العدد 1367
الخميس 12 يوليو 2012
banner
السفير الأمريكي غير مرحب به في مجلس الشمري
الجمعة 03 مايو 2024

الكثير من المسئولين والوجهاء في العالم،وبخاصة في عالمنا العربي يضعون المسئولين الأمريكيين في مكانة مرتفعة ويشعرون بالفخر إذا زارهم مسئول أمريكي في وزاراتهم أو في مكاتبهم أو مجالسهم.
 فمكانة المسئول تكون على قدر مكانة دولته وقوتها وتأثيرها على مستوى العالم،وهذا هو الذي يجعل الأمريكيين محل تقدير من قبل من يقومون بزيارتهم.
 وقد كان من دواعي الفخر لأي وجيه من وجهاء البحرين أن يقوم السفير الأمريكي في المنامة بزيارة إلى مجلسه لأنه سفير أقوى دولة في العالم وقدومه إلى هذا المجلس أو ذاك يعطيه شهرة ومكانة واعتبارا وأهمية.
 ولكن في الأيام الحالية لم يعد السفير الأمريكي في البحرين محل احترام من قبل أهل البحرين،ونقصد بطبيعة الحال الشعب البحريني والبرلمان الذي يمثل الشعب البحريني،إلى جانب غالبية الكتاب والصحفيين.
 النائب البرلماني عبد الحكيم الشمري رفض استقبال السفير الأمريكي الحالي في مجلسه،لأن هذا هو الموقف الطبيعي لنائب يمثل الشعب البحريني ويحترم الناخبين الذي أجلسوه على مقعده البرلماني.
 وبما أن هذا السفير قد أصبح بالتعبير الدبلوماسي “بيرسونا نان غراتا” لدى الشعب البحريني،فليس من الحكمة أن يستقبله نائب مختار من قبل هذا الشعب.
 النائب الشمري له كل الحق أن يرفض استقبال السفير الأمريكي في مجلسه،وليس من حق أحد أن يلومه عليه،بل إن ما قام به الشمري هو قمة التحضر في إرسال رسالة جيدة وذات معنى لهذا الدبلوماسي الذي لا يأبه بمشاعر أبناء الشعب البحريني ولا تشغله حالة الكراهية والرفض التي تنامت ضده،وكأنه هنا في البحرين في مهمة أخرى غير المهام الدبلوماسية المعروفة على مستوى العالم.
 إننا ننتهز هذا الموقف المعبر الذي اتبعه الشمري وندعو إلى تعميم الفكرة على البحرينيين،خاصة الوجهاء ورجال الأعمال والصحفيين ممن يتلقون زيارات من السفراء والدبلوماسيين في مجالسهم،فهذه ستكون طريقة متحضرة في الاحتجاج والتعبير عن الرفض للتدخل في شئون البحرين،بعيدا عن أي احراجات أو تقاليد دبلوماسية تخص الحكومات دون الشعوب،فليس هناك على قدر علمي ما يجبر شعبا من الشعوب على التجاوب والتواصل مع سفير أي دولة مهما كانت مكانة هذه الدولة وجبروتها،طالما أن هذا السفير غير مرغوب فيه شعبيا.
 الولايات المتحدة يمكنها أن تضغط على الحكومات بوسائل شتى،ويمكنها أن تضغط من أجل إعفاء جنودها من المثول أمام المحكمة الجنائية الدولية،ويمكنها أن تعطي تعريفات للإرهاب ،وتعريفات للحق، بالشكل الذي يرضيها،ولكنها لا تستطيع أن تجبر شعبا من الشعوب على احترامها واحترام دبلوماسييها.
 فليت السفير الأمريكي هو ومن أوفدوه يفهم هذا الموقف الشعبي البحريني ويتصرف في بلادنا على النحو الذي ينال قبول الجماهير وأن ينأى بنفسه عن التصرفات الاستفزازية التي تزعج أبناء البحرين.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .