العدد 1378
الإثنين 23 يوليو 2012
banner
شــر البليــة مــا يضحــك يا شيخ نصر الله
الجمعة 03 مايو 2024

 الشيخ نصر الله لا يزال في هذه الأيام السود يتحدث عن حرب تموز والنصر الكاذب الذي حققه على الاسرائيليين.
لا يزال الشيخ منتشيا بهذه الذكرى الأليمة التي يعتبرها نصرا مؤزرا،فقد احتفل أمام حشوده بيوم النصر الذي تحولت بيروت خلاله إلى خرابة،وكان في كل بيت من بيوتها جنازة .
الشيخ لا يزال يمارس خطابه الحماسي الذي بات يبعث على الضحك ،ولقد أعلن أمام أنصاره ما هو أعجب،حيث قال أن  حزب الله لو كان قد انهزم ،فيما يطلق عليه حرب تموز،لكان بشار الأسد قد سقط وسقطت سوريا!
ولا أحد يدري كيف نفهم هذه المعادلة العجيبة،فمن الذي يسقط أولا لكي يسقط الآخر؟هل سقوط حزب الله هو الذي يؤدي إلى سقوط سوريا أم العكس؟هل  حزب الله هنا في مهمة إيرانية أم مهمة سورية؟
وحتى لو كانت الفرضية التي قالها نصر الله صحيحة،فكيف كان لحزب الله أن يهزم في تلك الحرب المزعومة وهو موجود في الجحور بعيدا عن الجحيم الذي صبه الطيران الاسرائيلي على بيروت.
كيف يدخل جيش حربا مع آلة الحرب الصهيونية الغاشمة ولا يسقط منه إلا عدد لا يتجاوز عدد من يسقطون في حوادث الطرق في إحدى المدن خلال نفس المدة التي دارت خلالها الاشتباكات؟
الذين سقطوا هم اللبنانيون الموجودون في بيوتهم عرايا بلا حماية.
كيف يهزم جيشك يا سماحة الشيخ وأنت رابض في مكمنك،وجيشك في خنادقه يناوش ويوجه ضربات كرتونية من وقت لآخر ولكنه لا يصد أي ضربات من الضربات الساحقة التي قتلت الآلاف من اللبنانيين المساكين،وشوهت وجوها وقتلت النساء والأطفال.
هذه ليست بطولة يا شيخ نصر الله وينبغي عليك أن تكف عن استغفال البسطاء، فالبطولة تكون في حماية الشعب الذي تنتمون إليه وليس في مناوشة العدو والنزول تحت الأرض وليمت من يمت.
 الحقيقة التي لا مراء فيها أن الشعب الذين تعيشون معه على نفس الأرض لا يهمكم في شيء،يقتل أو يجرح أو يشوه بفعل الأسلحة الاسرائيلية المحرمة فلا بأس لديكم،لأنكم في خنادقكم تقومون بمهة إيرانية مقدسة،تحاولون إشغال الجيش الصهيوني وإزعاجه بصواريخكم الورقية،حتى وإن أدت مشاغباتكم إلى قتل نصف الشعب اللبناني وتسوية منشآته الحيوية بالأرض.
الشيخ لم ينس خلال احتفالاته أن يعزي الشعب السوري في سقوط قادة القتل الذين ذبحوا الآلاف من السوريين ممن لا عزاء لهم لديه،فهو يعزي القتلة ولا يعزي الضحايا،تماما كما يقيم الدنيا ولا يقعدها من أجل مظاهرة لبعض أتباع إيران في القطيف أو في المنامة،وينسى تماما الشعب السوري وهو الذي اعترف أن السلاح الذي حارب به في تموز هو سلاح سوري،أي بأموال الشعب السوري.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .