احتفلت البحرين في 14 فبراير بذكرى ميثاق العمل الوطني، الذكرى التاريخية لتلاحم القيادة والشعب، نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام صاحب الجلالة عاهل البلاد، وسمو رئيس الوزراء، وسمو ولي العهد حفظهم الله بهذه المناسبة. لقد أثبتت البحرين قدرتها على تخطي أزمتها السياسية مذللة العقبات والتحديات حتى استطاعت الوقوف على أقدامها، فما شهدته البحرين بعد التصويت على الميثاق نقلة نوعية في مجالات عدة إلا أن هناك عوامل استطاعت أن تقف عائقا أمام تحقيق ما نطمح إليه، فلا يزال بيننا من يستلهم البطولات، كما يزعم، بضرب الوطن ونشر الفتنة والضلال، اعتقادات غرست في العقول يبررها تأصيل شرعي حسب اعتقادهم استطاعت أن تستولي على فكرهم لتقودنا معهم نحو طريق مظلم، فئة هادمة للنهضة وسط جهود وإرادة للإصلاح والتطوير.

أكبر وأهم إنجاز استطعنا تحقيقه في الذكرى الـ 16 لميثاق العمل الوطني هو توثيقه، وتأكيد الذكرى الوطنية لانطلاق مشروع جلالة الملك الإصلاحي، أما المشروع التخريبي الفاشل لم يعد له أثر، لقد أصبح مختزلا في إطار محروق في إحدى الشوارع وكأن شيئا لم يكن، ما نراه اليوم هو حرق وانتقام وضرر لهم أنفسهم، فهم يقفون خلف القضبان، حيث خسروا مستقبلهم، بينما يتنعم المحرضون وقادة الإرهاب خارج البلاد.
لا يمكن أن نقلل من إنجازاتنا الأخرى بنكرانها، فهناك جهود وطنية ومساع إصلاحية طوال السنوات الماضية، لكن كيف نجزم بنجاحنا وهناك من يتفرغ لهدم منجزاتنا والبعض يجري خلف مصالحه ضارباً المصلحة العامة عرض الحائط!
هناك تجاوزات كثيرة منها ما تم كشفه في تقرير ديوان الرقابة ومنها ما هو غير معلوم لصعوبة قياسه، فضائح مستمرة ولا يزال الفاعلون يتنعمون بلا حسيب أو رقيب. نأمل أن نحتفل بالذكرى الـ 17 للتصويت على ميثاق العمل الوطني بنفوس راضية بما سنحققه من إنجازات ونجاحات وتقدم يشكل نقطة تحول في حياة الوطن والمواطن.