+A
A-

صغار "الشارقة القرائي للطفل" يصممون "حدائق خرافية"

فتحت أولى فعاليات الدورة الـ 15 من "مهرجان الشارقة القرائي للطفل"، الباب أمام زواره الصغار لاكتشاف جماليات فن تزين الحدائق وتصميمها، حيث جمعتهم في ورشة حملت عنوان "الحدائق الخرافية" ووفر لهم عناصر طبيعية من الصخور والأعشاب والرمال ليعلمهم مهارات تصمم حدائق مصغرة بأساليب مبتكرة وتقنيات بسيطة.
وشرَعَ الأطفال المشاركون في الورشة بتنفيذ مجسمات الحدائق، حيث وضعوا الصخور في أوعية زجاجية شفافة، وبدأوا يضيفون طبقات من القش، والعشب الأخضر، وأخيراً الزهور الملونة، لتُنتج في النهاية نموذجاً مُبسّطاً لحديقة مثالية.
وقالت سارة مزهر، مقدمة الورشة: "تستهدف الورشة تعليم الأطفال الزراعة وفن التزيين من خلال وضع ما يتخيلونه بداخلها واختيار الألوان المناسبة لها؛ فبعضهم يكتفي بالأخشاب والأشجار، وآخرون يضعون فراشات وورود" لافتة إلى أن هذا النوع من الورش تتيح للأطفال الانطلاق بخيالهم إلى صور ذهنية متعددة.
 

أطفال يخوضون رحلة في "مدينة الروبوتات"
جذبت ورشة عمل "مدينة الروبوتات" التي أقيمت ضمن فعاليات اليوم الأول من مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2024، عدداً من الأطفال الشغوفين بفن تصميم وبرمجة الروبوتات.
وبدأت الورشة بالتفاف الأطفال حول موائد مستديرة، وأمام كلٍّ منهم جهاز حاسوب متصل بشريحة إلكترونية مضيئة، استعداداً لخوض رحلة للعمل كـ"مهندس برمجة" يختصّ بتصميم وإدارة الروبوتات، حيث ركّزت الورشة على الفارق بين الروبوتات المرتفعة التي تمشي وتتحدث، والروبوتات الصغيرة التي تعمل بالضغط.
وشهدت الورشة تفاعلاً كبيراً من الأطفال الذين أبدوا سعادتهم لخوض التجربة، إذ استخدموا برنامجاً مخصصاً على أجهزة الحواسيب لبرمجة شرائح إلكترونية المضيئة، تتيح لهم تنفيذ رسوم متحركة "أنيميشن"، أو ألعاب مثل "حجر – ورقة – مقص" وغيرها.
وقالت مُقدّمة الورشة صفاء الرمّال، إن ورشة "مدينة الروبوتات" تستهدف تعريف الأطفال بأحدث التكنولوجيات المطلوبة في سوق العمل ومن أبرزها تصميم وصناعة الروبوتات، باعتبارها أداة مستقبلية تعتمد عليها مختلف الصناعات والوظائف، موضحة أنها متاحة للأطفال من سن 8 سنوات فيما فوق، حتى يتمكنوا من فَهم الموضوع وتنفيذه.
وأشارت إلى الاعتماد على أجهزة الحواسيب عبر برنامج متخصص، لإدارة شريحة إلكترونية وبرمجتها مثلما تتم برمجة الروبوتات تماماً، إذ يمكن للأطفال تنفيذ رسوم متحركة "أنيميشن" أو ألعاب مرسومة بالأضواء على تلك الشريحة الإلكترونية، لافتة إلى أن الهدف الرئيسي منها تعزيز الجانب الخاص بحلّ المشكلات وتجهيز الأطفال لوظائف المستقبل.

"بوصلة ابن ماجد" ​
في أجواء مفعمة بالحماس والمعرفة، أقبل الأطفال على ورشة "بوصلة ابن ماجد"، ضمن فعاليات الدورة الـ15 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، حيث انغمسوا في عالم الاستكشاف والإبداع؛ فمن خلال أدوات بسيطة معاد تدويرها بدأوا في صنع بوصلاتهم الخاصة، وبينما هم يتعلمون كيفية صنعها، كانوا يتعرفون أيضاً على أهمية الاستدامة والحفاظ على البيئة.
أشرف على الورشة المدربان المعتمدان رهام الحداد وإسماعيل الأحمد، حيث قدما للأطفال تجربة تعليمية تفاعلية ممزوجة بالمرح والتشويق، فبينما كان الأطفال يجمعون الأجزاء ويضعونها معاً، فهموا كيفية عمل البوصلة وتحديد الاتجاهات، ومع كل قطعة توضع، كانوا يزدادون فضولاً لاكتشاف المزيد.
لم تكن ورشة "بوصلة ابن ماجد" مجرد جلسة لتعليم الأطفال كيفية صناعة البوصلة أو طريقة عملها في تحديد الاتجاهات، بل كانت كذلك بوابة لعالم واسع من المعرفة، ورحلة عبر الزمن لاكتشاف علم البحار؛ حيث اطلع الأطفال على تاريخ صناعة البوصلة ودور العرب في تطويرها، وسمعوا من المشرفين على الورشة قصة البحارة العربي أحمد بن ماجد، ودوره الرائد في علم الملاحة والاكتشافات البحرية التي استفاد منها العالم.

فنون الأزياء تجمع أطفال الشارقة القرائي
انطلق الأطفال الصغار من زوار "مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2024" في رحلة إلى عالم الخياطة وتعرفوا على أساسيات الحياكة والتزيين، وطريقة تصميم علامة تبويب كتاب Bookmark أنيقة وعصرية بأسلوبهم الخاص، وكيفية استعمال الإبرة والخيط بطريقة آمنة، مع استخدام مخيلتهم وأفكارهم المبتكرة لتزيين تصاميمهم بالملصقات الملونة والبراقة.
جاء ذلك في ورشة عمل بعنوان "مقدمة عن الخياطة"، استضافتها منصة "موضة وأزياء"، في أول أيام الدورة الـ15 من "مهرجان الشارقة القرائي للطفل"، الذي يقام حتى 12 مايو في "مركز إكسبو الشارقة" تحت شعار "كن بطل قصتك".
وتعلّم الأطفال كيفية استخدام الخيوط الصوفية الملونة لخياطة أقمشة علامة تبويب الكتب، وطريقة عقد الخيوط وقصها بالمقص بشكل آمن، ثم تزيين علامات التبويب بملصقات ملونة تحمل أشكالاً مختلفة كالورود والفراشات والقلوب والنجوم، والتقط الأطفال صوراً تذكارية مع التصاميم التي صنعوها واحتفظوا بها بعد انتهاء الورشة.


أدباء ومختصون أكاديميون يدعون لتحويل شعر الأطفال إلى هدف تربوي
استضافت فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل كلاً من الكاتب الإيرلندي ليام كيلي، والكاتب الأردني محمد جمال عمرو، في جلسة نقاشية حول أهمية الشعر وكيفية الاستفادة منه كأداة تربوية تعزز تفاعل الأطفال وتطور تجربتهم التعليمية.
جاء ذلك في جلسة نقاشية، أدارتها علياء المنصوري، واستضافت كلاً من الكاتب الإيرلندي ليام كيلي، والكاتب الأردني محمد جمال عمرو.
وجّه المتحدثون خلال الجلسة التي أدارتها علياء المنصوري، الدعوة إلى تبني شعر الأطفال في المدارس والإستفاده من خيارات وتقنيات التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، لبناء علاقة الصغار مع الشعر.
وقال ليام كيلي، مدرس المرحلة الابتدائية الذي كتب سلسلة "وليام القلِق"، المبنية على قصة حياته عندما نشأ في بلفاست بإيرلندا الشمالية، بهدف مساعدة الأطفال على التغلب على القلق والتوتر: "نحتاج إلى التكنولوجيا لتعليم الشعر في الوقت الحاضر، فالجانب البصري يعزز جاذبية الشعر، لا سيما أن الأطفال لا يحبون التحدث أمام الآخرين بشكل مباشر في العادة، ومن خلال استخدام الأجهزة، وأدوات وسائل التواصل الاجتماعي، والمنصات الصوتية والمرئية، سيكونون في وضع أفضل للتعبير عن أنفسهم، ونحن كآباء يتوجب علينا الاستعداد لتقبل هذه المنصات التي ستصبح بمثابة العرف السائد خلال خمس سنوات".
وأضاف كيلي: "الشعر موسيقى يحب الأطفال تشغيلها والاستماع إليها في أذهانهم، ولهذا ينبغي لنا أن نتركهم أحراراً، وندعهم يتحدثون ويعبّرون، ونمنحهم الأدوات اللازمة لعمل ذلك، فأنا شخصياً أحب الشعر وأريد من الأطفال أن يحبوا الشعر تماماً كما أحبه".
وفتح ليام كيلي، الذي تعهد بالتبرع بكافة عوائد سلسلة "وليام القلِق" إلى خدمات الصحة العقلية للأطفال، صفحة على منصة "فيسبوك" حيث يمكن للأطفال إرسال قصائدهم.
بدوره، قال مؤلف كتب الأطفال محمد جمال عمرو، المعروف بقصائده التعليمية: "لا يمكننا إجبار الأطفال على قبول الشعر وكتابته، ولكن يمكننا بالتأكيد تعريفهم على وسيلة تساعدهم على التعلم من خلال الشعر، ولهذا يتوجب علينا أن نحرص على الوصول إلى عقلية الطفل والارتقاء بها من خلال توفير ما يريده".
واستعاد محمد جمال عمرو موقفاً قرأ فيه قصيدة ضمن عرض أدائي قام فيه بالتمثيل لتعزيز تفاعل طفلة لم تكن مهتمة بالشعر، لافتاً إلى أن الكثير من الشعراء والتربويين لا يبادرون إلى الإستفادة من الوسائط والتقنيات المتاحة لتقريب الصغار من الشعر.
وتعمق المتحدثان في أهمية الشعر كسيلة قوية للتعبير عن المشاعر والأفكار والرؤى، وكيف يتجاهل البعض دوره المحوري في العملية التعليمية، وكيف يمكن استخدامه لتعليم القيم والمفاهيم للقراء الصغار، وتعزيز مهاراتهم.
وأقيمت الجلسة ضمن البرنامج الثقافي على منصة "ملتقى الثقافة" في القاعة رقم 3، ضمن فعاليات "مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2024"، الذي يقام في "مركز إكسبو الشارقة" حتى 12 مايو تحت شعار "كن بطل قصتك"

 وسائل تعلُّم متعددة لمختلف الأعمار
في ظل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها عالم صناعة المحتوى في العالم، يجد ناشرو كتب الأطفال أنفسهم أمام منافسة كبيرة للفت انتباه الصغار وتيسير سبل التعليم أمامهم، إذ استحدثوا وسائط وتقنيات متعددة تدعم علاقة الصغار بالكتب وتفتح أمامه عوالم المعرفة.
يظهر هذا واضحاً لدى التجول في أروقة وقاعات الدورة الـ15 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، التي تتواصل حتى 12 من الشهر الجاري في مركز اكسبو الشارقة ، حيث يعرض الناشرون المشاركون وسائط تعليمية متعددة، منها المسموعة، والمرئية والتفاعلية.
عرضت دار أوميجا للنشر والتوزيع بالإمارات مجموعة كتب صوتيات لتعليم الأطفال في مراحل عمرية مبكّرة، بحيث يستطيعون استكشاف وتمييز الأصوات. وقال معتز محمد مسؤول مبيعات في الدار، واحدة من اصداراتنا للوسائط التعليمية، يأتي بصورة كتاب حول عالم الحيوان يتيح للصغار الإستماع لصوت الحيوانات والتعرف على طعامها، بضغطة زر،  مع إمكانية إحساس ملمس هذا الحيوان إذ يتضمن الكتاب وجود قطعة من فراء أو جلد الحيوان.
كما عرضت دار مكتبة المعارف – ناشرون من لبنان، سلسلة كتب صوتية بعنوان "كتاب الأصوات"، ومنها كتب الحيوانات والمركبات، والنمر وأصدقاؤه، والبط وأصدقاؤه، وهي سلسلة يتضمن كل كتاب منها 5 أزرار تساعد الطفل على سماع الأصوات الخاصة بالقصة.
بدورها، أتاحت دار مؤسسة السباعي للوسائل التعليمية التربوية- سوريا، سلسلة الكتب الضوئية والصوتية التفاعلية، وهي سلسلة كتب مبسطة للنشء تتضمن كتاب الخبرات والمعارف للأطفال بالصوت والضوء، وكتاب لغتي العربية (الحروف والأعداد العربية والإنجليزية) بالضوء والصوت، وقاموسي المصور للأطفال للحروف العربية والإنجليزية مع الأعداد.
وفيما يتعلق بالألعاب التعليمية، أتاحت دور نشر مجموعة من الإصدارات التي تساعد الأطفال على التعلُّم بصورة أكثر سهولة وإمتاع.
وعرضت دار فلافي بيير للتوزيع- مصر، مجموعة من الألعاب التعليمية التفاعلية المختلفة. وقال مصطفى البحيري ممثل الدار، إن الدار تنتج قطع أحجية "بازل" وألعاب جماعية عائلية، مشيراً إلى أن ألعاب الأحجية تتكون من قطعتين وتصل إلى 2000 قطعة بحيث تكون مناسبة للفئات العمرية من عامين وحتى الكبار، بالإضافة إلى أصحاب الهمم ومرضى التوحد.
وأضاف: "نركّز في ألعاب الأحجية على البيئة المصرية والجو الشرقي، فصممنا لوحات للمستشرقين الذين جاءوا إلى مصر منذ 300 أو 400 سنة مثل ديفيد روبرتز ولوحات لفنانين مصريين معاصرين مثل د. صلاح عناني، فضلاً عن تصميمات خاصة بنا مثل مصر القديمة كالأفلام والمجلات القديمة والأماكن السياحية".
وأوضح أن المعروضات تتضمن أيضًا ألعاباً جماعية الهدف منها تنمية مهارة معينة في عقل الطفل وهي ألعاب عائلية مخصصة للصغار من عمر 4 و5 سنوات حتى الجد والجدة ومنها لعبة recall والتي تهدف إلى تنمية الذاكرة البصرية، فضلاً عن ذلك أتاحت الدار ألعاباً تعليمية مثل الحروف الأبجدية بينجو ومنها حروف عربية وانجليزية وفرنسية وألمانية.
من جانبها، عرضت دار مكتبة المعارف اللبنانية، مجموعة ألعاب خشبية مثل الحيوانات، والفضاء، والطائرات، سباق السيارات، والمنزل، وجميعها تتكون من قطع خشبية تشرح كل موضوع منها.
يأتي هذا فيما طرحت دور نشر مشاركة في المهرجان، مجموعة من وسائل الإيضاح المختلفة؛ فعرضت دار فلافي بيير للتوزيع مجموعة من البوسترات المطبوعة التي يحتاجها الأطفال والمدارس للجانب التعليمي بحجم 100x 140 سم.
كما عرضت مؤسسة السباعي للوسائل التعليمية التربوية – سوريا، مجموعة من وسائل الإيضاح منها القرص التفاعلي التعليمي لتنمية المهارات الحركية عند الأطفال في الحروف الإنجليزية وأجزاء جسم الإنسان، بالإضافة إلى سلسلة حكايات قماشية.