العدد 3093
الإثنين 03 أبريل 2017
banner
لماذا غاب الإعلام الخليجي عن الحدث المشرف الكبير؟!
الإثنين 03 أبريل 2017

هل يمكننا القول إن الإعلام الخليجي “صحافة وتلفزيونا وإذاعة ووسائل تواصل” ملتصق مباشرة بالأحداث الكبيرة والمهمة ويقف على عتبة كل جديد وملتزم التزاما تاما بنقل الحدث؟ أشك في ذلك والدليل على كلامي غياب الإعلام الخليجي بكل ترسانته وفنونه عن أول رحلة تجريبية يقوم بها اللواء الطيار محمد بن سعيد عياش الغامدي للطائرة السعودية الأوكرانية “أنتونوف 132” قبل أيام في أكورانيا بعد أن تم تدشين النموذج الأول من طائرة “أنتونوف” متعددة المهام ذات الوزن الخفيف (132 – أن) في ديسمبر الماضي، حيث تحلق حول الطائرة وقت نزول الطيار عايش مختلف وسائل الإعلام الأجنبية من شتى دول العالم لتغطية الحدث الكبير الذي يعد مفخرة لنا كخليجيين، وتسابق الصحافيون لإجراء لقاءات مع طيارنا السعودي، بينما إعلامنا الخليجي ملتفت للغناء وعرض المسلسلات وصرف الملايين من أجل نقل مباراة كرة قدم في آخر الدنيا، أصبحنا نهتم بالحملات الإعلامية للأحداث الرياضية أو المسلسلات بشتى صنوف التبذير ولكننا غائبون تماما عن الأحداث والمنجزات الكبيرة في مجال التصنيع والتطوير والقدرات العلمية المذهلة لأبناء الخليج.

من وضع يده في هذه الطائرة الحربية خبراء ماهرون ومتدربون تدريبا فنيا ومهنيا عاليا يضاهي ما في أوروبا وأميركا، لاسيما أن الصناعة العسكرية في الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية متطورة جدا وخطت خطوات مهمة في هذا المضمار، ويفترض أن في طليعة الجهود المطلوب بذلها متابعة الإعلام الخليجي مثل هذه الأحداث وإبرازها عالميا على اعتبار أنها من أكثر الموضوعات أهمية في الواقع الخليجي والمحافل العلمية العربية.

دول الخليج فيها من الإنجازات ما يبشر ببناء قاعدة صناعية عسكرية خليجية بفضل وجود الخبرات والكوادر المتخصصة، ومع ذلك لا نرى أدنى اهتمام من الإعلام وكأنه “ضايع” عن الاتجاهات الأساسية والأهداف والمسار الطبيعي. من المعيب فعلا أن نهتم بتغطية مباراة ونرفع مظلتنا فرحا ونعتبر ذلك كل ما بلغته الحضارة الحديثة ولا نهتم بتغطية أول رحلة تجريبية لطائرة عسكرية صنعتها السعودية بمشاركة أوكرانيا، مع كل أسف الإعلام الخليجي لا يعرف لغاية اليوم كيف يرسم الاتجاه العام ويعاني من ثغرات واضحة ونقاط ضعف كثيرة ومواقف غير مدروسة وهذا ما جعل خطواتنا متأخرة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .