العدد 1384
الأحد 29 يوليو 2012
banner
زيارة سمو ولي العهد لمجلسي عائلتي البوعينين والمسلم
الجمعة 03 مايو 2024

خلال زيارته لمجلسي عائلتي البوعينين والمسلم، قال ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة عبارة غاية في الأهمية، وهي “ان الأحداث أثبتت استحالة سماح جهة لأخرى بتحديد خياراتنا المستقبلية”، فهذه العبارة الموجزة تلخص الحالة البحرينية التي نعيش في ظلها في كبسولة صغيرة، إن صح هذا التعبير.
فالأحداث التي تعرضت لها البحرين كشفت عن نوايا سيئة وعن خطط للهيمنة ومحو الآخر تحت دعاوى زائفة نالت تأييد من يضمرون شرا للبحرين.
البحرين عاشت تاريخا طويلا وهي بعيدة تماما عن الطائفية وعن السعي لشق الصف والرغبة في الهيمنة،فمنذ حكمها آل خليفة الكرام لم تعرف الضغينة الطائفية إلا في هذا العصر المقيت الذي كثرت فيه الدسائس وأصبحت حروب المجتمع المدني والاعتماد على الطابور الخامس وسيلة لقوى عالمية وإقليمية في تحقيق أهدافها والضغط على خصومها.
هذه القوى العالمية والإقليمية استخدمت الطائرات والصواريخ في أجزاء من الوطن العربي لكي تغير أوضاعا وأنظمة وقوى معينة في هذه الأجزاء، ولكنها اعتمدت على حروب من نوع آخر لبقية الأجزاء وهي حروب المجتمع المدني.
وكانت الطائفية بطبيعة الحال السلاح الجاهز لهذا النوع من الحروب، مع استخدام المال الذي كان سيخصص للصواريخ والمدافع في إشعال نار هذه الطائفية التي يمكن ان تحرق أسرع من أي قنابل ومن أي صواريخ،خاصة أن إدخال المال أسهل بكثير من إدخال السلاح.
كلمة سمو ولي العهد كلمة بليغة للغاية وليست موجهة لطرف دون آخر ولكنها موجهة للجميع، سنة وشيعة،ومسيحيين، ويهود، فلا مصلحة للبحرين وبقائها واستقرارها وتقدمها في انفراد فريق بعينه لصياغة مستقبلها السياسي والاقتصادي.
إن انفراد فريق بعينه بصياغة مستقبلنا هو الوصفة السحرية لتلاشي هذه المملكة المحاطة بالأخطار، لأن هذا الانفراد سيفتح الباب أمام التنكيل ومحاكم التفتيش، وسيفتح الباب أمام الاحتراب الداخلي وضياع كل شيء.
ولذلك فالإصلاح التدريجي الطبيعي في كل شؤوننا، في ظل آل خليفة الكرام، هو اختيار العقلاء الذين يعشقون البحرين ويخافون عليها، أما الانقلاب والسعي لإزاحة الغير فهو اختيار الانتحاريين الذين لا يعنيهم نجاح الوطن وبقاؤه بقدر ما يعنيهم تنفيذ خطط انتقامية ضد غيرهم.
إن تفكيك الدول وإعادة تركيبها من جديد على طريقة الفوضى الخلاقة لا يناسب البحرين، لأن البحرين لها ظروف خاصة، وإذا ما تفككت، لا قدر الله، فلن يعاد تركيبها.
الضمان الوحيد، بعد الله، لبقاء البحرين وتقدمها، هو وقوفنا صفا واحدا خلف آل خليفة الكرام في مواجهة ما يحاك للبحرين من مؤامرات.
حفظ الله البحرين وأهلها من كل سوء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .