العدد 2850
الأربعاء 03 أغسطس 2016
banner
أهمية أمن البحرين
الأربعاء 03 أغسطس 2016

كثرة الفتن وما يحيكه النظام الإيراني وأتباعه، من المليشيات والأحزاب والجمعيات الطائفية التي نذرت نفسها لخدمة الأجندة الإيرانية، من المخاطر التي تهدد أمن البحرين واستقرار شعبها، كما تهدد هويتها القومية وسيادتها الوطنية. وإذا كنا نعتمد على مواقف الدول الغربية فإن الخطر سيستمر، بسبب موقف واشنطن وعواصم الغرب من ممارسات وتدخلات النظام الإيراني ضد بلادنا البحرينية العربية التي يحلم بها النظام الإيراني بأن تكون ولاية امبراطوريته الفارسية الرابعة عشرة، وهذا الأمر من أضغاث أحلامه، فعروبة البحرين وشعبها وفشل النظام الإيراني المستمر لتفريس البحرين من الكوابيس التي يعيشها ليلاً ونهارًا.
الفتن ضد بلادنا وأمتنا العربية مستمرة، ما إن تنجلي فتنة حتى أردفتها فتنة أخرى أشد منها وأقسى، فتن ومصائب أمتنا العربية تتوالى ولن تنتهي إلا بانتهاء هذه التدخلات والممارسات العدوانية في حق بلادنا، والتدخلات بحق ما تتخذه حكومتنا الرشيدة من إجراءات ضد كل من يخرج على القانون ويكون خادمًا للفتنة ومعرضًا البحرين للخطر، ومدركًا قصدًا هذا الخطر، غير مهتم بالوطن وقيمته الوجودية للإنسان أينما كان وفي كل زمان. فأمن الأوطان مهم جدًا للإنسان، فهو يحتاج إلى الأمن كما يحتاج إلى الهواء والطعام واللباس، وكحاجته للثقافة والفكر، بل هو أساس كل تحقيق ذلك من المتطلبات، فالأمن أساس الحياة التي تحقق للمواطن السعادة والرغد الكريم وكل شيء جميل في هذه الحياة.
نحن المواطنون المحبون للبحرين وقيادتها وشعبها نستحق أن نعيش في وطن آمن نُحلق في فضائه الواسع ونمشي بخطواتٍ واثقة على ترابه، وإذا حافظنا عليه من الفتن والشرور سيبقى وطنًا عزيزًا مُصانًا، علينا جميعًا كمسؤولين ومواطنين ألا نغفل عن تلك المخططات الطهرانية والغربية وألا نجعل من اختلافاتنا ثغرة للطامعين المتربصين بالبحرين وشعبها وأمتنا العربية. وكما قال صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر لدى استقبال سموه عددا من المسؤولين والنخب الفكرية والصحافية والاقتصادية (إن البحرين ستبقى قوية وآمنة بحرص أبنائها على الوقوف يدًا واحدة في مواجهة كل من يُريد بها شرًا). نعم.. عندما تكون البحرين بخير وأمان فكلنا سنكون بخير وسنعيش بأمان.
أقول لأولئك الذين يعملون ضد أمن بلادهم وضد تطلعات وآمال شعبهم؛ اسألوا الشعب العراقي عن قيمة عراقهم الذي ضاع؟ اسألوا أولئك الذين باعوا عراقهم عن قيمة الوطن وعن أهمية أمنه؟ اسألوهم كيف كان العراق بالأمس وكيف أصبح اليوم؟  اسألوا اللاجئين الذين تشردوا عن ديارهم وأصبحوا يتوسلون الحياة ويبحثون عن الأمن في غربتهم؟ العراقيون والسوريون والليبيون وكل الهاربين من ديارهم كانوا بالأمس يعيشون في منعة وعزة وأمن في بلادهم، واسألوهم كيف هُم يعيشون؟ ألم يصدق الشاعر حينما قال “بلادي وإن جارت عليَّ عزيزةٌ”؟
إن المشروع الإصلاحي لجلالة الملك هو مشروع أمن واستقرار بالنسبة للبحرين وشعبها، ولكن البعض قرأ فيما يخصه من المشروع وترك ما يخص البحرين. وما بين المفهوم الصحيح للمشروع وبين القراءة الخاطئة له تحققت الثغرات التي مكنت الطامعين من التدخل في شؤوننا الداخلية، وجعلوا من أنفسهم أوصياء علينا وعلى بلادنا. علينا أن نحافظ على بلادنا، وأن نشكر كثيرًا قيادتنا الرشيدة وحكومتنا الأمينة على ما تشرعه من قوانين وسياسات تقي البحرين وتحمي شعبها من الفتن والنزاعات، هذه القوانين والسياسات الوطنية التي لم تعجب الآخرين وبعض الحكومات الإقليمية والغربية استطاعت أن تجعل من جميع مكونات الشعب وطوائفه وأديانه ومذاهبه شعبًا واحدًا، وأن تغرس فيهم الولاء لقيادتهم والانتماء لبلادهم. حفظ الله البحرين وقيادتها وشعبها من كل مكروه. آمين يا رب العالمين.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .