+A
A-

أطفال سوريا يعانون ضعف النظر بسبب العتمة والمذاكرة بالظلام

-        رفضت وضع خوذة على رأسها وارتداء الملابس الواقية

-         البرد قارس والكهرباء غير متوفرة والمياه شديدة البرودة

-        مشاكل النظر والسمع صارت شائعة

-        هرّبت الحلويات والجوكليت لأطفال وقهوة لطبيبة

 

استضاف الاتحاد النسائي البحريني الأمين العام بالوكالة للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) خولة مطر للحديث عن تجربتها في مناطق النزاع في سوريا، والتي استحقت عليها جائزة الأمم المتحدة في "الشجاعة".

وحمل اللقاء عنوان "البحرينية الشجاعة في دوائر الصراع". وشهدت الفعالية حضورا كبيرا.

وتحدثت مطر عن التجربة الإنسانية التي خاضتها بالمناطق التي تشهد آنذاك قصفاً متواصلاً من الجهات المتصارعة المختلفة، والتقائها بالمدنيين والنساء والأطفال فضلاً عن الفصائل المسلّحة في هذه المناطق.

خولة التي كانت تتنقل هناك بمعية وفد الأمم المتحدة في سيارات مصفّحة، رفضت الالتزام بوضع الخوذة على رأسها وارتداء الملابس الواقية التي طلب منهم ضرورة الالتزام بها حماية لحياتهم، قالت: لست أفضل من السوريين هنا، وما يصيبهم يصيبني، وهكذا تبعها باقي الوفد بفعل الشيء نفسه.

 

الفصائل المسلحة

تحدثت خولة عن الفصائل المسلّحة الكثيرة التي التقتها في سوريا، وهي تنظيمات مختلفة وجميعها تعتبر نفسها إسلامية تدافع عن الاسلام، لكن الخلافات بينها شديدة، وتفيد أنها بتراكم تجاربها ولقاءاتها بهم، وبعد دخولها إلى حمص وحلب، وجدت أن "الفوارق ليس لها علاقة بالدين ولا الحريات وحقوق الإنسان"، وأعقبت: "لكن لأن هذه الفصائل تحصل على أموال بشكل وبآخر، فهي قادرة أن تقوم بالكثير".

وأشادت بالدور الكبير الذي يلعبه المعلمون والطلاب  رغم الظروف الأمنية والأوضاع الصعبة بشكل عام.

وقالت: البرد في سوريا قارس، والكهرباء غير متوفرة والمياه شديدة البرودة ومع ذلك الجميع ملتزمون بالدرس والحضور، وأمنياتهم فقط أن يتوقف القصف ليكملوا.

وتحدثت مطر عن الأطفال الذين صاروا يبدون أصغر سناً من أعمارهم بسبب ضعف نموهم جراء الجوع، والأطفال الذي يعانون من ضعف النظر بسبب العتمة والمذاكرة في الظلام، والذين يعانون من مشاكل في السمع بسبب أصوات الانفجارات.

 وأشارت أن مشاكل النظر والسمع صارت شائعة في هذه المناطق.

وروت عن أحد الأطفال بقى ممسكاً بيدها خلال إحدى جولاتها، وهو يقول لها: أريد أن أقول لك شيء لوحدك، ثم وشوش لها في أذنها سائلاً إياها أن تحضر معها في المرة القادمة بطارية من أجل سماعة أذن أخته.  

 

تهريب الحلويات

وروت مطر بعض تفاصيل تهريبها لبعض المواد الغذائية البسيطة التي طلبها منها الأطفال مثل الحلويات والجوكليت، والقهوة التي طلبتها منها إحدى الطبيبات هناك.  

وكان الدور الموجه الذي مارسه الإعلام العربي والأجنبي هو أحد الأمور التي عايشته خلال تجربتها هناك.

وسئلت عن وجود داعش ضمن الفصائل المسلحة، قالت مطر: داعش ليست واحدة، بل هناك دواعش. كل داعش مختلفة وكل تنظيم في منطقة مختلفة، وهناك جماعات مسلحة رفعت علم داعش فقط لأنها لم تجد تمويل.

وتابعت: في اليرموك من يقود داعش عرف عنه أنه كان حرامي صغير واعتقل أكثر من مرة وله قصة طويلة، لكنه في لحظة ما في اليرموك انتمى إلى النصرة، ثم حصار بينه وبينهم نزاع بعد أن قتلوا بعض رفاقه بحسب قوله، فوجد نفسه يرفع علم داعش، ووصلته الأموال والتمويل رأساً".

وأكملت: "كثير من المسلحين والدواعش هم شباب عانوا من إحباط شديد في دولهم، وهم ليسوا فقط من سوريا هناك تركمان وشيشان وجنسيات من كل مكان".

وأردفت: "تحدثنا مع مصري من داعش في الرقة وهو من أمرائهم، قال لنا: كنت في قريتي في مصر لا أحد. أنا الآن أمير. وفي منطقة "القريتين" في حمص، عينت داعش أمير تونسي بعد أن استولت عليها".