العدد 1386
الثلاثاء 31 يوليو 2012
banner
دول الربيع لن تستقر بسهولة
الجمعة 03 مايو 2024

يبدو أن الدول العربية التي قامت بها الثورات سوف تحتاج لوقت طويل لكي تستقر، وقد تحدث بها ثورات جديدة، فلا تزال الأمور غير واضحة في هذه الدول خاصة مصر التي أجرت انتخابات برلمانية ورئاسية ولا تزال المرحلة الحالية بلا ملامح واضحة.
انتهى شهر العسل بين الإخوان المسلمين وبين غالبية الشعب المصري الذي انتخبهم لأنهم البديل الوحيد القوي الواضح المنظم لكي يخلفوا نظام حسني مبارك.
ملايين من المصريين ممن انتخبوا الإخوان لا يعرفون من هم الإخوان المسلمون ولا ماذا يريدون ولا ما هو منهجهم، ولكنهم انتخبوهم رغبة في الخلاص وسعيا لتحقيق أحلام كثيرة، فكل عاطل اعتقد أن بينه وبين الحصول على عمل شريف خطوة واحدة وهي انتخاب مرشح الإخوان المسلمين، والذي يبحث عن سكن، والذي يريد تحسين دخله، والذي تعرض لظلم في عهد النظام السابق، والذي أراد أن يدخله الله الجنة ويباعد بينه وبين النار كما باعد بين المشرق والمغرب، كلهم انتخبوا مرشح الإخوان المسلمين، سواء مرشح الإخوان للبرلمان أو مرشحهم للرئاسة.
هذه الملايين لا يعنيها صراع السلطة بين الرئيس وبين العسكريين ولا بين الإخوان والقوى السياسية الأخرى، ولا أن الإخوان خالفوا وعودهم السياسية التي وعدوا بها القوى السياسية الأخرى.
الإخوان قالوا لن نترشح إلا على ثلاثين بالمئة من مقاعد البرلمان، ثم ترشحوا على البرلمان كله، وقالوا لن يكون لنا مرشح لرئاسة الجمهورية، ثم قاموا بالدفع بمرشحين اثنين، وقالوا لن نعين رئيس وزراء من الإخوان المسلمين، ثم قاموا بتعيين رئيس وزراء إخواني حتى النخاع، ولكن كل هذا لا يعني فقراء مصر الذين يعدون بالملايين في شيء.
الملف الاجتماعي والاقتصادي هو كلمة السر في مصر، والفقر هو الذي أسقط نظام حسني مبارك، وإذا سقط الإخوان سيكون الفقر هو السبب في هذا السقوط.
وهذا الملف لم يطرأ عليه تغيير سريع وأصحاب الأحلام الوردية يقفون أمام القصر الجمهوري يقدمون العرائض لديوان المظالم انتظارا للفرج دون جدوى فالمظالم كثيرة والموارد قليلة والاقتصاد في أسوأ حالاته بعد عام ونصف من الاضطرابات والإضرابات وغياب الأمن.
حتى الوزارة الجديدة التي حلم وألح الإخوان في تشكيلها وطرد الدكتور كمال الجنزوري الذي أنقذ البلاد في أحلك الظروف، لم ينجحوا حتى كتابة هذه الأسطر في تشكيلها، وطلبوا من الجنزوري البقاء حتى نهاية شهر رمضان.
الشيء المضحك أن الإخوان لا يزالون حتى هذه اللحظة يعزون أي فشل إلى النظام السابق ويقولون ان فلول هذا النظام هم الذين يعرقلون كل تقدم يريده الرئيس.
قطع الطرق والانفلات الأمني الرهيب وقطع الكهرباء والماء عن المستشفيات وكل ما نقرأه من سلبيات في الصحف المصرية كل يوم سببه فلول النظام السابق؟؟ هل هذا كلام معقول؟ لماذا أنتم في الحكم إذا؟ وأين وعودكم بتحويل مصر إلى يوتوبيا.
الفقراء وأصحاب الحاجات وأصحاب المظالم لا يعرفون هذه الحجج، ومن فقدوا الأمان على الطريق وفقدوه في بيوتهم لا شأن لهم بكل هذا، فقد أدوا ما عليهم وانتخبوكم، وليس من مهامهم القضاء على فلول النظام السابق الذين يعطلون خطط الإخوان، فالإخوان سعوا إلى السلطة ووصلوا إليها بمساندة هؤلاء الفقراء الساعين إلى جنة الدنيا والآخرة، والكرة أصبحت في ملعب الإخوان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .