العدد 2862
الإثنين 15 أغسطس 2016
banner
المـــواطنـــة والهوية العربيــة
الإثنين 15 أغسطس 2016

إن الأديان السماوية جميعها بمذاهبها مصدرها السماء، وهدفها واحد وهو عبادة الله سبحانه وتعالى، قد تختلف الأساليب بين الأديان والمذاهب ولكن الهدف من وجودها وتعليماتها هو واحد. فالشيعة والسنة يُؤدون خمس صلوات وفي ذات الأوقات، يصومون معًا في شهر رمضان المبارك، يؤدون الزكاة ويحجون بيت الله الحرام في شهر ذي الحجة من استطاع إليه سبيلا. ويأتمرون جميعهم بحلال الله وحرامه، ويخضعون بما جاء في القرآن المجيد المُنزل على نبيهم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب “صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم”.
ويتعايش جميع المسلمين في البحرين بالذات مع جميع أصحاب الديانات السماوية والدنيوية تحت رعاية القيادة السياسية الرشيدة، وترفلهم الوحدة الوطنية ومبادئ التسامح والمحبة والتعاون، ويجمعهم الالتفاف نحو هذه الأهداف والغايات، ويعملون مشتركين من أجل تحقيقها. ويَبتعدون جميعًا عن ما يُسبب الاختلاف، ويعملون على ما يُقرب الائتلاف بين الإنسان وأخيه الإنسان. إن الشيعة العرب لا علاقة لهم بالنظام الإيراني الذي يَدعي ظلمًا وجورًا أنه زعيم الشيعة، وأنه يحميهم، وأنه يُناضل من أجل حقوقهم، النظام الإيراني نظام استبدادي مُستغل، يعمل من أجل تحقيق مآربه وأهدافه العدوانية والطائفية. ونقولها بصوتٍ عربي مُبين، إن أبناء مملكة البحرين ينتمون إلى بلادهم البحرينية وإلى أمتهم العربية، وإن نداءات النظام الإيراني المذهبية لا ولن تصل إلى أسماع أبناء الوطن، فهو نظام يرفض التعايش مع الآخرين، فكل الآخرين المختلفين معه سواء في القومية أو الدين يعتبرهم من أعدائه، فها هو قد نفذ حُكم الإعدام على عدد من الأكراد الإيرانيين في يوم الثلاثاء بتاريخ 2 أغسطس 2016م لأنهم (أكراد أولاً، سُنة ثانيًا، ومعارضون له ثالثًا)، وهكذا يتعامل مع القوميات الإيرانية الأخرى كالعرب والأذريين والبلوش. لذا فإن البحرينيين ليسوا جزءًا من النظام الإرهابي الاستبدادي الإيراني.
إن البحرينيين ليسوا جزءًا من النظام الإيراني ولن يكونوا، وإن كانت قلة قليلة قد باعت نفسها للشيطان الإيراني فهؤلاء لا ينتمون إلى العروبة. لقد فشل الكثيرون ممن أرادوا جعل ما يحدث في البحرين صراعا دينيا وسياسيا وطائفيا، وهذا ما يعمل لأجله النظام الإيراني في تأجيج الصراع السياسي في البحرين وتحويله إلى صراع مذهبي وطائفي.
وأكد هذا المعنى المركز العربي للأبحاث والدراسات، حيث أوضح الدور الإيراني في صناعة الطائفية السياسية في المنطقة العربية وخصوصا في أقطار الخليج العربي منذ عام 1979م، وفضح الدور الإيراني في تدخلاته المستمرة في شؤون أقطار الخليج العربي الداخلية، مذكرًا بأن المنطقة العربية تعيش أزمة حقيقية بسبب تغليب العامل الطائفي على العامل القومي وخصوصا بعد الغزو الأميركي ــ الإيراني للعراق في 2003م، والدور الإيراني وأحزابه وميليشياته المتواجدة في العراق ولبنان واليمن وسوريا في بروز ظاهرة الطائفية السياسية. وتدارس سبل تعزيز المواطنة والتعلق بالهوية القومية كونها الغالب على الطائفية، فالعروبة والقومية العربية هي الجامع بين أبناء الأمة العربية، وهي الرابط بين المُسلمين وأصحاب الديانات السماوية من العرب، وتعزز من الروابط الثقافية والتاريخية معهم، والعروبة هي السلاح المحارب للطائفية. وسيبقى العرب متمسكين بهويتهم العربية، لا ينتمون إلا لأقطارهم العربية ترابًا ولغة وهوية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .