+A
A-

كيري: على بريطانيا وأوروبا إدارة الانفصال بمسؤولية

روما - ا ب: دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بريطانيا والاتحاد الأوروبي، إلى إدارة انفصالهما “بمسؤولية”، من أجل الأسواق والمواطنين في أنحاء العالم.
وشدد كيري على أهمية “التعاون العقلاني”، في الوقت الذي يسود فيه غموض اقتصادي ومخاوف بشأن تداعي الوحدة الأوروبية، وفق ما ذكرت وكالة أسوشييتد برس.
وقال كيري أمس الأحد إنه يجب على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا أن يتعاونوا عن كثب رغم قرار بريطانيا ترك الاتحاد مشيرا إلى الحاجة لمواجهة تهديد تنظيم داعش والصراعات الدائرة في ليبيا وسوريا.
وأضاف كيري في تصريحات أدلى بها مع وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني “هناك حالة ملحة دائمة فيما يتعلق بهذه العلاقة ومن الأمور التي أريد أن أؤكد عليها بحضوري إلى أوروبا اليوم هي أهمية العلاقات مع أوروبا والاتحاد الأوروبي بالنسبة للولايات المتحدة وللعالم”.
ويبدو أن تصريحات كيري المقرر أن يزور بروكسل ولندن اليوم الاثنين تلقي الضوء على المخاوف من أن تعقد الاضطرابات السياسية في أوروبا هدف الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يحظى بالأولوية وهو إدارة تحالف دولي لهزيمة المتشددين الإسلاميين المسلحين.
ومن ناحية أخرى، قال كيري إنه وأوباما “مقتنعان تماما بقدرتنا على العمل وسط هذه الظروف بشكل عقلاني وبتفكر يستنفر قوة الاتحاد الأوروبي وقوة السوق بأفضل شكل ويحقق أفضل المصالح فيما يتعلق بأمننا القومي وأمننا الدولي ويعمل على الحفاظ على السير في الطريق الصحيح لبلادنا”.
وأضاف “لا شك لدي على الإطلاق في قدرتنا على القيام بذلك”. وأكد كيري مجددا أن الولايات المتحدة ستبقى على “علاقات وثيقة للغاية خصوصا مع بريطانيا العظمى”. وكان أوباما قد حث الناخبين البريطانيين على عدم الخروج من الاتحاد الأوروبي.
من جانب آخر، صاغ وزيرا خارجية ألمانيا وفرنسا وثيقة من تسع صفحات عنوانها “أوروبا قوية وسط عالم من الشكوك” واقترحا فيها سياسات أوروبية مشتركة على صعيد الأمن والهجرة فضلا عن تعزيز التقارب الاقتصادي.
وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير ونظيره الفرنسي جان مارك أيرو إن الاتحاد يعاني سلسلة من الأزمات عند أطرافه الجنوبية والشرقية بينما يستعيد النمو الاقتصادي زخمه ببطء في اعتراف منهما بأن التكتل “يواجه اختبارات قاسية”.
وبدأ العمل على الوثيقة قبل أن تصوت بريطانيا يوم الخميس على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقال الوزيران في الوثيقة التي أطلعت رويترز على نسخة منها “لا مجرد الدعوة إلى المزيد من الوحدة الأوروبية ولا الدخول في مرحلة من التفكير العميق يمكن أن يقدم الحل الملائم”.
وأضافا “لمنع التفتت الزاحف على مشروعنا الأوروبي يجب أن نركز أكثر على الأساسيات وعلى الوفاء بالتوقعات الملموسة لمواطنينا”.
وقال الوزيران اللذان يشكل بلداهما نواة الاتحاد الأوروبي إنه من المهم إدراك أن الدول الأعضاء لديها رغبات متفاوتة حيال تعميق الاندماج الأوروبي.
وقالا “علينا التوصل إلى طرق أفضل للتعامل مع درجات الطموح المتفاوتة حتى نضمن أن تتجاوب أوروبا بشكل أفضل مع توقعات جميع المواطنين الأوروبيين”.
واقترح الوزيران لتحقيق هذه الغاية ثلاث مبادرات:
أولا: وضع اتفاقية أمنية أوروبية تشمل الأولويات المتفق عليها للسياستين الأمنية والخارجية مع التشجيع على وجود سياسة موحدة للاتحاد في هذين المجالين.
ويتعين على دول الاتحاد الأوروبي الراغبة في التوصل إلى تعاون منهجي دائم في مجال الدفاع أن تكون مرنة حيال هذا الأمر.
ثانيا: سياسة الهجرة واللجوء الأوروبية المشتركة. عبر الوزيران عن تصميمهما على ضرورة أن ينشئ الاتحاد الأوروبي أول قوة متعددة الجنسيات في مجال خفر سواحل وحماية الحدود.
كما يتعين على الاتحاد أن يتوصل إلى حل مشترك لارتفاع عدد المهاجرين إليه لأسباب اقتصادية.