العدد 1427
الإثنين 10 سبتمبر 2012
banner
حرية تعبير... أم حرية تخريب؟
الجمعة 03 مايو 2024

كنت على وشك أن أكتب كلاما ألوم فيه وزارة الداخلية على عدم اتخاذها إجراءات صارمة ضد من يصرون على الإضرار بمصالح البلاد والعباد، الذين يصرون على التظاهر في الأماكن والأوقات التي تلحق الضرر بالاقتصاد الوطني ويتحدون القانون والنظام بشكل لا يوجد في أي مكان في العالم.
ولكنني قرأت خبرا على التو يقول إن وزارة الداخلية ستتخذ إجراءات قانونية ضد الذين شاركوا في مظاهرة الجمعة الماضية في أماكن حساسة من البلاد وبدون ترخيص بذلك، وأتمنى أن تكون هذه الإجراءات رادعة لهؤلاء المستهترين الذي تمادوا في تحدي القانون وتحدي السلطات الأمنية في البلاد.
الذين يصرون على عدم الالتزام بالقانون بحجة حرية التعبير عن الرأي كاذبون، لأن ما يقومون به لا يندرج مطلقا تحت بند حرية التعبير، فحرية التعبير هي أن ينتقد الإنسان أوضاعا معينة ويعبر عن رفضه لها بكافة السبل ولكن بما لا يضر مصالح عامة أو خاصة.
إذا كانت المظاهرة تريد توصيل رسالة إلى الداخل أو للخارج أو للاثنين معا، فحتما ستصل هذه الرسالة سواء جرت المظاهرة في قلب المنامة أو في طرفها، فالمكان مهما كان بعيدا عن الشوارع الرئيسية وعن المصالح العامة والسفارات لا يمنع وصول رسالة المتظاهرين إلى سلطات الداخل ولا إلى أي جهة في الخارج فوسائل الإعلام تستطيع أن تنقل كل صغيرة وكبيرة إلى كل ركن في العالم دون حاجة إلى إغلاق الشوارع وإرهاب أصحاب المحلات والمارة والمقيمين وتكبيد البلاد خسائر اقتصادية كبيرة وإظهار البحرين كأنها دولة مليئة بالفوضى.
ولكن الحقيقة أصبحت واضحة للجميع والأمر لا يحتمل الجدل، فجمعية الوفاق الموالية لإيران تمارس حرب استنزاف ضد الدولة البحرينية من أجل إضعافها بالتدريج عن طريق النزيف الاقتصادي المتواصل وتخويف رأس المال الأجنبي الذي هو بطبعه جبان.
إذا كانت الدول التي اخترعت المظاهرات تحدد أماكن وأوقات لهذه المظاهرات وتعتبر من يخالف خارجا على القانون وتقوم بردعه بكل شدة، فلماذا لا نزال نحن مترددين في ردع هذه الفئة التي ضلت وأضلت الكثير من الشباب، وكأن الاقتصاد البحريني لا يعنيها في شيء.
ما يجري ليس حرية تعبير كما يقولون ولكنه حرية تخريب وتدمير لمقدرات البلاد يجب أن يرفضه الشعب بأكمله، ولابد أن يعي شعبنا أن الذين يقومون على أمر هذه الأعمال لن يضاروا بشيء إذا خرب الاقتصاد البحريني، لأن مقار الضيافة الخاصة بهم تنتظرهم لدى الدولة التي يعملون من أجلها وتذاكر السفر جاهزة للمغادرة إلى هناك عندما يعم الخراب وينجحوا في مهمتهم التي استعملوا عليها خدمة لسادتهم خارج الحدود.
أيها البحريني الأصيل الذي يحب هذه البلاد وليس له بديلا سواها، أقولها لك وسوف أظل أقولها ما دامت بلادنا التي ليس لنا سواها تواجه الغدر والخيانة، أقول لك: قف وفكر جيدا ولا تبقى سلبيا فبلدنا يتألم ويحتاج إلى أبنائه المخلصين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .