثير، منهم احمد الجميري ومحمد علي عبدالله وحسن عراد، وعبدالواحد عبدالله، وهبة عبدالله، وشمة الخضارية، جعفر حبيب ومحمد المحرقي وابراهيم راشد.

 

ما الفرق بين صناع الكلمة الجميلة في السبعينات وذلك الزمن الجميل وبين كتاب الاغنية اليوم؟

الفرق كبير جدا، في تلك الفترة كانت اللهجة البحرينية الشعبية المعروفة والمحببة هي سيدة الموقف كما ان الاغاني كانت قوية بكامل اركانها، اما اليوم فحدث ولا حرج.

 

وهذا يقودنا الى سؤال آخر.. ما عيوب الأغنية البحرينية الحديثة؟

دعني اشبه لك الوضع.. الاغنية الحديثة كالنجم الذي يتهاوى بسرعة.. يعني النجمة اللي "تخر" وتنسى في لحظات، اما الاغنية الشعبية القديمة فهي كالنجمة الثابتة في السماء، تظل لأجيال واجيال ولا تنسى ابدا.. هذا هو الفرق، وكما يقول المثل "عتيج الصوف ولا يديد البريسم".

 

وماذا عن ديوان الشعر؟

للأسف انا كسول نوعا ما بالرغم من تحضيري لديوان شعري باسم "نهام الغرام" يضم مواويلا وزهيريات.

 

هل تقرأ لشعراء وكتاب الأغنية من الشباب؟

لا أحب اسلوبهم في الكتابة.

 

ما كلمتك للشباب؟

حافظوا على الأغنية البحرينية الاصيلة وتراثنا الغني.

 

ما أمنية مطر عبدالله؟

ضاعت الأماني وانتهت!